مرايا – محمد فخري – التفكير كان بعد أوسلو إنه ينتهي الصراع والحل يكون بالإتفاقيات والمعاهدات ، حركة الجهاد الإسلامي ما كانت تآمن بطريق للتحرير إلا من فوهة البنادق والأشلاء اللي لازم تتطاير ، دم الشهداء هو اللي بحدد طريقة التفاوض ، تم التخطيط لعملية بتاريخ 22/1/1995 ، وكانت عملية معقدة وكانت كرد على التجمعات الصهيونية القذرة اللي قتلوا الأطفال باللبنان وبفلسطين ، وكتذكير إنه الشعب والمقاومة اللي بتقرر وبتحدد ، وكتذكير بالوجود والتمسك بالأرض ، عملية كانت صعبة من حيث المكان وتفاصيل العملية والتخطيط ، تم إختيار 3 مجاهدين للتنفيذ وتم تحديد المكان بمحطة بيت ليد – أم خالد “نتانيا” ، وكان الإستهداف سلاح الطيران الصهيوني اللي هو رأس القوة الصهيونية ، وكان الإختيار لسلاح الطيران من بعد إنساني بعيد عن ما يسمى بالمدنيين ويكون أكثر ألم للكيان ، بالفعل تم تجهيز عبوات ناسفة كل عبوة 14 كيلو متفجرات تي ان تي ، بكل عبوة قرصين ألغام ، تم نقلها قبل العملية عن طريق محمود الزطمة ، بعدها لبس المجاهدين الزي الصهيوني للتمويه وانتقلوا بشكل فردي وإلتقوا عند معبر إيرز ، بعد اجتياز الحواجز والكاميرات بمعجزة إلهية ، ووصلهم إشعار إنه المجاهد الثالث شادي الكحلوت تعذر وصوله وكملوا العملية لحالكم ، نقلهم المجاهد عبد الرحيم البلبيسي لمكان العملية وكانوا مجاهدين 2 ، صلاح شاكر إبن مخيم رفح ممرض وعانى بالأسر وإنصاب 7 مرات بالمقاومة وعانى بمجزرة الأقصى بعد ما اشتغل بطواقم الإسعاف ، والمجاهد الثاني أنور سكر من حي الشجاعية من غزة نجار موبيليا أعتقل مرتين بتهمة الانتماء لحركة الجهاد ، كانت الخطة بتقدم مجاهد بين تجمع الجنود بفجر نفسه ، وبعدها بدقائق بتقدم المجاهد الثاني بفجر نفسه كمان مرة بنفس المكان ، والثالث بلحقهم بدقائق ، بالفعل تقدم أنور سكر أول واحد ووقف بين الجنود الساعة 9:20 ص وفجر نفسه ، وتطايرت الجثث والنار والأشلاء ، بلش الخوف والصدمة يسيطر على الباقي وبلشوا يعيطوا وتجمعوا يتفقدوا بعض ويطفوا الجثث المولعة ، بهاي اللحظة صلاح شاكر بكل هدوء تسلل بينهم ووقف بنصهم وفجر نفسه بالباقي بالزبط 9:23 ص ، صار في فجوة بالأرض والجثث عبارة عن قطع موزعة والدم والنار والدخان معبي المنطقة ، المنظر كان خرافي ؛ جثث بكياس بيضة وجثث مقطعة وجنود بعيطوا وجنود خايفين ، سيارات الإسعاف لا تعد ولا تحصى ، محطة بيت ليد كانت عبارة عن جهنم ، وكانت كل القنوات بتحكي :
عملية إستشهادية مزدوجة في بيت ليد أدت لمقتل 26 جندي وإصابة 80 آخرين وحالتهم متوسطة وصعبة ،
عملية هزت الكيان وهزت كل صهيوني ، المستوطنين عرفوا انه ما في مكان آمن وجيشهم ما بقدر يحمي نفسه عشان يحميهم ، عملية وصلت رسالة للسلطة ولأبناء أوسلو رسالة إنه ما في غصن زيتون وما في سلام ولا اتفاقيات ولا معاهدات ،في دم وبنادق ومقاومة ، الكيان وقف عاجز قدام هالإشي !
ملخص العملية كان بمقولة إسحق رابين لما وقف قدام الجثث وحكى :
ماذا تريدونني أن أفعل ؟
أعاقبهم بالموت ؟
إنهم يريدونه ويأتون هنا لأجله !
“شعب بدور على الموت بدك تعاقبه بالموت”