ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الاردني أمس الاثنين، قرار تأجيل فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، والتي تم إغلاقها في عهد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب عام 2019.

وأوضح التقرير الاسبوعي للبرنامج من القدس، أن قرار الادارة الاميركية الجديدة بإعادة فتح القنصلية، قوبل بمقاومة شرسة من الجانب الإسرائيلي باعتباره يتعارض مع اعتراف الإدارة الأميركية السابقة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال عضو الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة، أسامة السعدي، إن يائير لابيد ونفتالي بينيت، يعارضان إعادة افتتاح القنصلية الأميركية بالقدس الشرقية، وأن على الإدارة الأميركية اتخاذ موقف حاسم بهذا الموضوع، داعيا لافتتاح القنصلية في أسرع وقت ممكن.

وأشار التقرير إلى أن قرار التأجيل شكّل “خيبة أمل” لدى الفلسطينيين الذين كانوا يأملون بتصحيح مسار وسياسة الادارة الاميركية السابقة تجاه القضية الفلسطينية والقدس، ما دفعهم لتوجيه رسالة احتجاج إلى وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ولرئيس الأغلبية في الكونغرس الاميركي.

و أعرب الفلسطينيون عن قلقهم البالغ ازاء تأخر الولايات المتحدة بإعادة فتح القنصلية الاميركية في القدس الشرقية “وهي عاصمة فلسطين المستقبلية، بحسب اتفاقيات أوسلو التي تم الاتفاق بموجبها على ان تكون موقعاً للسفارات الأوروبية والاميركية وغيرها”، بحسب ما أفاد احد القائمين على توجيه رسالة الاحتجاج لوزير الخارجية الأميركي، عماد منى.

وبين التقرير أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، كان صرح بنيته قبول فتح القنصلية في الضفة وليس بالقدس الشرقية، فيما جاء الرد الفلسطيني بعدم القبول إلا بأن تكون القنصلية في القدس بصفتها “العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية”.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من رام الله ، برئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جمعية القدس، الدكتور أحمد رفيق عوض، الذي أوضح بأن الاهتمام الأميركي بمدينة القدس بدأ قبل أن تصبح قوى عظمى، حيث تم افتتاح القنصلية في القدس عام 1844 ضمن “الحمى الدينية والتجارية تجاه المنطقة” بغية البحث عن تاريخ جديد.

وعن الخدمات التي يمكن أن تقدمها القنصلية الاميركية في القدس، قال رفيق: “إن خدماتها كثيرة جداً، إضافة إلى التأشيرات ومتابعة الأوراق الثبوتية وغيرها، اضافة الى دورها في مجالات التعليم والزراعة والتواصل مع المجتمع المدني الفلسطيني”، مضيفا ان وجود السفارة يعد أمراً مهماً لأنه يشكل اعترافاً بأنها مدينة محتلة.

وأكد الدكتور رفيق أن الانصياع لمقترح فتح القنصلية في رام الله ، يعد تثبيتاً لفكرة الحكم الذاتي وقتلا لفكرة الدولة الفلسطينية، وتكريساً لفكرة “تقليص الصراع” التي يحملها بينيت، وتعني بأن الفلسطيني يستطيع العيش دون دولة وحقوق سياسية مقابل المال أو حزمة اقتصادية.

ولفت إلى خطاب العرش السامي الذي افتتح به جلالة الملك عبدالله، أمس الاثنين، أعمال الدورة العادية لمجلس الأمة، وموقفه تجاه القضية الفلسطينية والقدس، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني والسلطة تثمنه، وأن الجميع يدرك تماماً الضغوطات والمصاعب والتهديدات التي تعرض لها الاردن بسبب موقفه تجاه ما يسمى بـ”صفقة القرن”.

وقال إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي “التزام تاريخي وديني وعقائدي حاسم نحتاجه في هذا الوقت.