مرايا – شؤون محلية – انحنى ظهره وهو يبيع الترمس على إشارة الهاشمية لأكثر من 30 عاما، يعمل ساعة ويذهب ليرتاح، ثم يعود ليعمل ليجمع مصروفا يوميا له ولابنته التي هجرها زوجها وعاد شرها على أبيها هي وأولادها، فقد ضاقت عليه كثيرا، لا وظيفة حكومية ولا قدرة له على فتح محل وتحمل خلو ولكنه وجد الإشارة مكانا للرزق ولساعات محددة.
أبو أحمد في السجن بأمر من الحاكم الإداري، تم إلزامه بدفع كفالة مقدارها 90 دينارا حتى لا يعاود البيع على إشارة الهاشمية، تسعون دينارا حتى لا يزعج منظر البيع الحاكم الإداري الذي يمر صباحا بسيارته الحكومية العالية، باتجاه مكتبه الوثير ومكيفه البارد.
كان أبو أحمد ينتظر أن يقف متصرف لواء الهاشمية على جانب الطريق بعد إشارة المصفاة ويترجل من سيارته ويقف مع أبو احمد ويوجه له السؤال التالي: كيف ممكن نساعدك كحكومة وممثلين لجلالة الملك عبدالله الثاني في مصدر رزقك ونريحك من وقفة البيع طوال اليوم وجسمك النحيل لا يحتمل ولا عمرك أيضا
إلا أن المتصرف والتنمية الاجتماعية تركوا كل مشاكل لواء الهاشمية الكثيرة وقرروا ان يمارسوا سلطاتهم على أبو احمد، تركوا شوارع اللواء المليئة بالحفر، والسيارات المخالفة صباحا والمحلات التجارية التي تعتدي على الشارع العام وتبيع خضرتها في حرم الشارع واتجهوا نحو اشارة المصفاة فهناك أبو أحمد الذي يقبع في السجن وخلفه أطفال ابنته التي جارت عليها الحياة ينتظرون كسرة الخبز.
الحاج أبو أحمد يقف بائعا أمام مصفاة البترول الأردنية التي تجني الأرباح يوميا، لثلاثين عاما لم تفكر في تبنيه ومساعدته ومد يد العون له.
يروي أحد المواطنين من لواء الهاشمية أنه كلما وجد الحاج أبو أحمد على الإشارة يشتري منه الترمس كنوع من المساعدة رغم أنه لا يرغب هذه المادة، فأبو أحمد لا يتسول ولا يشحد مثلما يفعل الكثيرون الذين يتسولون بمواقفهم ليصبحوا مسؤولين على أمثال أبو أحمد.سرايا