مرايا – محمد فخري –  بالصف الثاني ثانوي “الحادي عشر” كان عندي إمتحان إنكليزي ، أمي حكتلي لا تروحي في مظاهرات ومسيرات بلاش يصيرلك إشي وأنا أصريت عليها إنه لأ بدي أروح وأجيب أول وحدة ع كل الشُعب ، إطلعت من البيت ع مدرسة العائشية ، قدمت الإمتحان وكان كثير ممتاز وطلعت من المدرسة بالزي الخاص بالمدرسة ومشيت من شارع غرناطة بإتجاه حارة الشيخ مسلم ؛ بالمسافة هاي كان وراي أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب وكل المواطنين وكنت أنا قايدة لمظاهرة مخيفة ، أمي أصلاً كانت خايفة علي من هيك إشي لإنه قبل كم يوم أخذني الكيان وحقق معي لإنه كثير بطلع مسيرات ونشيطة شوي وخوفها كان إنه أرجع أنضم مظاهرة ، المظاهرة كانت بسبب قتل 6 شباب بتاريخ 15/5/1976 بتاريخ النكبة ، وإحنا طلعنا بعدها بيوم طلعنا وإستنكرنا وهتفنا وفجأة جنود الكيان بلشوا ضرب وإعتقال فينا ، يعني فرقونا بالقوة وفرطوا المظاهرة ، أنا وصديقتي شروق جعارة تخبينا بمحل حدادة بحارة الشيخ مسلم وبس هدت الأمور وفضى الشارع طلعنا من المحل ورحنا ع بيت صديقة إلنا من عيلة المصري ، دخلنا العمارة وطلعنا ع الدرج وإلا في ضابط بحكوله (الشمعدان) طالع ورانا ، أنا كنت شايفيته بالمسيرة بتطلع علي وحاقد علي بس ما توقعت إنه يضل وراي ويضل مراقبني ، كسر الباب ودخل علينا وأول ما شفته تفيت بوجهه ، وهو بكل برودة أعصاب طخني طلقتين وحدة أجت برقبتي والثانية بصدري ووقعت ع الأرض ووقعت جنبي نظارتي والدم عبى الزي تبع المدرسة ، وكان بنزل من شعري دم لإنه الإصابة بالرقبة وكان منظر يرثى له ، الجندي شرد وأنا نقلوني ع المستشفى وكنت مستشهدة ، الكيان كانت تعليماته واضحة بنت 17 سنة قادة مظاهرة كان لازم تموت ، لإنه هالأطفال اللي تراهن عليهم يكبروا وينسوا ما رح ينسوا ، إنتشر الخبر إنه “لينا حسن النابلسي” إستشهدت ، الكيان حاول يخطف جثتي من المستشفى بس إنمنع من الناس ، وبعدها كل واحد فلسطيني طلع ع الشارع مظاهرات ومسيرات وإشتباكات مخيفة صارت بالضفة وغزة والـ 48 ، فلسطين كانت ع موعد مع بركان بعد إستشهادي ، وبالفعل بنفس السنة إنفجر البركان من مجموعة مكونة من 5 شباب من الجبهة الديمقراطية خططوا لعملية سموها ‘عملية لينا النابلسي’ حاولوا يقتحموا مستوطنة الحمراء ويردوا على إستشهادي وتعرضوا لكمين صهيوني جنب معسكر الجفتلك ، وإشتبكوا مع الكيان بمعركة تخلدة بالتاريخ ، 5 شباب ضد الكيان من الساعة 1 الفجر للساعة 11 الظهر لمدة 12 ساعة ، وقدروا يقتلوا ويصيبوا 6 جنود وأضرار مادية كبيرة وإستشهد في العملية 3 وإنسحب إثنين رجعوا لقواعدهم ، الشهداء الثلاثة الكيان إحتجز جثامينهم همه :
– مشهور طلب العاروري من عارورة برام الله ، نفذ عمليات بطولية كثير ، الكيان إحتجز جثته وضلت عندهم 35 عام بمقابر الأرقام وأبوه حكى لو بستنى 30 سنة الا تطلعوها وبالفعل أفرجوا عنه سنة 2010 .
– حافظ أبو زنط من نابلس ، ومعروف عنه وعن عملياته الكيان حجز جثته 36 عام وطلعها سنة 2011 وكانت عبارة عن جمجمة راس وشوية عظام وقف والده قدام الجمجمة وباسها بمشهد بقشعر البدن ،
– الشهيد الثالث خالد زياد “أحمد الزغارنة” ، حكوا إنه جثته أفرج عنها بصفقة التبادل مع شاليط .
والإثنين اللي الباقيين قدروا يرجعوا لقواعدهم ، الجندي اللي قتلني إنحكم 4 شهور مع وقف التنفيذ ، وبعدها الناس صارت شو ما بتقدر تقدملي تقدم مشان تخلدني ، فدوى طوقان خلدتني بقصيدة “لينا يا لؤلؤة حمراء” غناها الشيخ إمام وخلدني حسن ظاهر بقصيدة تصدرت أغاني الثورة الفلسطينية :
يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة ..
حطم قيدك إجعل لحمك جسر العودة ..
فليمسي وطني حرا فليرحل محتلي فليرحل ..
وأطباء مصر بأغنية “جسر عودتكم” ، صورتي وأنا الدم سايل من رقبتي الكيان محاها وخلدني الرسام سليمان منصور بلوحة ، شروق جعارة صاحبيتي ، إستشهدت بعد بأربعين يوم بالسرطان بعد إصابة بالغدة الليمفاوية ، الكل حب لينا وحكى عنها ، راحت لينا وضل وراها حلم بإنها تكون جراحة أعصاب وضلت ورقة آخر إمتحان بدون تصحيح ، بس بكل بيت كان في بنت سماها أهلها لينا على إسمي ، ونيال كل بنت إسمها لينا ..
#الشهيد_ليس_رقمًا،