مرايا – محمد فخري – حي البركة بطولكرم كل سكانه بعرفوا عائلة عيادة ، وبحلفوا بأخلاقهم وحياتهم ، أنا من صغري قلبي تعلق بالمساجد والصلاة وخصوصاً صلاة الفجر ؛ كنت أقوم أهلي وصحابي كل يوم على الصلاة ، دايماً بضحك وعندي أخلاق ولساني طليق وواعي والكل كان يحكيلي انت مشروع قائد ، كنت لاعب كراتيه محترف “شوتوكان” ولاعب كمال أجسام وبلعب بالعصى وبالننشاكو وسباحة وقدم وتنس ، وباقي يومي بقضيه صلاوات وقراءة قرآن وصيام وقيام ، وصلت لمرحلة صرت بعتبر هاي الأشياء فروض علي ، إنضميت لحماس بعمر صغير مع بداية الإنتفاضة 1987وحولت المساجد لخلايا عمل مسابقات وأنشطة وسنة 1996 كان عمري 16-17 سنة إنحبست عند اليهود 8 شهور بتهمة تنظيم فعاليات لحماس ، كان عندهم حكم بقانون الطوارئ إسمه “تامير” بحاكموا الأسرى اللي ما بعترفوا بالتهم المنسوبة إلهم بحكم ظلم ، كنت على أعتاب الثانوية ، إطلعت من السجن قبل الإمتحانات بعشر أيام وما كان في وقت أقدم إمتحانات لإنه هالإشي بده دراسة وتعب ، أصريت على التقديم وكانت المفاجأة إنه إنجحت وجبت معدل 92.4 ودرست هندسة كهربائية بجامعة بيرزيت وصرت مهندس ، مهندس على خطى يحيى عياش ، بالجامعة زاد نشاطي وزادت معارفي وبحكم سمعتي الطيبة قدرت أستقطب ناس وبلشت كمائني تزيد من كمين لكمين خصوصاً إنه صرت مهندس كهربائي وكنت قائد لمجموعة أنا أصغرهم بالعمر ، إعتقلوني بتهمة إيواء لحسن سلامة ، حسن سلامة كان صاحب أعلى حكم مؤبد وغير هيك هو كان صاحب عمليات الثأر المقدس ليحيى عياش وقدمتله مساعدة لعملياته ، وبلشوا تحقيق معي وضليت صامد صمود بطولي سنة كاملة ما قدروا يوخذوا مني حق ولا باطل ، كانت قناعتي إنه إذا بموت تحت التحقيق أنا شهيد ، وإذا بعترف بالتحقيق فأنا متت ، بلشت المضايقات والإعتقالات إللي تزيد وكلها كانت أوقات الإمتحانات قررت أنتقل على جامعة النجاح الوطنية ونقلت وضليت على نفس النهج لحد ما صرنا بإنتفاضة الأقصى صرت جاهز لتاريخ 8/11/2001 ؛ صحيت الدنيا على خبر عملية إستشهادية بموقع لقوات الصهاينة بين قرى باقة الشرقية والغربية ، شمال طولكرم الكيان حكى إنه في إصابتين بس الحكي هذا كان كذب ، أصحاب البيارات والمزارع اللي بالمنطقة لقيوا أشلاء وإيدين ورجلين مقطعات بالبيارات لجنود الكيان ، الأخبار حكت إنه أنا ورى هالعملية بس مش كمخطط كنت أنا المنفذ :
” مؤيد محمود صلاح الدين عيادة” هو المنفذ ، بلشت الزغاريت والمباركات تهل علينا ، والمساجد تحولت سماعاتها لأناشيد ومسيرات للقسام ورصاص ومشاعل ، ناس إنصدمت وناس إنبسطت والكل كان فخور ، الكيان حكى عني مهندس إرهابي بهذا الوقت كان أخوي ثابت زعلان وزعله بقلبه مخبيه ، ثابت كان كربونة عني من صلاة ودراسة وشخصية ، نجح بالعلمي وكان معدله 86.6 ودخل جامعة النجاح الوطنية ودرس هندسة معمارية وصار مهندس معماري مش إرهابي ، ومن أول يوم كان نشيط وضل يتسلسل لحد ما صار أحد القادة وممثلهم ومتحدث باسم الكتلة الإسلامية في محافل مختلفة ، العين كانت على ثابت ووين بروح ووين بيجي مفتوحة كثير ، وفي عمليات وكمائن كلها دلت عليه بس بدون أي دليل ، الكيان ضل وراه بده طرف خيط عليه من عملائهم وعملياته بس ثابت كان حذر كثير وكان فعلاً مهندس ، ثابت ضل تحت عيون الصهاينة والعملاء لحد 2003 ، الصهاينة بعتقلوا خلية لكتائب القسام كانت هالخلية تعمل زلزال وتعمل عملية إستشهادية بس إنمسكوا وكل الأصابع دلت على ثابت وهون ثابت إختفى بنابلس وما حد رجع شافه ، وكان ينظم صفوف الكتائب لطولكرم من مكان ما هو متخبي وبعد إستشهاد إحسان شواهنة إستلم محله ، وإستشهد أمجد حناوي وهو مسك شمال الضفة وكان ليدر ، الكيان عمل مطاردات ومحاولات إغتيال وعملاء وما قدروا يطولوهولا حتى يعرفوا وينه ، بتاريخ 17/1/2006 بعد مطاردة لثابت 3 سنوات ، 30 آلية عسكرية وطائرات إستطلاع وأباتشي إقتحموا طولكرم وحاصروا عمارة بالحي الغربي وطلبوا من سكانها إخلائها ، ثابت كان بالعمارة متخبي وما حد بعرف حتى أمه جنب بيته أمتار ما بتعرف وسمع حكي الظابط بإخلاء العمارة ، الناس بلشت تخلي العمارة وهي مش فاهمة ليش ، وثابت إستغل هالوقت وراح توضئ وصلى ركعتين وحمل كلاشنكوف بإيده الشمال وكلاشنكوف باليمين وعرف إنه إنكشف مكانه وقرب الموعد وبلش الإشتباك ؛ جنود إقتحموا البيت ع أساس مهمه دقيقتين بتنتهي بس طلعلهم ثابت بهذا المنظر خافوا وشردوا ، وضلت المعركة بين ثابت والكلاشنكوف والصهاينة والآلياتهم وطياراتهم ، ثابت قتل 3 جنود والطيارات نقلت مصابين 5 مرات ، وإحتاروا شو يعملوا معه وحتى ما عرفوا شو في جوا البيت ومين وقديش عددهم ، ضربوا البيت وكان فيه معمل صغير لتصنيع العبوات الناسفة وقطع سلاح ، إستشهد ثابت ووقع وهو حامل السلاح بإيديه وتفجر المنزل وتضرر أكثر من 10 بيوت ، الضابط دخل البيت يشوف مين همه هذول اللي قدروا يقاوموا الطيارات والصواريخ ما لقى إلا جثة الشهيد “ثابت محمود صلاح عيادة”
تفاجئ وإنصعق إنه هذا لحاله بس !
ووقف عند الجثة وأدى التحية وخضع لهاي الشجاعة والجرأة ، الناس إنبسطت وفرحة والكيان خلص من المهندس الإرهابي الثاني ، أمي لما عرفت إنه أخوي إستشهد حكتله
” سلم لي على مؤيد يما وسلم لي على عامر والحضيري وفواز زيدان “،
وبس جابوا جثته لثابت ما قدرت تمسك حالها وقعدت عنده وتعاتبه وحكتله :
ليش ما خبرتني إنك ساكن جنبي ؟
ليش ما خليتني أسلم عليك وإنت حي ؟
وطلعت لثابت جنازة مخيفة ومهيبة ، وسنة 2014 بعد إستشهادي بحوالي 13 سنة وإستشهاد أخوي ثابت بعشر سنوات سلم الكيان جثتي لأهلي وكانت رفات لإنه عمليتي كانت إستشهادية، وكانت المعجزة إنه الدم لسا على الرفات وبرضو طلعتلي جنازة مهيبة ومخيفة ، وهيك تطمنت عيلتي وأمي وأهلي على أولادهم المهندسين الإرهابيين مؤيد وثابت إنهم رح يلتقوا مع بعض ورح يكونوا سفراء لأهلهم بالجنة .
#الشهيد_ليس_رقمًا،