مرايا – يبدي أهالي منطقة سويمة بلواء الشونة الجنوبية تخوفهم من تفاقم الآفات والمشاكل الاجتماعية كانتشار المخدرات، في ظل غياب المقومات الداعمة للقطاع الشبابي، الذي يمثل ما يقارب من 50 % من سكان البلدة، التي يزيد عدد سكانها على 8 آلاف نسمة.
وازدادت تخوفات الأهالي مع اكتشاف عدة جرائم بشعة مؤخرا، كان سببها الرئيس تعاطي المواد المخدرة، لافتين إلى أن بقاء ابنائهم في الشوارع يجعلهم أكثر عرضة للانحراف، في ظل غياب اهتمام وزارة الشباب بهذه الفئة التي يقع على عاتقها النهوض بالمجتمع.
ويشير أحمد الجعارات وهو أحد سكان البلدة إلى أهمية دور الأندية الرياضية والشبابية في نشر ثقافة الوعي حول الانحراف والجريمة، بإلاضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة كأسلوب وقائي لمواجهة المشكلات المجتمعية، كالعنف والتعصب والمنشطات والمخدرات والتحرش الجنسي، موضحا أن منطقة سويمة تفتقر إلى أي مقومات تدعم الحركة الشبابية.
ويقول الجعارات إن “غالبية الشباب يقضون أوقاتهم على الشوارع أو أماكن التنزه ما يزيد من فرص انحرافهم، خاصة مع انتشار ظاهرة المخدرات”، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على انشاء ملاعب وبيت للشباب وتوفير البنية التحتية اللازمة للنادي ليكون ركيزة في توعية الشباب.
ويضيف أن من شأن المراكز الشبابية توعية الشباب وتثقيفهم والاسهام بتنمية قدراتهم العقلية، خاصة وأن غالبيتهم يفتقر للمعرفة والعلم وحتى القراءة والكتابة، موضحا أن هناك تقصيرا واضحا من قبل الحكومة في دعم قطاع الشباب في المنطقة.
ويشاركه الرأي المواطن علي نزال قائلا” إن منطقة سويمة تزخر بالمواهب الشبابية والرياضية، التي ان لم تستغل بشكل صحيح ستكون خطرا على المجتمع ككل”، مبينا “ان ايجاد الملاعب والصالات الرياضية سيكون له دور كبير في احتضان الشباب ومساعدتهم على قضاء أوقات فراغهم في اشياء مفيدة”.
ويشدد نزال على أهمية دور المشاريع الاستثمارية في النهوض بالمجتمع المحلي، موضحا أن هذه المشاريع التي تقدر رؤوس أموالها بمئات الملايين لم تقدم للمجتمع المحلي أي شيء ايجابي خاصة على مستوى البنية التحتية، بما في ذلك دعم الشباب.
ويقول رئیس نادي سويمة مناور علي “إن الحركة الریاضیة والشبابیة في سويمة تعاني من مشاكل وھموم كثیرة خاصة نقص البنية التحتية والمقومات اللازمة لاستقطاب الشباب”، مشددا على ضرورة ايلاء قطاع الشباب الرعاية اللازمة والوقوف على ھمومهم ومشاكلهم، وايجاد الحلول لها بما يساعد الشباب على خدمة وطنهم ومنطقتهم والتقليل من خطر انحرافهم.
ويبين الجعارات أن نسبة الأمية في البلدة تزيد على 30 %، جزء كبير منهم للأسف من الشباب والفتيات، الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة، مشيرا إلى أن نقص المؤسسات الشبابية كان له دور كبير في اتساع رقعة الجهل بين أبناء المجتمع. وشدد على أهمية النوادي والمراكز الشبابية في النهوض بالشباب وتنمية قدراتهم الفكرية والذهنية والبدنية.
وأضاف أن المؤسسة الشبابية الوحيدة الموجودة في البلدة هي نادي سويمة الرياضي، الذي تأسس خلال ثمانينيات القرن الماضي، إلا انه ولسوء الأوضاع المادية جرى شطبه من قبل وزارة الشباب قبل أن يعاد تسجيله مرة أخرى قبل ثلاث سنوات، مؤكدا على ضرورة قيام الجهات المعنية كشركة تطوير المناطق التنموية ووزارة الشباب والمنتجعات السياحية بدعم النادي حتى يقوم بالواجبات الملقاة على عاتقه تجاه مجتمعه المحلي.
ويشير إلى أن أھم ھذه الھموم ھو الھم المادي، إذ أن صندوق النادي خاو ما حرمه من اقامة أي نشاط حتى وصل الحال إلى أن يدفع اعضاء الهيئة الإدارية اجرة المبنى من جيوبهم، موضحا انه “ورغم تصنيف المنطقة على انها منطقة تنموية إلا انه لا يوجد أية ملاعب أو مرافق رياضية أو باص أو حتى مبنى للنادي.
من جانبها اشارت مديرية الإعلام في وزارة الشباب إلى وجود نادي شباب سويمة، والذي تأسس في العام 2015، إلا أن النادي موجود في مبنى مستأجر ولا يتوفر له ملعب أو حافلة، بيد انها بينت وجود قطعة أرض تابعة لسلطة وادي الأردن، سيتم متابعتها من قبل إدارة النادي لتخصيصها كملعب رغم أن بناءه يحتاج لتكلفة عالية جدا.
وأضافت المديرية أن الوزارة قامت بدعم النادي العام 2017، لافتة إلى أن الوزارة قامت مؤخرا بتوقيع اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم يتم بموجبها تمكين الشباب من الاستفادة من الساحات والملاعب داخل المدارس لاقامة الانشطة والفعاليات في المناطق، التي لايتوفر بها ملاعب وصالات رياضية، إضافة لتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التنمية الاجتماعية بهدف استثمار الطاقات الشبابية في المحافظات بدعم وصيانة مساكن الأسر الفقيرة، بهدف تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب وتأهيل مساكن الأسر الفقيرة واستغلال أوقات فراغ الشباب.
وأشارت إلى أن الوزارة قامت منذ شهر باعداد دراسة مسحية حول واقع المراكز الشبابية في المملكة، بهدف تحسين أداء المراكز الشبابية وتعزيز نقاط القوة ومعالجة الضعف، ودراسة الوزيع الجغرافي للمراكز لمعرفة مدى حاجة بعض المناطق لوجود مراكز شبابية لتوفيرها وادارجها ضمن موازنة العام المقبل وبالتعاون مع مجالس المحافظات وتنمية المحافظات.
وفيما يتعلق باوقات الفراغ، التي يعاني منها الشباب “فقد تنبهت الوزارة بان مشكلة الفراغ هي مشكلة الشباب الأردني، ولمواجهة هذه المشكلة وضعت الوزارة برامج عمل قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد من لقاءات حوارية شبابية ومعسكرات وبرامج وفعاليات من شأنها تمكين الشباب وصقل مهاراتهم والتواصل المباشر مع الشباب والاستماع لهم، إضافة إلى سعي الوزارة لتنفيذ برنامج وطني بالتعاون مع عدد من الشركاء الحكوميين والمنظمات في إطلاق منصة تدريب من أجل التشغيل والتي ستمكن الشباب من الحصول على الفرص التدريبية والتطوعية لدخول سوق العمل”.