قال خبير عسكري صهيوني إن حادثة “استشهاد” عنصري الأمن الفلسطينيين قبل أيام في مدينة جنين، غير عادية بكل المقاييس، ما حدا  بالكيان إلى أن تبعث برسالة فورية إلى السلطة برام الله مفادها أن “الحادثة جاءت من خلال مزيج من الظروف، وليست هي النتيجة التي أرادتها، لكن أفراد القوات الخاصة كانوا في خطر، وواجهوا خطر الموت”.

وأضاف أمير بار-شالوم في تقرير على موقع “زمن الكيان”، أنه “قبل أقل من عام، في نوفمبر 2020، أعلنت السلطة عودة التنسيق الأمني مع الكيان، بعد قرابة نصف العام من تقليصه بسبب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بخصوص احتمال تنفيذ خطة ضم مناطق في الضفة الغربية، لكن هذه التصريحات اختفت من الخطاب بتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية”.

وأشار إلى أن “الجانبين الفلسطيني (السلطة) والصهيوني اجتمعا في غرفة واحدة، لفهم ما حدث في جنين، وللتأكيد أن ما حصل لن يؤثر على استمرار التنسيق الأمني بشكل وثيق وفعال، لاسيما أن جنين منذ بداية الانتفاضة الثانية، تعتبر مدينة راديكالية جدا، وأرضا خصبة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي والعناصر المسلحة في حركة فتح، وتجد السلطة صعوبة بالغة بالعمل فيها، لاسيما في مخيم اللاجئين على تلالها الغربية”.

وأوضح أن “عناصر تنظيم فتح يسيطرون على أجزاء كبيرة من المخيم، وغالباً ما يتعاونون مع نشطاء حماس والجهاد الإسلامي، وفي كل مرة تدخل فيها القوات الصهيونية إلى المخيم، ينتهي الأمر بتبادل إطلاق النار، وتراجعها، بسبب وجود عدد لا بأس به من الأسلحة، وليس من قبيل الصدفة أن يتم اختيار الجيش الصهيوني لتنفيذ الاعتقالات ضد المطلوبين”.

وبين أن “عناصر الشرطة الفلسطينية الذين ذهبوا إلى مكان الحادث لم يفهموا أنها كانت قوة  صهيونية متخفية، وفتحوا النار خوفا من أن تكون عناصر فلسطينية محلية كالعادة، حيث لا يتم الإبلاغ عن أنشطة الاعتقال الصهيونية في الوقت الفعلي لأجهزة الأمن الفلسطينية، ولكن بعد دقائق فقط من تنفيذ الاعتقال، وربما في هذه الحادثة بالذات، كان الأوان قد فات”.

وأكد أنه “مما لا شك فيه أن الأيام المقبلة ستكون متوترة بعض الشيء بين قوات الاحتلال الصهيونية وأجهزة أمن السلطة، وما يزيد هذا التوتر ذلك الوضع الدقيق الذي تجد السلطة نفسها فيه الآن، خشية أن تخرج احتجاجات الشارع الفلسطيني عن السيطرة”.

وختم بالقول إن “الهدوء الأمني في الضفة الغربية يعتبر مصلحة أمنية للجانبين، الفلسطيني والصهيوني، ورغم العواقب الوخيمة المتوقعة لهذه الحادثة على الضفة الغربية، فإن التصدي لنشاطات حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية لا يزال مصلحة مشتركة لأجهزة أمن السلطة والكيان، بل وحيوية للطرفين”.