مرايا – شيع ابناء مدينة السلط ضيفهم الحاج يوسف الطيروي وسط مشاركة كبيرة من ابناء المدينة الذين احبوه منذ قدومه اليهم بداية سبعينيات القرن الماضي.

وكتب محمود قطيشات في رثاء الحاج يوسف:

يوسف الطيراوي
مات بالامس
جنازته لم يحظ بها كبار المسؤولين
كل الذين حضروا للتعزية صادقون ليس من بينهم منافق

يوسف الطيراوي كان من بين الذين تشرفت بهم السلط حين قدم نازحا من فلسطين

يوسف قطع المسافة
يزحف على يديه ورجليه
كان يضع قطعا من الكوشوك على ركبتيه
وكفيه
الرجل
كان مقطوع الرجلين ولم يستسلم
أسبوعا كاملا وهو يقطع المسافات زاحفا إلى أن وصل السلط
واستقبله اهل السلط بحفاوة استثنائية لخصوصية حالته الصحية
يوسف لم يستسلم ولم يتسول صار يبيع بعض الخضار
بأسعار منخفضة في منطفة الساحة …مع شريكه ابوعصمان في نهاية السبعينات ومحبوب للجميع أصبح له زبائن كثيرون .. لم يعد يذهب إلى غرفته المستأجرة .. زاحفا على بقايا ركبتيه .. بل على كرسي متحرك اشتراه من عرق جبينه وتحسنت أحواله
ففتح محلا صغيرا
كان كل زبائنه من فقراء المدينة
فجأة ضربته جلطة دماغية الزمته الفراش

هو مشلول بلا حراك وزوجته الضريرة يمضيان النهار والليل بسكون وسلام هو ملقى في الفراش بانتظار من يعينه
وهي تعتمد على كل حواسها ما عدا حاسة البصر لقضاء حوائجهم…

السلط واهلها واهل الخير واهل النخوة الخيرين ومشايخها والمحسنين …….كلهم كانوا اسرته الثانيه

اليوم ارتاح يوسف الطيراوي من رحلة العذاب
كان يتمنى أن يعود إلى فلسطين ليس زاحفا
بل على
كرسيه المتحرك
مات يوسف ولم تتحقق امنيته
اعتقد ان فرحته بالسلط اليوم كانت كبيرة … فقد شيعته
المدينة وكانت جنازته فرصة لكي يلتقي فيها الصادقون فقط
ها هي السلط تحيا السلط تحترم الصادق الأمين الشريف ولو كان فقيرا وتحتقر المنافق الكذاب

الجنازة في السلط هي الحكم والمعيار جنازته كانت مميزة……..عرفته منذ الصغر كان لايرضى قبول الصدقات ويقول اعطوها لمستحقيها وانا اعمل وليس منهم …. يعرف جميع الاباء يحبهم ويحبونه …..عليه رحمة الله والى جنات الخلد إن شاء الله