مرايا –

تعرضت تجارة المخدرات السورية، وهي تجارة ضخمة عابرة للحدود، لضربة الاثنين، بعد مقتل التاجر البارز مرعي الرمثان، بضربة جوية مع عائلته في منزله بريف السويداء الشرقي.

ونقلت وسائل إعلام أن الطيران المنفذ وجه ضربتين جويتين ضد معمل لإنتاج الكبتاغون في درعا والأخرى استهدفت منزل الرمثان في السويداء جنوبي سوريا.

وقال المرصد، الذي لم يكشف عن مصادر معلوماته إن “استهدافا جويا تسبب بقتل مرعي الرمثان وعائلته المؤلفة من زوجته وأطفاله الستة”.

ووصف المرصد الرمثان بأنه “أبرز تجار المخدرات في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن من قرية الشعاب الحدودية، وهو مرتبط بشكل رئيسي بقيادات من حزب الله اللبناني”.

ويسلط الاستهداف الضوء على تجارة كبيرة للمخدرات – أبرزها “الكبتاغون” – مركزها سوريا حيث يعتقد أن مخدرات بمليارات الدولارات تصنع سنويا، وتوزع إلى الخارج بمباركة قيادات في النظام السوري بعضهم من عائلة الأسد.

وأشارت رويترز إلى أن معمل المخدرات في درعا، كان يعتقد أنه مركز للقاءات المهربين الممولين من حزب الله.

المخدرات والسياسة

ومؤخرا، كانت المخدرات جزءا من الصفقة التي أعيدت بموجبها سوريا إلى الجامعة العربية، وفق بيان لوزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر، الذي صدر الأسبوع الماضي.

ودعا الوزراء إلى تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار.

وقال بيان وزارة الخارجية إن سورية “ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سورية وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنهاء هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها”.

وصوتت الجامعة العربية على عودة سوريا إلى صفوفها الأحد، قبل يوم واحد من الضربة التي استهدفت الرمثان ومعمل الكبتاغون في درعا.

من هو الرمثان؟

اشتهر مرعي الرمثان باسم “بابلو إسكوبار الجنوب السوري”، في تشبيه بتاجر المخدرات الكولومبي الشهير، وذلك في دلالة على اتساع رقعة الشبكة التي يديرها في تجارة المخدرات وتهريبها إلى الدول المجاورة لسوريا. وهو المطلوب الأول لدى الاردن.

ويقول اللواء المتقاعد، محمد الثلجي، إن الرمثان يحمل لقب “إسكوبار” منذ زمن بعيد “بسبب دوره في قيادة عمليات التهريب والتسلل في الجنوب السوري، ويلعب هذا الدور برعاية منظمات مثل حزب الله ومليشيات مسلحة إيرانية وسورية”.

وأشار الثلجي إلى أن تلك المنظمات والمجموعات المسلحة كانت تدعمه وتؤمّن له ما يلزم من السلاح والحماية وتوفر له المسيّرات التي يستخدمها في عمليات تهريب المخدرات، مؤكدا أن “كل مسيّرة حملت 15 كلغ من المخدرات”.

أموال هائلة

قالت الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط، روزي دياز، عبر تغريدة، في مارس الماضي، إن عائدات تجارة مخدر الكبتاغون للنظام السوري وصلت إلى نحو 57 مليار دولار أميركي سنويا، وتمثل 80 في المئة من إمدادات العالم من هذا المخدر.

وقالت دياز إن هذه الأرقام تمثل “ما يقرب من 3 أضعاف تجارة مخدرات جميع الكارتلات المكسيكية معا”.

وفي السنوات الأخيرة، مع تفاقم الأزمات الاقتصادية في لبنان وسوريا، حذر الخبراء من أن التجارة قد انتشرت.

وصادرت السلطات في دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا الملايين من حبوب الكبتاغون السورية الصنع بمبالغ تصل إلى مليارات الدولارات حيث يشير الخبراء إلى نمو السوق.

وقد دفع حجمها الضخم المحللين إلى استنتاج أن هناك تواطؤ رسمي مع هذه التجارة.

وأضاف الخبراء أن حزب الله والميليشيات الأخرى المرتبطة بإيران في المنطقة كانت وراء زيادة المخدرات.

ونفى حزب الله وحكومة الأسد تورطهما في صنع المخدرات والاتجار بها.

ماذا نحتاج؟

دعا الخبير العسكري، جلال العبادي، إلى ضرورة تكاتف الجهود العربية، لمكافحة المخدرات المهربة من ميليشيات سورية.

وأضاف العبادي عبر نشرة الأخبار على إذاعة حياة اف ام، أنه بات من الضروري التوصل لاتفاق دولي يكبح تهريب المخدرات.

وتابع “علينا تفتيش بيتنا الداخلي ومعرفة المتواطئين معه من تجار المخدرات هنا”.

وختم “هذا عمل منظم من خلال مليلشيات لا دولاتية تقوم بتصنيع وتهريب المخدرات بشكل منظم وكبيرة”.

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي، قبل ايام ، إن الأردن سيقوم بكل ما يلزم من أجل التصدي لمواجهة تهريب المخدرات إليها عبر الحدود السورية، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على ما وصفه بالتهديد الخطير.

وأضاف الصفدي في تصريحات لمحطة (سي إن إن) الأمريكية “هذه المشكلة لا تُمثل تهديدا للأردن فقط وإنما تمتد وصولا إلى دول الخليج ودول عربية أخرى والعالم، وسوف نقوم بما يلزم للإسهام في إنهاء هذه الأزمة، وسنقوم في الوقت ذاته بما يتطلبه الأمر لحماية المصالح الوطنية الأردنية”.

ووافقت سوريا على العمل مع الأردن والعراق الشهر المقبل للمساعدة في تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها عبر حدودها، وذلك بحسب البيان الختامي الصادر يوم الاثنين الماضي، عقب اجتماع وزراء خارجية عرب في عمّان.