مرايا – أصدر المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) بمناسبة يوم الأغذية العالمي الذي صادف الثلاثاء، واليوم الدولي للقضاء على الفقر الذي صادف الأربعاء، مؤشر الجوع العالمي 2018، والذي أكد على أن الأردن يحتل المركز 48 عالمياً من بين 119 دولة والسابع عربياً من بين 15 دولة عربية.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن مؤشر الجوع يعتمد على أربعة مؤشرات فرعية وهي نقص التغذية وتعني نسبة السكان الذين يعانون من نقص الغذاء (13.5% من مجموع السكان في الأردن)، ونقص التغذية الحاد بين الأطفال وتعني نسبة الأطفال دون الخامسة من العمر الذين يعانون من نقص الغذاء – الهزال (2.4% من الأطفال في الأردن)، وقصر القامة – التقزم ويعني نسبة الأطفال دون الخامسة الذين يعانون من التقزم بسبب نقص الغذاء (10.6% من الأطفال في الأردن)، وأخيراً وفيات الأطفال وتعني نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة بسبب نقص الغذاء (1.8 لكل مئة طفل في الأردن). علماً بأن جميع هذه المؤشرات الفرعية للفترة (2013-2017).
وتلاحظ “تضامن” تراجع الأردن في ثلاث مؤشرات فرعية وتحسنه في مؤشر واحد مقارنة مع الفترة (2008-2012)، فقد تراجع في مؤشر نقص التغذية بين السكان حيث كان 8.2%، وتراجع في مؤشر الهزال بين الأطفال حيث كان 1.6%، وتراجع في مؤشر التقزم حيث كان 8.3%، إلا أنه تحسن على مؤشر وفيات الأطفال حيث كان 2.1 لكل مئة طفل.
وبالرجوع الى التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015، يتبين بأن عدد الأطفال ذكوراً وإناثاً في الأردن والذين أعمارهم 5 أعوام فأقل بلغ 1.339.929 طفلاً وطفلة، مما يعني بأن عدد الأطفال والطفلات الذين يعانون من التقزم حسب مؤشر الجوع العالمي 2018 بلغ 142 ألف طفل وطفلة (10.6% من الأطفال دون الخامسة).
التقزم هو إنخفاض الطول مقابل العمر
وتشير “تضامن” الى أن التقزم وهو إنخفاض الطول مقابل العمر ناتج عن عوامل رئيسية هامة تتعلق بالأمهات والأطفال على حد سواء ، فالتقزم ليس نتيجة لنقص الغذاء وحده ، وإنما الوضع التغذوي يتأثر بتمتع كل من الأم والطفل بالغذاء والصحة والرعاية. وترتبط صحة الأطفال ذكوراً وإناثاً بشكل مباشر بصحة أمهاتهم ، وإن الإهتمام بالإمهات قبل وخلال فترة الحمل وبعده تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وتغذيتهم خاصة في الأشهر القليلة التالية على الولادة الى عمر السنتين.
إن الفئات المحرومة والمهمشة في المجتمع هي الأكثر تأثراً بحالات سوء التغذية والتقزم ، فعلى المستوى العالمي يعاني ثلث الأطفال والطفلات الريفين / الريفيات دون سن الخامسة من التقزم ، مقابل معاناة ربع الأطفال والطفلات في المناطق الحضرية.
إرتفاع معدل حالات التقزم في العالم يرتبط بحالة الفقر
كما يرتبط إرتفاع معدل حالات التقزم في العالم بحالة الفقر ، حيث إن معدل إصابة الأطفال والطفلات دون الخامسة في المجتمعات الأشد فقراً هي ضعف إحتمالات إصابة نفس الفئة في المجتمعات الأكثر ثراءاً. وإن إمكانية وصول الأمهات وأطفالهن الى الغذاء الكافي والمكملات الغذائية المناسبة ، والعناية الصحية اللازمة لهن ولأطفالهن ، وتوفر الخدمات الصحية والمياة النظيفة والصرف الصحية والنظافة الجيدة ، جميعها تساهم وبشكل كبير في الحد من تعرض الأطفال والطفلات لحالات التقزم.
وتضيف “تضامن” بأن الأثار المترتبة على الإصابة بالتقزم عند الأطفال والطفلات دون سن الخامسة والتي تنتشر فيما بينهم بشكل متقارب، تمتد ليصاحبه تعطل نمو الدماغ مما يوثر على حياتهم / حياتهن لفترة طويلة الأمد ، حيث يؤدي الى تدني مستوى الحضور الى المدرسة والتعلم بدرجة أقل ويؤثر على الدخل مستقبلاً. كما أن التوقيت بخصوص التغذية يعتبر أمراً هاماً ، حيث تعتبر مدة الألف يوماً الأولى منذ بدء الحمل حتى إكمال الطفل / الطفلة العام الثاني هي الفترة الأهم لتلبية الإحتياجات الغذائية.
وهنالك ربط مباشر ما بين سوء التغذية ووفاة الأطفال والطفلات دون الخامسة من العمر ، حيث أن ثلث وفيات الأطفال والطفلات دون الخامسة تحدث بسبب نقص أو سوء التغذية ، وتزيد من المخاطر الصحية والتعرض للأمراض الشديدة كالإلتهاب الرئوي والإسهال والملاريا والحصبة. وبشكل عام فإن الأطفال والطفلات الذين يعانون / يعانين من سؤء أو نقص تغذية شديدين تزيد إحتمالات وفاتهم / وفاتهن تسع مرات أكثر ممن يحصلون على تغذية مناسبة.
وتؤكد “تضامن” على الأثار المضاعفة التي تقع على عاتق الطفلات اللاتي يعانين من سوء التغذية ، حيث أنهن عرضة في المستقبل الى أن يلدن أطفالاً يعانون من إنخفاض في الوزن ، خاصة عند الفتيات الصغيرات اللاتي يتزوجن وينجبن بدون أية إستشارات خاصة بتنظيم الأسرة ، وقبل أن يكتمل نموهن وتعليمهن.
وتشدد “تضامن” على أهمية تحسين صحة الأمهات خاصة قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة ، ولأسباب متعددة ومن بينها الطبيعة البيولوجية للنساء والأطفال ذكوراً وإنائاً ، فإن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لنقص أو سوء التغذية ، لذلك فإن التدابير والإجراءات التي تهدف الى معالجة تلك الفوارق بين الذكور والإناث ، إضافة الى الحد من عدم المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات بما فيها الإجتماعية ، وإتاحة فرص التعليم والعمل والصحة للنساء ووصولهن وأطفالهن للخدمات الصحية ومواقع صنع القرار ، ستعمل جميعها على خفض مستويات سوء التغذية وما يترتب عليها من آثار ، وستنقذ آلاف الأرواح سنوياً ، مما يجعل من التغذية حاجة ملحة قابلة للتحقيق.