مرايا – تكشف معطيات رسمية دولية، أن مناطق داخل أراضي 48 المحتلة تحتل المركز الأول عالميا في انتشار فيروس كورونا الذي يتفشى أيضا في عدد من أحياء مدينة القدس بشكل خطير.
وصنّف التقرير الأسبوعي الصادر عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية حول مستوى تفشّي وباء كورونا، الكيان الصهيوني في المركز الأول عالميا بعدد المصابين الجدد بالفيروس نسبة لعدد السكان في الدولة حيث وصل المعدل في إسرائيل إلى 199.3 مصابًا جديدًا لكل مليون مواطن، في كل يوم من أيام الأسبوع الأخير.

وسجلت الإصابات بكورونا اليوم نتائج غير مسبوقة حتى الآن، بتسجيل 3074 إصابة في يوم واحد، من بينها 700 إصابة بين المواطنين العرب الفلسطينيين وحدهم، وهذا من أصل قرابة 33 ألف فحص أجري اليوم، لترتفع نسبة الإصابة بين الذين خضعوا للفحص إلى 9,4%، وهي أيضا نسبة ذروة.

وعلى خلفية ذلك، قرر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر المعني بشؤون كورونا، فرض إغلاق تام اعتبار من يوم الإثنين على نحو 30 بلدة صنفت بالـ”حمراء” بسبب ارتفاع أعداد مصابي كورونا فيها.

يأتي ذلك بالتزامن مع تسجيل أعلى معدل إصابات منذ الإعلان عن تفشي الفيروس في البلاد في آذار/ مارس الماضي، إذ أظهرت الحصيلة الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم حصيلة قياسية جديدة للإصابات اليومية المسجلة وبلغت 3,150 حالة.

وأوضح المجلس الوزاري الصهيوني أن القيود على البلدات “الحمراء هي: إغلاق المؤسسات التعليمية، وإغلاق المصالح التجارية باستثناء المحال الحيوية الأساسية كالعيادات والصيدليات والأفران، وإغلاق ليلي وقيود على حركة المواطنين، بالإضافة إلى تقييد الحركة لمسافة 500 متر من مكان السكن في المناطق التي تشهد تفشيا واسعا للوباء.

من جانبه، قال رئيس الهيئة الخاصة لمكافحة كورونا في المجتمع العربي داخل أراضي 48 أيمن سيف: “النقاش الجاري داخل المجلس الوزاري المصغر لشؤون الكورونا “كابينت الكورونا” يتجه نحو فرض اغلاق جزئي وتقييدات على البلدات الحمراء، وعددها 34 بلدة، بالإضافة إلى فرض إغلاق كامل على أربع من هذه البلدات، يشمل منع الخروج والدخول منها وإليها”.

وأكد سيف أن “هذه التقييدات والإغلاق الليلي، إنما تأتي نتيجة الاستهتار الصارخ وعدم الالتزام بتعليمات وزارة الصحة، وبالتالي فهي تهدف الى الحد من إقامة حفلات الأعراس التي تعتبر المصدر الأول للعدوى في البلدات الحمراء”.

يشار إلى أن هناك حالة فوضى وتبادل تهم في إسرائيل بسبب العدوى المستشرية خلال الموجة الثانية للفيروس، ويهدد وزراء اليهود المتزمتون (الحريديم) بالانسحاب من الحكومة في حال فرض القيود على جمهورهم خلال الأعياد اليهودية في منتصف الشهر الجاري، علما أن بلداتهم إضافة لبلدات عربية تتصدر لائحة البلدات الحمراء في المرحلة الراهنة.

ويتصاعد الجدل في إسرائيل حول مسؤولية الفشل وحول الطريق الأمثل لمواجهة كورونا بالإغلاق التام أو بطريقة انتقائية موضعية، وسط اتهامات للشرطة بأنها فشلت في تطبيق التعليمات، بدليل الأعراس والاجتماعات الكبيرة التي تعتبر أحد أسباب تفشي الجائحة، ويجري كل ذلك مع وجود أزمة اقتصادية خانقة من عوارضها وجود مليون عاطل عن العمل في إسرائيل.

وشهدت منتديات التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة لإحياء حفلات زفاف شعبية ومشاركة عدد من رؤساء الحكم المحلي فيها، مما يعطي نموذجا سيئا لبقية الجمهور العربي الذي يعتبر الأكثر تضررا من تبعات العدوى اقتصاديا واجتماعيا.

أحياء القدس الحمراء

وفي القدس المحتلة، أوضح الدكتور علي الجبريني عضو وحدة مكافحة كورونا أن المدينة شهدت تسجيل 217 إصابة جديدة خلال يومين. وأضاف أن عدد الإصابات يوم الأربعاء بلغ 82 إصابة والخميس وصل إلى 135 إصابة، ليرتفع عدد الإصابات النشطة منذ بداية انتشار الفيروس إلى 1728، بعد أن تم تسجيل 350 إصابة خلال الأيام الأخيرة.

وأشار الجبريني إلى أن وزارة الصحة وضمن معطياتها المتعلقة بعدد الإصابات ونسبة زيادتها اليومية ومعدلها مقارنة مع عدد السكان، صنفت عددا من أحياء مدينة القدس ضمن الدائرة الحمراء التي قد تخضع لإجراءات الإغلاق بسبب الارتفاع الحاد في عدد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال إن برنامج “الرمزور” يصنف المناطق إلى أربع فئات: الحمراء والبرتقالية والخضراء والصفراء، مشيرا إلى أن تصنيف كل حي أو بلدة يخضع لإمكانية الانتقال من فئة لأخرى حسب نسبة الإصابات ومعدلها اليومي، موضحا أن مناطق مصنفة كبرتقالية قد تنتقل إلى اللون الأحمر بالنظر الى المتغيرات المتعلقة بمعطياتها.

وانطلاقا من الوضع الخطير والمقلق الذي تشهده مدينة القدس، عاد الجبريني وأكد على المقدسيين بأهمية اتباع التعليمات الصحية باستمرار وعدم الاستهانة بالفيروس. وتتركز الجهود لتقليص التجمعات الكبيرة وخصوصا المناسبات الاجتماعية بسبب المخاطر الصحية الناجمة عنها وتوعية المواطنين بضرورة الالتزام بتوصيات وزارة الصحة من حيث التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والمواظبة على التعقيم والنظافة الشخصية.

ونبه الجبريني إلى أهمية إجراء الفحوصات للحد من سلسلة انتشار الفيروس قبل فصل الشتاء. ويشمل قرار الإغلاق عدة أحياء عربية في مدينة القدس: الطور ، الصوانه ، وادي الجوز ، العيسوية ، شعفاط، الشيخ جراح، حيث سيتم منع السكان من الخروج من المنازل لمسافة تزيد عن 500 متر خلال ساعات النهار ومنع الخروج بشكل تام في ساعات الليل، ويتضمن ذلك أيضاً إغلاق المؤسسات التعليمية.