مرايا – محمد فخري – 41 سنة عمري ساكن بقطاع غزة ، الشعف – بشارع النخيل ، بني آدم زيي زي أي واحد عندي عيلة وأولاد والحمد ، بس عندي مشاكل شويه ، فقر على هموم على تفكير على حسرة ، الماضي راح بوسخه ما فيه أي إنجاز والمستقبل مبين ، ولمتى هالحياة معي مش عارف هذا السؤال اللي دايماً بسأله لحالي ، بطلع من الصبح عندي عرباية براد فيها شوية مرطبات بطلع بلف فيها حولين المدارس وبالمنطقة عشان نروح بلقمة للاولاد يوكلوها ، وهيك حياتي ويا حسرة لو أبيع العرباية واللي فيها ي الله أجيب 30 شيكل ونص العرباية رايحة ضيافة ، كل ما أشوف واحد بعرفه بحلف عليه يمين يجي يشربله اشي ببلاش وعلى حسابي ، بس الحمد لله مستورة هيك الحياة بفلسطين مقاومة بمقاومة ، المشكلة إنه سكرت المدارس وعطلوا الطلاب اللي رزقي بعد الله عليهم ، وخف البيع كثير فكرت كثير كيف كيف نجيب لقمة هالأكل للأولاد ، ما لقيت إلا مسيرات العودة ؛ بروح أنا والعرباية غاد بنبيع لهالناس بترزق وبضلني غاد اللي بقدر عليه بعمله ، والله رحت أول يوم صرت أنادي “براد العودة .. برايا يافا ، إتفضل براد البلاد” و بعت والحمد لله وبس خلصت أجوني شباب أخذوا السماعات عشان صوتها عالي وصاروا يهتفوا ورحت معهم قربت شوي وهتفت معهم ، ويوم عن يوم صرت أنا أحمل السماعات ويلتموا حولي المتظاهرين وأنسى البيع والعرباية ويسمعوني شو بحكي لليهود وأبلش أهتف وحتى اليهود شافوني وهددوني إنه رح يطخوني وخف عقلهم مني لإني حكيت الهم “يا أولاد اليهودية إحنا إجينا هون ومش رايحين” وهيك قضيت باقي أيامي لحد ما صرت أنا وعربايتي إشي ثابت ورئيسي ع الحدود ، بتاريخ 15/5/2018 ذكرى النكبة كانت القيامة قايمة طخ وغاز ودخان ومحدش شايف حد والكل مستنفر ، طخني جندي قناص طلقة من وجعها وحمها ما حسيت فيها من وين دخلت ، من ظهري وإلا من بطني وإلا حتى من راسي ، الطلقة إنفجرت جوا جسمي وتعبتني كثير وإنتقلت ع المستشفى ، وتبين إنها طلقة محرمة دولياً وبتنفجر داخل الجسم ، حاولوا يعالجوني بس للأسف كنت تعبان كثير ، حاولت أقوم أمشي وإلا الدكتور بحكيلي إنت ما إلك علاج رح تضل هيك ؟
كيف هيك رح أضل ؟
رح أضل مكرسح ما بقدر أمشي لإنه الطلقة أجت بالفقرة العاشرة بالعمود الفقري وصار معي تهتك بالحبال الشوكية وهيك صابني شلل ، ولما إنفجرت الطلقة بالجسم الشظايا إنتشرت جوا وصابني نزيف حاد بالرئتين والكبد ، يعني إنسان عايش بشكل عكسي وعداد عمره بنقص وبأي وقت رح يموت ، ما كان في حل إلا المناشدات ، ناشدة سيادة الرخيص *الرئيس محمود عباس وطلبت ينقلني برا غزة وحطيت رقم تلفوني وصورت فيديو وإستنيت يرن حد علي بس للأسف إستشهدت فجر السبت 26/5/2018 بعد 11 يوم من إصابتي وأنا بستنى بسيدته يرن بس ما رن ، عدوني رقم وحكوا إنه حسين سالم أبو عويضة شهيد رقمه 116 بشهداء العودة ، ورح ينسوني بكرة ، أولادي ودعوني بعياط وزوجتي بعياط وأهلي بعياط ومات بياع البراد وضلوا أولاده ومرته وراه وبياع الوطن لساته عايش .
#الشهيد_ليس_رقمًا،