مرايا- تُعاني مراكز صحية في بلدتي سويمة والجوفة بلواء الشونة الجنوبية من “نقص في عدد أطباء الأسنان، ما يشكل معاناة لمراجعي تلك المراكز”، وفق مواطنين أكدوا أنهم “يضطرون إلى مراجعة أطباء بالقطاع الخاص للعلاج، ما يحملهم أعباء مالية تفوق قدرتهم”.
وقالوا “إن أطباء الأسنان الذين كانوا يعملون في المنطقتين تم نقلهم إلى أماكن أخرى، ولم يجر تعيين بدلاء لهم”.
وأكد المواطن محمد الجعارات، من سكان منطقة سويمة “أن عدم وجود طبيب في مركز صحي سويمة يضاعف من معاناة المراجعين الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة حتى يصلوا لأقرب مركز صحي آخر أو طبيب خاص للعلاج، ناهيك عما يتكبدونه بدل أجور مواصلات إضافية”، موضحا أن الشخص عندما يراجع مركزا صحيا آخر غير المركز الصحي التابع لمنطقته، فإنه “يترتب عليه دفع غرامة مالية (مخالفة) مقدراها ديناران”.
وأضاف “أنه جرى نقل طبيب الأسنان الوحيد في مركز صحي سويمة، رغم حاجة المنطقة إلى خدماته، الأمر الذي أدى إلى حرمان أبناء المنطقة من تلقي هذه الخدمة الطبية”، مشيرا إلى أن أهالي المنطقة “كانوا يعانون الأمرين عندما يحصل طبيب الأسنان الوحيد بمنطقتهم على إجازة”.
وبدوره، أكد المواطن أحمد زعل “أن البعض يضطر إلى التوجه لعيادات الأسنان في القطاع الخاص، ويقومون بدفع مبالغ مالية ليست بسيطة، رغم أن الكثيرين من أبناء المنطقة لا يستطعيون تحمل ذلك مادياً؛ إذ يبقون في معاناة دائمة مع آلام الأسنان، حتى تسنح لهم الظروف مراجعة أقرب مركز صحي حكومي”.
ومن ناحيته، قال المواطن علي العجوري، أحد قاطني بلدة الجوفة “إنه ومنذ نقل طبيب الأسنان في مركز صحي البلدة، ومعاناتهم تزداد يوما بعد يوم، خصوصا وأن أعداد المراجعين تُعد كبيرة جدا”، لافتا إلى أن “إرسال طبيب أسنان للعمل في مركز صحي الجوفة لمدة ساعة أو ساعتين لمدة ثلاثة أيام خلال الأسبوع الواحد، لا يفي بالغرض ولا يتمكن المرضى من تلقي معالجة جيدة”.
وأضاف العجوري “أن مراجعي المركز الصحي يتكبدون عناء الذهاب مبكراً حتى يستطيعوا الحصول على العلاج؛ حيث يضطرون للانتظار ساعات طويلة في سبيل ذلك، فيما لا يتمكن الكثير من المراجعين من العلاج”، مؤكدا “أن أغلب أبناء المنطقة هم من ذوي الدخل المحدود، وليس لديهم مقدرة مالية لمراجعة أطباء الأسنان في القطاع الخاص بسبب ارتفاع كلف المعالجة”.
ومن جهته، يرى عضو مجلس محافظة البلقاء عن لواء الشونة الجنوبية، الدكتور عمر سعد العدوان “أن مشكلة نقص أطباء الأسنان في المراكز الصحية الحكومية تعود لنقل الأطباء العاملين بدون توفير البديل”، مشددا على ضرورة “عدم نقل أي طبيب سواء كان طبيب أسنان أو عاما أو اختصاص بدون توفير البديل لإدامة الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين”.
كما يؤكد أن المراكز الصحية الحكومية “تُعاني أيضا من نقص حاد في الكادر الوظيفي من محاسبين وإداريين، ما يدفع بالمسؤولين إلى تكليف عمال شركة الخدمات للقيام بالمهام المحاسبية والإدارية”، مطالبا وزارة الصحة بضرورة العمل على رفد المراكز الصحية بالكوادر اللازمة والأطباء للتخفيف من معاناة المواطنين.
ومن جانبه، يقر مساعد مدير صحة البلقاء لشؤون الشونة الجنوبية، الدكتور ناصر السعايدة بـ”وجود نقص في أطباء الأسنان”، مشيرا إلى أنه “جرى مخاطبة الوزارة؛ حيث سيتم تعيين طبيبي أسنان قريبا بدلا من الذين تم نقلهم”.
ويوضح أنه ولحين تعيين أطباء أسنان جُدد، فإنه “جرى تكليف طبيبين من مراكز صحية أخرى للعمل في عيادتي أسنان سويمة والجوفة بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع الواحد”.