مرايا – القصة بلشت ع الفجر قبل 3 سنوات ، كنت نايم بفراشي وفجأة أجت مدرعات وجنود صهاينة كثير ع قرية النبي صالح وإعتقلوني من نص بيتنا ، قعدت 3 شعور بسجن عوفر ذقت كل مرغرة العالم بالتعذيب والضرب وبعدها طلعت ، وكان سبب الإعتقال إني بطلع مظاهرات ضد الأراضي المسلوبة وضد الإستيطان ، كبرت شوي وكبرت معي مقاومتي ، صرت أرمي حجار وأشتبك مع الجنود وتعرضت للموت بأي لحظة وكنت قريب منه ، كنا نتعرض لإعتقالات وأمياتنا وأهلنا يجوا ويخلصونا من الجنود ، كانت قريتنا فش فيها فرق أعمار كان فيها بس مقاوم وما في عمر محدد ، البنت والشب ، الكبير والصغير كلهم مقاومين ، هيك حالنا بالقرية بننولد وبنرضع كرامة ومقاومة وبنكبر عليها لحد ما الواحد ينأسر أو يستشهد ، راحت الأيام وأجت الأيام وأعلن ترامب نقل سفارته للقدس وإعترف بالقدس عاصمة للكيان ، هبت الناس من كل قرية ومن كل مدينة ومن كل البلدان للإعتصام والإستنكار ورفض هالقرار ، وكالعادة قريتنا قرية النبي صالح بدون أي مقدمات كانت من طرف واحد بس ، أهالي القرية ضربوا وطلعوا ورموا حجار وعملوا كلشي بدون أي ردت فعل من الكيان غير الإعتقال ، وبتاريخ 15/12/2017 ، كنت أنا وصحابي كر وفر ، نراقب ونشوف وين الجنود عاملين كمين ونكشفهم ، رفعوني صحابي على سور إرتفاعه 3 متر عشان أشوف شو في ورا هالسور ، أول ما طليت راسي لقيت جندي حامل سلاحه وطخني !
طلقة مطاطية دخلت من تحت عيني اليسار ووقفت بنص مخي ، إوقعت على الأرض على وجهي وقعت جامدة والدم والنزيف من راسي بتعبى بخزانات ، مضلش دم بجسمي من كثر النزيف ، حملوني أهل القرية وعلى مركز صحي ببيت ريما بس اللي بالمركز معرفوش شو يعملولي والنزيف شغال ، حولوني على المستشفى الإستشاري برام الله ، بالطريق وقفونا الجنود عند الحاجز وحجزونا بس لما شافوا شكلي والدم خافوا وسمحولنا نكمل على المستشفى ، وأهل القرية ما قصروا عملوا حملة تبرع بالدم إلي ودخلت على العملية الساعة 10 بالليل ، بالعملية كان في دكاترة وممرضين كثير كان في أطباء أخصائيين دماغ وجراحة وأعصاب وفك وتخدير ، العملية خلصت الساعة 5 الفجر وإستمرت 7 ساعات وطلعوا الطلقة بعد معاناة ، صابني إلتهاب رئوي لإني إستنشقت وبلعت دم كثير ، ضليت أسبوع كامل ما بتحرك وأعطوني إبر بتخليني أنام لإنه ما رح أتحمل الوجع ، قصوا من جمجمتي وشالوا عظم كثير من راسي عشان يطلعوا الطلقة من قاعدة المخ وضل وضعي غير معروف لحد ما أصحى ، صحيت بعد أسبوع وتحسنت حالتي ، لقيت قرار ترمب لساته وما في الا شهداء وأسرى عدادهم بزيد ، كثير ناس إستشهدت وكثير ناس إنأسرت منهم بنت عمي عهد ، كنت محظوظ ما إنأسرت ولا إستشهدت وعشان هيك ما حد عارف اشي عني ولا حد داري عني ولا عن وجهي ولا عن شكلي اللي بخوف وبحزن ، شعب وعالم إفتراضي بتفاعل مع اللي بشوفه وبحسش إنه في كثير أطفال زي عهد قدموا أكثر منها حتى وخسروا حالهم وشكلهم وحياتهم وأهلهم بس ما حد صورهم ولا حد شافهم كيف بقاموا ، ما بفضل بنت ع شب ولا العكس ولا حتى بفضل حد على حد ، بس المقاوم مش واحد وما بنحصر بواحد ، المقاوم في أسير في مصاب في شهيد في لسا ما صابه اشي ، الشعب الفلسطيني كله مقاوم اللاجئ مقاوم الحي مقاوم ؛ كل فلسطيني بتنفس هوا وبحكي عن حاله فلسطيني هو مقاوم ، وحودنا وحياتنا مقاومة ، أنا حاليا بالبيت ممنوع أطلع من البيت لمدة 6 شهور عشان راسي فش فيه عظم ، ممنوع أروح على المدرسة ولا على الشارع ولا حتى أرجع أقاوم ، أنا الطفل صاحب 15 سنة صاحب أجمل وجه عام 2017 ، أنا محمد فضل التميمي صاحب الضريبة اللي شاهدة على جرائم الكيان . ( محمد فخري )

الطفل محمد التميمي مقاوم بعيد عن الكاميرات
ضريبة الإحتلال والصمت العربي