مرايا – مع انتهاء مربعانية الشتاء أمس وبدء خمسينية الشتاء صباح اليوم وفق السجل المناخي الأردني، أكد مدير عام المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي نزار حداد أن الأمطار الأخيرة ساهمت بإنقاذ الموسم الزراعي لهذا العام، رغم قلة وتأخر سقوط الأمطار.
وقال حداد  إن “رحمة الله عز وجل تدخلت منذ بداية العام بنزول الغيث، حيث ساهمت الأمطار التي سقطت في الأسبوع الاول من هذا العام في تعزيز المخزون الرطوبي في التربة، كما أن تواصل سقوط الأمطار خلال الأسبوعين الماضيين عزز كميات الأمطار التي بلغت حتى صباح الجمعة الماضية، مشكلة ما نسبته حوالي نصف المعدل المطري السنوي.
وأضاف أن مجيء مربعانية الشتاء لهذا العام دافئة، أتاح الفرصة للمحاصيل الحقلية أن تنمو بشكل سريع، معوضة ما فاتها من نمو نتيجة تأخر سقوط الأمطار، مبينا أن زيادة المخزون الرطوبي سيكون له الأثر الإيجابي في تشجيع زراعة الحمص الربيعي والبقوليات العلفية، إضافة إلى تخزين المياه في التربة للاستفادة منها للأشجار.
وأوضح أن هذه الأمطار رافد مهم للسدود التي تدنت كميات المياه فيها إلى الحدود الحرجة حتى بداية هذا العام، خاصة سد الملك طلال، حيث ستحسن هذه الأمطار من نوعية المياه داخل السد، كما أن المياه الغزيرة ستعمل على غسل التربة من الأملاح، بعيدا عن المجموع الجذري للنبات، وأيضا ستحسن من خواص التربة الكيميائية.
وبين أن الأمطار الساقطة في منطقة وادي الأردن، ستعمل على تقليل استخدام المبيدات الحشرية بشكل ملموس، خاصة في الحقول المكشوفة، من جهة، وستعود بالنفع والفائدة على مربي الثروة الحيوانية من جانب آخر، لأنها تعمل على زيادة نمو الأعشاب داخل المحميات والمراعي الطبيعية، ما يبشر بإطاله أمد الربيع، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف العبء عن مربي الثروة الحيوانية.
من جهته، بين مساعد مدير عام المركز لشؤون البحث نعيم مزاهرة، أنه سيكون للأمطار الحالية أثر كبير في تجميع المياه في الحفائر الترابية، وستشكل مصدرا مهما لري النباتات المزروعة والحولية المخزنة في طبقة التربة السطحية، ما سيؤدي إلى زيادة إنتاجية النباتات الحولية الطبيعية في مناطق المراعي في هذه الفترة، والمتوقع نموها خلال الشهرين المقبلين.
وقال إن الأمطار التي تتجاوز 15مم، ستعمل على سيلان المياه وتجمعها حول الشجيرات الرعوية، مبينا أن الثلوج التي سقطت في المناطق المرتفعة ستتيح الفرصة لتغلغل الماء إلى أعماق أكثر في التربة، فتتعزز سعة التخزين فيها، حيث تساهم هذه الثلوج ببرودتها في تعقيم التربة من الملوثات، فضلا عن أن الثلوج المتساقطة على أغصان الأشجار تساهم في التخلص من بيوض الحشرات القشرية، التي تكون في طور السكون.
وأوضح أن تدني درجة الحرارة خلال المنخفض الأخير يزيد من عدد ساعات البرودة اللازمة والضرورية للإزهار والإنتاج في الأشجار المثمرة، كاللوزيات والتفاحيات.
وقال إن الإرشاد الزراعي في المركز، وجه المزارعين والمهتمين إلى اتباع عدد من الإرشادات والنصائح للحفاظ على المحاصيل والنباتات داخل البيوت البلاستيكية، وخاصة بعد أن رافقت المنخفض الجوي الأخير رياح شديدة، ما أدى إلى تلف بعض أغطية تلك البيوت، والذي قد يؤثر على المحاصيل داخلها، حيث ينصح المزارعون بضرورة تفقد البيوت وترميم التالف من الأغطية بالسرعة الممكنة، كما ينصح بإغلاق البيوت بتثبيت الأغطية بشكل جيد وتفقدها باستمرار.
وأضاف: كما ينصح بعدم دخول أو استخدام المناطق البرية في الغابات والبادية بعيد تساقط الأمطار، خاصة في حالة استخدام المركبات أو آليات الحراثة، وهو ما يؤثر سلبا على بناء التربة، فيما ينصح مربو الماشية بالتريث وعدم الرعي المباشر لدى بزوغ بادرات النباتات الحولية أو براعم الشجيرات المعمرة، لإعطائها فرصة لإكمال دورة الحياه والاستمرار في المواسم المقبلة.
وتابع: ينصح المزارعون، أيضا، باستخدام وسائل الحصاد المائي على مستوى المزرعة، كالتحويض حول الأشجار أو عمل حفائر ترابية للاستفادة من الأمطار وتجميعها، إما لسقاية المواشي أو لري المزروعات.
أما في وادي الاردن فإن الإرشاد الزراعي ينصح بتشغيل نظام الري أثناء سقوط الأمطار في المناطق المزروعة والمروية إذا كانت كمية الأمطار أقل من 20مم، لطرد الأملاح خارج منطقة المجموع الجذري.
وأضاف: “كما ينصح مربو المواشي بإبعادها عن المنخفضات والوديان المعرضة للسيول، والبحث عن أماكن مناسبة لها، فضلا عن التأكد من التهوية المناسبة ومنع تسرب الأمطار والرياح داخل الحظائر، ووضع صغار المواشي في مناطق بعيدة عن الرياح والأمطار، والعمل على توفير التدفئة المناسبة لها، كما ينصح النحالون بالتأكد من إغلاق مداخل خلايا النحل بشكل جيد، لمنع دخول الهواء الشديد والأمطار إليها”.
وقال: “في حالة حدوث الصقيع، على المزارعين اتخاذ الحيطة والحذر ومتابعة نشرة الأخبار الجوية، للقيام بعملية التدفئة داخل البيوت المحمية، واستخدام الري الرذاذي في الحقل المكشوف، للتخفيف من تأثير الصقيع على المزروعات.
وأضاف: “بالنسبة للأشجار حديثة الزراعة غير متساقطة الأورق، والتي هي أقل تحملا للصقيع، يمكن حمايتها بتجميع القش والأعشاب حولها أو لفها بالخيش، كما ينصح المزارعون بمراجعة محطات المركز الوطني المنتشرة في المملكة، مثل مرو، والمشقر، والربة، والغوير، والخالدية، والرمثا، والمركز الرئيسي في البقعة لمزيد من النصائح والإرشادات، وخاصة المتعلقة بمكافحة الأعشاب وإضافة الأسمدة للمحاصيل الحقلية”.