مرايا – شؤون محلية – يُعاني ثغر الأردن الباسم، مدينة العقبة، من “نقص واضح” في عدد الغرف الفندقية، مقارنة مع بقية دول البحر الأحمر السياحية، رغم أنه تم خلال العام الحالي إنشاء فندقين فئة خمس نجوم بسعة 468 غرفة؛ أحدهما بواحة ايلة والآخر في سرايا العقبة، ليبلغ عدد الغرف الفندقية فيها حوالي 4600 غرفة موزعة على مختلف فنادق هذه المدينة ما بين نجمة واحدة وخمس نجوم.
ويؤكد خبراء سياحة، أن أيام العطل والأعياد تكشف “حاجة” العقبة الملحة لزيادة عدد الغرف الفندقية، والتي تحتاجها المدينة السياحية بعد تدفق الزوار والسياح وامتلاء الفنادق الموجودة بكل تصنيفاتها؛ حيث يضطر مواطنون وزوار إلى “افتراش” الشواطئ والساحات العامة والشوارع.
ويقولون “إن العقبة حاليا تعيش فترة انتعاش سياحي مقارنة بالأعوام الماضية”، مؤكدين أن نسبة السياح زادت على العام الماضي بحوالي 15 %.
وينتقدون “عدم بذل الجهات المعنية جهودا جادة وحقيقية في سبيل الوصول إلى حلول تعالج هذه المشكلة”، مشيرين إلى أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي كارتفاع التكلفة التشغيلة للقطاع السياحي، ومحدودية الطاقة الاستيعابية للفنادق.
ووصل عدد الغرف الفندقية العام الحالي في العقبة، إلى ما يُقارب من الـ4600 موزعة ما بين فنادق نجمة واحدة وخمس نجوم، فيما يبلغ عدد الغرف الفندقية بـ”إيلات” نحو 17 ألف غرفة فندقية، وفي شرم الشيخ 40 ألف غرفة فندقية.
ويشير الخبير السياحي، محمود أحمد، إلى أن مدينة العقبة بـ”حاجة لمزيد من الغرف الفندقية لضمان تنافسيتها، باعتبار أن توفر المبيت للسائح والزائر من أهم ركائز المنافسة السياحية”.
ويقول أحمد “إن العقبة تشهد نقصا كبيرا في عدد الغرف الفندقية، والتي تكشفها فترة الأعياد والعطل”، مضيفا “أن هذا النقص يعد تحديا للجهات المعنية؛ إذ لا جهود تذكر منذ أعوام لإيجاد حل لهذه المعضلة، أو حتى تحفيز القطاعات السياحية من خلال جلب مزيد من الفرص الاستثمارية أو اتفاقيات مدروسة مع القطاعات المختلفة”.
ومن جانبه، يقول الخبير السياحي، سليمان العمرات “إن القطاع الفندقي يعد إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها صناعة السياحة في العالم، ولا يمكن لأي دولة أن تخطط لنمو سياحي منظم أن تغفل أهمية تطوير القطاع الفندقي بأنماطه وأنواعه المختلفة”، مضيفا أنه يوجد عدد من الفنادق فئة الخمس نجوم، إلا أنها “غير كافية مقارنة مع الانتعاش الذي تعيشه العقبة”.
ويوضح أن من أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي؛ ارتفاع التكلفة التشغيلة للقطاع السياحي، ومحدودية الطاقة الاستيعابية للفنادق، والتي تشكل عاملا رئيسيا في تحجيم وتيرة النمو، الأمر الذي يستدعي توجيه مزيد من الاستثمارات إلى القطاع الفندقي لإعادة دوران عجلة النمو بصورة تتماشى وطموحات المملكة السياحية، خصوصا في ظل ما تشهد دول مجاورة من اضطرابات وأحداث.
وبدوره، يؤكد محمد هلالات، أن عدد الغرف الفندقية بمدينة العقبة “غير كاف”، قائلا “إن صناعة السياحة في المملكة باتت إحدى الركائز الرئيسية للاقتصاد”، فيما النتائج التي تحققت خلال الأعوام الماضية، والتي شهدت نموا محليا لا بأس فيه، جاءت مشجعة للغاية، خاصة بعد تنامي السياحة الداخلية الذي أسهم بانتشال الموسم السياحي من الركود الذي كان يعيشه على مدار أعوام عدة ليتحول إلى موسم جذب.
ويرى أن الحل يتمثل في زيادة أعداد الفنادق وبالتالي الغرف الفندقية، معتبرا أن مسألة نقص الطاقة الفندقية “مسألة وقت لا أكثر”؛ إذ إن “جهودا حثيثة تبذل على أعلى المستويات لتجاوز هذا الأمر، وهناك استثمارات ضخمة بدأت تتجه نحو القطاع الفندقي لقناعة المستثمرين بمدى مردودية هذا الاستثمار والعائدات الكبيرة المتوقعة من ورائه، الأمر الذي سيسهم في زيادة النمو ويفتح الباب أمام استقبال أعداد أكبر من السياح والزوار”.
ومن جهته، يؤكد الخبير السياحي، أيمن جبر، أن توفر عدد كبير من الغرف الفندقية “سيعزز عمليات الترويج السياحي ويستقطب عددا أكبر من السياح والزوار وينشط السياحة الداخلية، خصوصا مع الجهود التي بذلت بشأن الترويج السياحي للمثلث الذهبي”، مبينا أن هناك جهودا تبذل من قبل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في تطوير البنية التحتية السياحية في ثغر الأردن الباسم، وذلك عبر الترويج للمناطق والمشاريع السياحية ومشاريع الفنادق والمنتجعات.
إلى ذلك، يرى مراقبون أن الخطة الترويجية والتسويقية لـ”العقبة الاقتصادية” خجولة وبحاجة إلى المزيد من الجهود لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح والزوار، داعين إلى وضع برامج سياحية هادفة وجاذبة، بعيدا عن الاستراتيجيات الواهمة، مشيرين إلى الفارق الكبير بين أعداد السياح في العقبة وأولئك في دول مجاورة، رغم امتلاك العقبة العديد من مقومات الجذب السياحي.
ومن ناحيته، يقول رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ناصر الشريدة “إن خطة السلطة الجديدة المربوطة بالأهداف للعام 2025 تهدف إلى مضاعفة الجهود لزيادة عدد الغرف الفندقية لتصل لـ12 ألف غرفة فندقية”.
ويشير إلى أن الفنادق التي سيتم افتتاحها خلال العام الحالي ستوفر ما يزيد على 1200 فرصة عمل مختلفة في المجال الفندقي، فضلا عن أن المشاريع السياحية في العقبة ستوفر خلال الأعوام الثلاثة المقبلة 10 آلاف فرصة عمل متخصصة بمجال السياحة.
ويوضح الشريدة، أنه في حال الانتهاء من هذه المشاريع فإنه سيتم توفير أكثر من 2000 غرفة فندقية تضاف إلى الموجود ليصبح العدد الكلي 6 آلاف غرفة فندقية.
ويتابع أن “العقبة الاقتصادية” ماضية في خطتها الاستراتيجية، والتي من أبرز خطوطها العريضة زيادة عدد السياح من 600 ألف سائح سنويا إلى 1.5 مليون سائح مع نهاية العام 2025، وزيادة مدة إقامة السياح من 2.6 ليلة الى 6 ليال، بالإضافة إلى زيادة عدد الغرف الفندقية من 4650 إلى 12 ألف غرفة فندقية.
ويبين الشريدة، أن الاستراتيجية تعمل بطرق مبتكرة لاستقطاب السياح من خلال طرح عطاءات دعم لجذب السياح بأنماط متنوعة وفقا لتنوع الدول التي يتم جلب السياح منها، وهو دعم للمشغلين من مكاتب السياحة وشركات الطيران، بحيث يحصل على هذا الدعم من يستوفي شروط العطاء ويحقق الهدف الذي وضعته السلطة لهذه الغاية، لافتا إلى أن الخطة ستربط العقبة بالعديد من مدن ودول العالم لجعل العقبة الوجهة السياحية الأولى.