مرايا – بعد ما كملت دراسة أساسية درست بجامعة بيرزيت برام الله وبلشت نشاطاتي مع الشبيبة الطلابية التابعة لحركة التحرير (فتح) ، قبل هيك ما بتذكر إنه في اشي مهم ينذكر بحياتي ، بالجامعة كان في صديق مقرب الي إسمه حسن القاضي من الشبيبة ، وكان أسير لمدة 5 سنوات ع خلفية حيازة سلاح وقتل عميل ، وأغلب وقتي بالجامعة معه وبرا الجامعة وقتي بقضيه على النت مع اليهودي أوفير راحوم من تل أبيب ، تعرفت عليه عن طريق الإنترنت ال Chat ما كان في فيسبوك ولا مواقع تواصل كثير ، هذا اليهودي شب صغير كل ما أدخل الشات بلقاه متصل وبحكي معي حكي عادي ، كذبت عليه وحكيتله إني إسمي سالي يهودية من أصل مغربي مصورة صحفية ، وشوي شوي وبعد دردشات كثير حكى بده يشوفني ، بلغت صديقي حسن وحكيتله في يهودي بده يشوفي ، وحسن حكالي هذول كذابين لا تردي عليه وإنسيت الموضوع لحد بعد فترة رجع حكالي بده يشوفني وتأكدت إنه عن جد بده يشوفني ، بلغت حسن إنه الفرصة أجت ؛ عشان نخطفه !
بالفعل خططنا لعملية خطفه وإتفقت معه ألقاه عند الإشارات الضوئية وحسن وصحابه كانوا يستنوا ، بتاريخ 17/1/2001
لقيته بالقدس وعرفت شكله من الوصف اللي حكالي ع الشات ” حكيت معه بالإنكليزي اللي هي اللغة اللي كنت أحكيها معه ع الشات ، وطلعنا بالتاكسي لعند مفرق الرام ، ونزلنا ركبت بسيارة فورد اسكورت بيضاء وطلع جنبي ومشينا لعند المنطقة اللي بدنا نخطفه فيها ، حسن وصحابه اثنين أجو ع السيارة وكان مع حسن كلاشنكوف ، أنا نزلت من السيارة وعملت حالي بحكي تلفون وهون حسن حكى معه بالعبري وحكاله إنزل وكنا متفقين بدون ضرب ولا حتى طخ ، أوفير صار يعيط ويصرخ ومسك بالكرسي وبلش صوته يطلع وكان رح يكشفنا ويخرب الخطة ، أنا سمعت صوت طلقتين فكرتهم بالهوا لتخويفه لما لفيت وجهي كان حسن طاخه برجله ، وبعدها صوت طلق كثير ، ركضت عند السيارة وكانت الريحة دم ورصاص ، أوليفر مات ودمه عبى السيارة ، حملوه حطوه بصندوق السيارة وحملت شنتته ، زجاج السيارة كان متكسر والدم معبي الكرسي خفت أسوق حسن حكالي هسا بيجو اليهود سوقي بسرعة قبل ما ننكشف ، ومشيت بطلوع الروح لعند مكتب للحركة دخلت شربت مي وفكرنا إنه نوخذ تلفونه نمحي الدردشات ونمحي كلشي ، رحت ع صندوق السيارة كان بشرشر دم ارتبكت ورجعت ، ورحت على البيت وثاني يوم شفت ع الأخبار خبر :
السلطة الفلسطينية عثرت على جثة اوفير راحوم الذي كان بزيارة للقدس لصديقته ويبدو أنه تعرض لكمين .

حسن حكالي إنه دفن الجثة وفي ناس شافوهم وبلغوا أجهزة السلطة ، وبعد يومين 19/1/2001 داهمت المخابرات بيتنا وإعتقلوني ، طبعا كالعادة تحقيق وضرب وتعذيب وإهانة ، حطوني بالإنفرادي وما قدروا يوخذوا مني لا حق ولا باطل ، حكموني مدى الحياة وحسن قدروا يغتالوه ، وسجنوني مع الصهيونيات المحكومات جنائي تعاطي مرات ، حاولن يضبني ويعذبني بس كنت شوكة بحلقهم وما قدروا يضعفوني ، نقلوني على الإنفرادي وقعدت سنتين كاملات بالإنفرادي ، بالإنفرادي صعب أشرح شو عانيت ، أضربت عن الطعام ليحققولي مطالبي ودخلت مستشفى وحالتي الصحية تدهورت وبلشوا ينقلوني من سجن لسجن ومن مستشفى لمستشفى بس بالنهاية أخذت اللي بدي إياه بالقوة ، بالسجن مع الأسيرات إستقبلني بالأحضان وبفخر وبفرح ، وشوي شوي صرت عميدة الأسيرات بسجون الإحتلال واللي بطلبه بده يصير بالقوة غصب عن كل الكيان ، داخل السجون كان في تناقض ، كنت أكثر إمرأة محبوبة للأسيرات وأكثر إمراه مكروهة من الكيان ، وما بكذب لما أحكي الكيان وجنوده كانوا يخافوا مني وأنا بسجونهم لإنه ما قدروا يكشفوني قبل ما تتنفذ العملية ، مقولة السجن للرجال كذبتها واثبتت بطلانها ، كتبت فوق تختي “غدا يوم حريتي” ، ما كان في أمل أطلع من الأسرى ، وحتى حاولوا يطلعوني بصفقة تبادل للأسرى بس الكيان رفض وحكى ممنوع هاي تطلع ، لحد ما أجى فرج ربنا بصفقة التبادل مع شاليط وإطلعت مع 27 أسيرة والشرط كان الإبعاد لغزة ووافقت ، بس بآخر لحظة عرضوا علي أروح لمصر ووافقت وبعدها الكيان طلع علي إشاعة إنه “أمنة مني” رفضت غزة بمحاولة منهم لشق العمل البطولي اللي عملته وتم إبعادي لتركيا ، وزعلت مني كل غزة والناس نسيت اللي عملته ، فوق معاناتي بالأسر عانيت بالإبعاد خارج فلسطين وما شفت أهلي إلا بعد سنين ، بعد ما إطلعت من الأسر الكيان حكى “خرج الشيطان من السجن” وخافوا مني ، هيك المرأة الفلسطينية عمرها ما إنحطت بنفس الميزان مع الرجل وعمرها ما كانت بتتساوى مع رجل ، المرأة الفلسطينية مش عن ألف رجل لإنه الرجل عمره ما كان مقياس .
كتبت بواسطة : محمد فخري التلاوي