مرايا – تشكل الأعشاب الجافة في محافظة عجلون، وفق ناشطين بيئيين، تهديدا موسميا للغابات، نتيجة ما تشكله من وقود يساعد في سرعة اشتعال النيرات وانتشارها بين الغابات، ما يستوجب إزالتها بجهود رسمية وتطوعية.
وحذروا من خطر تزايد حرائق الغابات في المحافظة جراء تزايد أعداد المتنزهين في المحافظة، مطالبين باستعدادات مبكرة لكافة الجهات المعنية، وتشديد الرقابة، وتكثيف حملات التوعية للحد منها.
وأشار رئيس جمعية البيئة الأردنية علي فريحات إلى أن موسم جفاف الأعشاب يشكل تحديا كبيرا أمام الجهات المعنية لما تشكله من عامل مساعد في سرعة انتشار النيران، خصوصا في المناطق الوعرة والتي يصعب وصول سيارات الإطفاء إليها.
وأكد ان الحاجة أصبحت ماسة إلى إيجاد خطط وبرامج توعوية متنوعة بهدف حماية الغابات من التعدي والحد من حرائق الصيف، مطالبا باستعداد مبكر لكافة الأجهزة المعنية، خصوصا خلال هذه الأوقات مع بدء جفاف الأعشاب وتشكيلها عاملا مساعدا في سرعة انتشار الحرائق.
وأوضح أن الاستعدادات الجيدة تتطلب زيادة أعداد الطوافين وتوفير خزانات لتجميع المياه بين الغابات للاستعانة بها عند الضرورة، لافتا إلى ضرورة التركيز على الجانب التوعوي من حيث عدم ترك النار مشتعلة أثناء التنزه.
وبين رئيس مركز شباب صخرة عصام المومني أن المركز نفذ في معسكر الحسين للشباب مؤخرا نشاطا تطوعيا اشتمل على إزالة الأعشاب الجافة داخل المعسكر بمشاركة 20 شابا من أعضاء المركز.
وأكد ان هذه المساهمة تأتي ضمن سلسلة التعاون التي تنتهجها مديرية شباب عجلون من خلال التعاون مع المراكز الشبابية في تجميل وإزالة الأعشاب، لعكس الصورة الجمالية المميزة للمعسكر وحمايتها من الحرائق، لافتا إلى أن المركز نفذ العديد من البرامج والأنشطة التطوعية المتعددة بالتشاركية مع المراكز الشبابية والمؤسسات المدنية لبث روح التطوع في نفوس المشاركين وتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية.
ويقول محمد الزعارير إن ارتفاع أعداد المتنزهين وانتشار الأعشاب الجافة سيرفع من خطر نشوب الحرائق، خصوصا في حال ترك المتنزهين للنار مشتعلة، إضافة إلى الحرائق المتعمدة من قبل مافيات التحطيب، داعيا إلى ضرورة تكثيف دوريات الزراعة والبيئة بمواقع التنزه لتوجيه الزوار بضرورة التأكد من إطفاء النيران قبل مغادرتهم مواقع التنزه.
وطالب الناشط سمير الصمادي بتنظيم حملات لإزالة الأعشاب الجافة في مواقع التنزه وعلى جوانب الطرق، مؤكدين أن بقاءها يعد وقودا مجانيا لافتعال الحرائق ويصعب من السيطرة عليها.
وأشار إلى أهمية تعزيز الإمكانات البشرية والآلية للجهات المعنية كالدفاع المدني والإدارة الملكية لحماية البيئة ومديريتي الزراعة والأشغال وتشكيل الفرق التطوعية لإزالة الأعشاب من مواقع التنزه وتوفير المرافق الضرورية للمتنزهين، مؤكدين أن ذلك يعد عاملا مساعدا في حماية الغابات وسرعة السيطرة على الحرائق في بداية انتشارها.
يذكر أن مناطق التنزه في المحافظة شهدت خلال الربيع حركة تنزه محلية وعربية غير مسبوقة، بحيث تجاوز أعداد الزوار خلال شهرين إلى زهاء 300 ألف زائر، وفق مديرية سياحة المحافظة محمد الديك الذي توقع أن تستمر هذه الحركة النشطة خلال أشهر الصيف القادم، نظرا لما تتمتع به المحافظة من اعتدال درجات الحرارة خلال الصيف ومواقع أثرية وسياحية فريدة.
ويؤكد مدير دفاع مدني المحافظة العقيد هاني الصمادي أن المديرية تضع خطة تشمل الإجراءات المتبعة في الدفاع المدني لمكافحة حرائق الغابات وكيفية التعامل معها للحد من أضرارها على الثروة الحرجية، معربا عن أمله ان تنخفض الحرائق مقارنة بالأعوام السابقة من خلال وعي المواطنين وزوار المناطق الحرجية.
وأشار إلى وجود خطط وجهود تشاركية يتم اتخاذها سنويا بالتعاون والتنسيق مع مديريات الزراعة والإشغال والبلديات والبيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة والشؤون البلدية ومجلس الخدمات المشتركة، لحماية الغابات من خلال تأمين العناصر المؤهلة و المراكز المجهزة بالمعدات اللازمة، وتفعيل مساهمة المواطنين والمصطافين بالتعامل مع هذا الموضوع بحس المسؤولية الوطنية، لافتا إلى أهمية تنظيف جوانب الطرق من الإعشاب وطباعة النشرات لتوعية المواطنين والزوار من خلال وضع لوحات ملفتة للزوار والمتنزهين للحد من إشعال النيران ونشر التعليمات والإرشادات لتجنب إشعالها في المناطق القريبة من الأشجار والإعشاب الجافة والتأكد من إطفائها جيدا قبل مغادرة المكان.