في غزة حيث بيعت حلويات العيد رغم الحرب والأزمة الإنسانية الخانقة، إلى القدس حيث تحدّى آلاف الأشخاص البرد والمطر، مرّ أول أيام عيد الفطر الأربعاء كئيبا على الفلسطينيين الذين أقاموا الصلوات على أرواح ضحايا النزاع.

قال أحمد أبو شاعر تحت الخيمة البيضاء الكبيرة حيث أقيمت صلاة العيد، والتي غصّت بعشرات الغزيين الذين لجأوا إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة “العيد الماضي لم تكن هناك حرب، لكن هذا العام لدينا حرب مستمرة منذ ستة أشهر وهي تدخل شهرها السابع”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

أضاف “كان مسجد الفاروق في العام الماضي ما زال على هيئته (…) قُصف قبل شهر رمضان بأسبوعين تقريبا أو ثلاثة أسابيع”.

في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية، لم يشبه عيد الفطر هذا العام أي عيد آخر. فالحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر لا تهدأ.

ليل الثلاثاء الأربعاء، استشهد 14 شخصا، بينهم أطفال صغار، في قصف استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع، وفق ما أفادت وزارة الصحة في غزة.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات على العديد من الأهداف منها منصة لإطلاق الصواريخ وقتل أعضاء “خلية”، لكنه لم يذكر الضربة على مخيم النصيرات.

وشاهد مصور في وكالة فرانس برس جثث ضحايا الغارة فيما كانت أسرهم تنقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

“كفى حربا ودمارا”

وقال أحمد قشطة (33 عاما) وهو أب لأربعة “أقسم بالله لم نشهد عيدا مثل هذا العيد المليء بالحزن والخوف والدمار والخراب” بسبب الحرب.

وأضاف أحمد وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى رفح مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين يبحثون عن مأوى من القتال “نحن نحاول أن نكون سعداء، لكن الأمر صعب”.

من جهتها، قالت عبير سقيق (40 عاما) التي تقيم في خيمة في رفح مع عائلتها، إن العيد يعني “أجواء هادئة وألعاب أطفال وغاتوهات (قوالب حلوى) ومشروبات وشوكولاتة في كل بيت”.

وأضافت “لكنه (هذا العام) عيد حزن وتعب. لقد دمروا غزة … كفى حربا ودمارا” قائلة إن سكان غزة يرغبون في أن يتم التوصل إلى هدنة.

وبدل المخبوزات التي تحضّرها الأسر عادة خلال احتفالات عيد الفطر، روى أحد السكان أنه قدّم لأطفاله سكاكر من حصص إعاشة وزّعتها الأمم المتحدة.

من جهته، قال معين أبو راس (44 عاما)، وهو أحد سكان غزة “إنه يوم خالٍ من دفء التجمعات العائلية”. وبسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت “لا نستطيع حتى الاتصال بأقاربنا”.

“ليس هناك احتفال”

في القدس الشرقية المحتلة، وتحت مراقبة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى باحة المسجد الأقصى.

وقالت روان عبد الممرضة البالغة 32 عاما من القدس المحتلة “إنه أتعس عيد يمر علينا. في المسجد يمكن رؤية الحزن على الوجوه”.

وأضاف زكي (37 عاما) وهو من سكان القدس الشرقية الذي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 “الجميع يفكر في ما يحدث في غزة. هذا العام ليس هناك احتفال، نحن فقط سنزور أقاربنا في منازلهم. سنشعر بالذنب إذا فعلنا شيئا احتفاليا”.