مرايا  – باشرت وزارة السياحة بإجراءات إقامة مركز للزوار في بلدة بصيرا التاريخية الأثرية بالطفيلة والتي كانت عاصمة للأدوميين بهدف استقطاب الزوار وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية وتفعيل المسارات السياحية في المحافظة ومناطق سياحية أخرى في محافظات مجاورة، وفق مديرة السياحة في الطفيلة خلود الجرابعة.
وبينت الجرابعة أن فريقا فنيا من مديرية المشاريع السياحية في الوزارة كشف على قطعة الأرض اللازمة لإقامة مبنى مركز الزوار في بلدة بصيرا واستكمال باقي الإجراءات الفنية الضرورية لإقامة المركز كتوفير قطعة الأرض اللازمة والمجاورة لمسجد بصيرا القديم الذي تم تحويله إلى مكتبة عامة بعد أن تم تخصيص نحو 420 ألف دينار لهذه الغاية.
ولفتت إلى الأهمية الكبيرة لإقامة مركز الزوار لمجاورته للبلدة القديمة التي تكثر فيها المنازل القديمة التي بنيت على فترات تاريخية متعاقبة قديمة، ويمكن استغلالها من خلال ترميمها لتكون شاليهات كما في طيبة زامن والسلع والمعطن والتي ستنوع المنتج السياحي في البلدة، إلى جانب وجود مراكز زوار أخرى في قرى سياحية في السلع والمعطن تم إقامتها لتكون ضمن سلسلة مراكز للزوار تنتشر في المواقع السياحية المهمة بالطفيلة ولتكون ضمن خطوط مساراتها ومكملا لها.
وأشارت إلى أن إيجاد مركز للزوار في بصيرا الأثرية التي كانت عاصمة للأدوميين سيعيد ألق وأهمية البلدة التي سكنها الأدوميون في فترة تاريخية مهمة هي فترة البيزنطيين مع ما جاورها من حضارات أخرى في البتراء وانتشارهم في مناطق عديدة بالطفيلة كمنطقة التنور والسلع وغيرها من المناطق.
وبينت الجرابعة أهمية بلدة بصيرا التي لا يوجد فيها مركز للزوار للآن والتي جاءت المطالبات به حثيثة لتشجيع الواقع السياحي في منطقة تعج بالآثار سواء في خربتها الأدومية القديمة أو في مناطقها المحيطة بها كسيل ريعا وغرندل التي عثر فيها من خلال التنقيبات الأخيرة على كنيسة بيزنطية، بالإضافة إلى قربها من خربة النصرانية وخربة الرشادية البيزنطية والتي عثر فيها على أرضيات فسيفسائية رائعة، كما العديد من المواقع الأثرية التي تعود لحقب وفترات تاريخية موغلة في القدم بدءا من العصر الحجري وانتهاء بالعصور المتأخرة.
وأكدت أنه في حال الانتهاء من العمل في مركز الزوار في بصيرا سيتم ربطه بمسارات السياحة التي وضعتها وزارة السياحية في داخل المحافظة كمسارات السلع والمعطن ومحمية ضانا وحمامات عفرا والبربيطة وربطها مع مسارات سياحية في المحافظات والمناطق السياحية الأخرى في الكرك والبتراء والعقبة للربط بين تلك المسارات ووضع المنطقة على الخريطة السياحية ضمن مواقع المملكة السياحية بشكل عام.
ولفتت إلى أن المركز سيسهم في استقطاب الزوار إلى مواقع بصيرا الأثرية والمناطق المحيطة بها خاصة وأن محافظة الطفيلة تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والأثرية والاستجمامية بعد أن يسهم في توجيه الأفواج السياحية إلى المواقع التي تقع ضمن دائرة بصيرا القديمة، بما ينشط الواقع السياحي برمته، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لابناء المنطقة خاصة أعمال الفندقة والاستقبال والدلالة السياحية كون بلدة بصيرا تعتبر جيبا من جيوب الفقر.
واعتبرت إقامة مركز الزوار بمثابة استكمال لخطة واستراتيجية وزارة السياحة في الربط بين المواقع السياحية لترويج وتنشيط القطاع السياحي ليكون أحد روافد الدخل العام وزيادة اسهام هذا القطاع كأحد القطاعات الاقتصادية في المملكة.