مرايا – في عالم المدرسة هناك مبدعون متميزون في علمهم يشقون طريقهم الى عالم الابتكار والتميز، والمعلم فارس محمد بني الصوفي احد هؤلاء الذين نذروا انفسهم ليرتقوا بطلبتهم الى هذا العالم الذي من شانه ان يخلق جيلا استثنائيا في عالم العلم والمعرفة والاكتشاف .

اليوم قمنا بزيارة مع زملاء صحفيين الى مدرسة الجبل الاخضر الاساسية للبنين في مدينة جرش للقاء معلم دعانا لاطلاعنا على تجربته في تعليم طلبته طرق ابتكارية حديثة لتعليم الرياضيات يسعى من خلالها لخلق جيل ابداعي وعلماء صغار.

فاجأتني المدرسة التي انتقلت في مبناها من يسار الشارع الى يمينه من بناء مدرسي متهالك الى مبنى حديث ، داعبني من خلاله صديقي وسميَي الذي لم التقه منذ نحو 15 عاما الدكتور حسني انعام مدير المدرسة زميل التربية في سابق الايام والذي اذكر له انه درسني في علم الحاسوب رغم انني اقدم منه في الوظيفة فكان اللقاء حميميا وبقدر هذه الحميمية كانت تلك التجربة التي اطلعنا عليها احد معلمي هذه المدرسة المتميزين الاستاذ فارس بني الصوفي .

وحيث انني كنت قد كتبت عن مبنى المدرسة السابق المتهالك وما رأيته اليوم من مبنى يتسم بالفخامة والاجواء التربوية المريحة نفسيا ما انعكس على الادارة التربوية والمعلمين والطلبة فلم نستغرب ان نطالع هذا التميز من احد معلمي هذه المدرسة والذي ابحرنا معه في عالم الرياضيات الذي يقدمه بسلاسة لطلاب الصف الثالث الاساسي ما يجعل منهم متشوقون لهذا العلم كانهم يفتتحون مدينة جديدة ويزرعون فينا الامل بجيل جديد والاطمئنان على مستقبل ابنائنا مع هذه النوعية من المدرسين

ربما لا يعرفه الكثيرون من خارج محيطه العائلي والتربوي لكنه يعمل بجد واجتهاد ليخلق جيلا من الاطفال سيذكرون له جهده وابداعه حين يدركون ان ذلك الجهد هو ما وضعهم على سلم العبقرية.

المعلم فارس محمد بني الصوفي المدرس في مدرسة الجبل الاخضر الاساسية للبنين في جرش سجل قبل فترة وجيزة ابداعا علميا اضافه الى سجله الحافل بالانجازات التربوية والتعليمية وبراءات الاختراع التي تشكل في مضامينها اضافة نوعية للمسيرة التربوية وتسهم بتنشئة جيل راغب بالعلم بصورة سهلة وميسرة ربما يخرج من بينهم علماء في عمر الورد سيكون لهم شأن اخر في المستقبل .

من حق المعلم الصوفي الحاصل على درجة البكالوريوس في التربية الابتدائية والماجستير في التربية الخاصة في طرق التفكير الابداعي لدى طلبة الصفوف الاساسية الدنيا ان يفاخر بطلبة استوعبوا الفكرة بكل سهولة تلك التي ستفتح امامهم عالما اخر من التفكير والاختراع والتميز .

الانجاز العلمي الذي ابتكره المعلم الصوفي تمثل بتسجيل طريقة ” فاما 4 ” بقسمة الاعداد الى ما لا نهاية على مضاعفات الرقم اثنان والتي تفوق فيها على الالة الحاسبة التي تتوقف عند حد معين من الارقام الامر الذي يفتح كما يقول امام الطلبة عالما اخر من الخيال القابل للترجمة الى حقائق ملموسة على ارض الواقع .

واضاف انه بعد عدد عدد من الطرق للتعامل مع الارقام بدءا من “فاما 1” قانون الجديد في ضرب الاعداد ومرورا بفاما 2 العمليات الحسابية الحديثة و3 ضرب وقسمة الاعداد الى ما لا نهاية في وعلى الرقم 5 والوصول الى فاما 4 موضوع الحديث في قسمة الاعداد على مضاعفات الرقم 2 الى ما لا نهاية حاول جاهدا التسهيل فيها على الطلبة النتعامل مع الارقام بحيث لا تصبح جامدة ويفوقون في التعامل معها على اقرانهم ممن سبقوهم في المراحل المدرسية المتقدمة وحتى الجامعات .

وفي عرض عملي قدمه المعلم الصوفي وطلبته في الغرفة الصفية امام الصحفيين اثبت احد طلاب الصف الثالث الاساسي نظريته على ارض الواقع بكل سهولة وسرعة وتعامل ممتع مع الارقام اثار من خلاله اعجاب الحضور .

المعلم الصوفي الحاصل على جائزة المعلم المتميز لعام 2018 وله مؤلف بعنوان “الابداع في الرياضيات + طرق فاما” وبراءة اختراع مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة تمثلت باختراع جهاز تعليمي للاطفال في الطفولة المبكرة وكذلك مشارك في عدد من المؤتمرات المحلية والعربية في مجال رعاية الموهوبين والمتميزين يأمل بعد ان تم ايداع مصنفه في مركز الابداع في دائرة المكتبة الوطنية ان ينال الدعم الكافي ليتمكن من المضي قدما في تنشئة جيل متميز ومبدع .

ويبقى الدور على وزارة التربية والتعليم في رعاية وتشجيع المعلمين المتميزين لتحفيز زملائهم على اللحاق بهم وانعكاس ذلك على الطلبة ايجابيا .