مرايا – تفتقد مدينة جرش الأثرية والسياحية للفنادق السياحية التي تمكن زوارها من الاقامة بها ولو ليوم واحد، وسط مطالبات من عاملين ومهتمين بقطاع السياحة بضرورة إقامة على الاقل فندق سياحي واحد يليق بحجم وعدد السياح الذين يزورون المدينة والمقدر عددهم بـ200 الف سنويا، وفق احصائيات رسمية.
يقول الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الافواج السياحية خلال الأشهر القادمة لمحافظة جرش تحديدا لقلة الخيارات المتوفرة لدى السياح في الشرق الأوسط نظرا للظروف السياسية والأمنية التي تعاني منها بعض دول الجوار واعتدال درجات الحرارة في الأردن بشكل عام.
وأوضح أن السائح يحتاج أن يقضي أكثر من يوم في مدينة جرش، خاصة بعد تفعيل مشروع ربط المدينة الاثرية بالحضرية، وهذا يحتاج لوقت طويل من السائح لزيارة مختلف المواقع السياحية والأثرية والحرجية، فيما لا تتوفر بجرش اي مواقع للمبيت او فنادق متميزة تقدم خدمات سياحية تتناسب مع عدد الأفواج والوقت الذي ستقضيه.
وقال زريقات إن مدينة جرش فيها حاليا 3 مواقع مرخصة للمبيت وهي عبارة عن فندقين للقطاع الخاص وفيهما عدد محدود من الغرف وطاقم متواضع لا يتناسب مع عدد الافواج السياحية، اضافة الى موقع للمبيت وهو عبارة عن خيام على طريق بلدة كفرخل ولكنه يخدم سائحي المسارات السياحية.
ويرى زريقات أن أنسب مواقع بناء فندق سياحي في جرش هو إطلالات غابات دبين وبالقرب من المحميات الطبيعية الثلاث أو غابات سوف وساكب أو داخل المدينة الاثرية أو موقع البركتيين الأثري، وهو قريب كذلك من المدينة الاثرية والحضرية.
ويقول رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزه إن أهم مشروع تسعى البلدية منذ سنوات إلى تحقيقه في جرش وتبذل جهود مضنية من اجله هو إقامة فندق سياحي مناسب وكبير ويسمح للسائحين فرصة المكوث، ولو ليوم واحد في مدينة جرش، والتجول فيها خلال وقت مناسب ويفتح فرصة للاستثمارات الجرشية السياحية للانتعاش والتطور والازدهار.
وأضاف قوقزه أن البلدية خاطبت نقيب أصحاب الفنادق في الاردن ووفرت له قطعة أرض قريبة من المدينة الأثرية ومن المدينة الحضرية، وفيها كل الخدمات المطلوبة وهي أصلا منطقة تاريخية وتعرف بمنطقة الوادي لغاية إقامة فندق سياحي ولكن لم تتم الموافقة.
وبين أن البلدية استطاعت إيجاد مستثمر آخر، ولكنه اشترط على البلدية توفير قطعة أرض أخرى ومطلة مباشرة على المدينة الأثرية لغاية بناء شاليهات عليها، ولم تناسبه منطقة الوادي لبناء فندق أو شاليهات.
وقال قوقزة إن البلدية تدرس استثمار موقع مبناها الحالي بصيانته وترميمه وتحويله فندقا سياحيا خاصا، سيما وأن المبنى تراثي ويقع بين المدينة الأثرية والحضرية وفي الوسط التجاري مباشرة وذو مساحة واسعة وقريب من مختلف الخدمات الحيوية حتى يكون في مدينة جرش فندق يليق بالمدينة وتاريخها وحضارتها وآثارها وسياحها.
بدوره، أرجع رئيس جمعية الحرفيين في جرش والمهتم بالشؤون السياحية صلاح العياصرة سبب تلاشي الاستثمارات السياحية في جرش من قبل سكانها تحديدا إلى قصر مدة إقامة السائح والتي تقتصر على زيارة لا تتجاوز الساعة الواحدة للمدينة الأثرية فقط، معتبرا ان معالجة هذه المشكلة تحتاج لبناء فنادق سياحية تتناسب وحجم الأفواج السياحية وتشجع المكاتب السياحية على تخصيص يوم للمبيت في جرش، وهذا اليوم يزيد من الاستثمارات السياحية.
وأكد أن سبب عدم استفادة ابناء المدينة من نشاط الحركة السياحية فيها هو قصر مدة إقامة السائح، مقارنة مع عدد المواقع السياحية الموجودة والتي تميزها عن غيرها من المدن السياحية في المملكة، ولا يوجد استثمارات سياحية باستثناء عدد من المطاعم السياحية والتي تفتح ابوابها بضعة أشهر في السنة وباقي الاشهر يتم اغلاقها لقلة الزبائن.
واعتبر أن زيارة السائح في محافظة جرش تقتصر على جولة بسيطة في المدينة الاثرية رغم وجود عدة مواقع أثرية ومنها موقع البركتين الأثري ومحمية الغزلان ومحميات دبين وقصر الباشا في بلدة سوف وحديقة المأوى في بلدة سوف، وهذه المواقع تحتاج أن توضع على الخريطة السياحية لمدة لا تقل عن يومين.
وأوضح العياصرة أن بناء الفنادق في محافظة جرش يحتاج إلى استثمار حقيقي وكبير أو شراكة ما بين القطاع الخاص والجهات السياحية لبناء أكثر من فندق وشاليه للمبيت، وخاصة بين المحميات الطبيعية والمناطق السياحية في جرش التي تقع جميعها بين الأحياء السكنية وقريبة جدا من الخدمات العامة.
وقال إن هذه الاستثمارات ستنعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي لتجار جرش وتجار السوق الحرفي ومختلف القطاعات التجارية، وخاصة الجمعيات الخيرية والغذائية التي ما زالت بعيدة كل البعد عن أي منافع استثمار سياحي في جرش.