مرايا –

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات الجوية الأميركية على إيران، فجر الأحد، “دمّرت بشكل تام وكامل” ثلاث منشآت نووية مستهدفة، وهدّد بضربات أخرى أشدّ إذا لم تسعَ طهران إلى السلام أو بادرت إلى الرد.

 

وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض، بعد انضمام بلاده إلى العملية العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية الإيرانية، وصف ترامب الهجمات الأميركية بأنها “نجاح عسكري باهر”.

 

وكان ترامب أعلن، قبيل ذلك، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن طائرات أميركية استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران.

 

وتعهّدت إيران بالرد على القوات الأميركية الموجودة في المنطقة، إذا تدخلت واشنطن في الحرب.

 

وقال الرئيس الأميركي في خطابه القصير: “تم تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسة في إيران بشكل تام وكامل. على إيران المتنمّرة في الشرق الأوسط أن تصنع السلام الآن”.

 

وأضاف ترامب، الذي كان محاطا بنائبه جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو: “إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير”.

 

وكان ترامب قد قال، في وقت سابق عبر منصة “تروث سوشال”، إن “حمولة كاملة من القنابل” أُسقطت على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، واصفا إياها بأنها “الموقع الرئيسي”.

 

وأكد أن “جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأميركيين العظماء”.

 

“إشعار مسبق” لإسرائيل

 

وكانت تقارير إعلامية أفادت، مساء السبت، بأن قاذفات أميركية من طراز “بي 2″، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، كانت في طريقها إلى خارج الولايات المتحدة.

 

ولم يذكر ترامب نوع الطائرات أو الذخائر الأميركية التي استُخدمت في استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

 

في إيران، أفادت وسائل إعلام محلية بأن هجوما طال أجزاء من منشآت فوردو وأصفهان ونطنز النووية.

 

وأكدت السلطات الإيرانية عدم وجود “أي خطر” على سكان مدينة قم، جنوب طهران، عقب الهجوم الأميركي على منشأة فوردو النووية المبنية في منطقة جبلية قرب المدينة.

 

وقال “المركز الوطني لنظام السلامة النووية”، التابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنه “لم يتم تسجيل أي علامات على تلوث… لذلك لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع”.

 

وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران ستواصل أنشطتها النووية رغم الهجمات الأميركية.

 

وتحدث ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الضربات، وفق مسؤول في البيت الأبيض، قال أيضًا إن واشنطن “أعطت إسرائيل إشعارًا مسبقا قبل الضربات”.

 

وشكر نتنياهو الرئيس الأميركي، معتبرًا أن الضربات الأميركية تثبت أن الولايات المتحدة “لا نظير لها”.

 

كما أكد أن الهجوم تم “بالتنسيق الكامل” مع بلاده، وتوجه إلى مواطنيه قائلا إن وعده بتدمير النووي الإيراني “تم الوفاء به”.

 

وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي بعد الهجوم، ورفع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب، مع السماح فقط بالأنشطة الضرورية حتى إشعار آخر.

 

ويشمل الحظر المعلن في إسرائيل “الأنشطة التعليمية، والتجمعات، والأنشطة في أماكن العمل، باستثناء القطاعات الضرورية”.

 

وجاء الهجوم الأميركي بعد أن صرّح ترامب، الخميس، بأنه سيقرر “خلال أسبوعين” ما إذا كان سينضم إلى حليفته إسرائيل في مهاجمة إيران، لكنه حسم قراره قبل ذلك بكثير.

 

وصعّد الرئيس الأميركي من لهجته ضد إيران في الأيام الأخيرة، مكررا إصراره على أنها لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا أبدا.

 

وتبادلت إسرائيل وإيران موجات متتالية من الضربات، منذ بدأت إسرائيل حملتها الجوية في 13 حزيران، بعد اعتبارها أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي.

 

وتوعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، السبت، برد “أكثر تدميرا” إذا استمرت حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة منذ تسعة أيام، قائلا إن الجمهورية الإسلامية لن توقف برنامجها النووي “تحت أي ظرف من الظروف”.

 

وقالت إسرائيل، السبت، إنها هاجمت موقع أصفهان النووي الإيراني للمرة الثانية، فيما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي تعرضت للقصف.

 

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، فجر الأحد، إطلاق “طائرات مسيّرة انتحارية” ضد “أهداف استراتيجية” في أنحاء إسرائيل.

 

وتنفي إيران سعيها لتطوير قنبلة ذرية، وقد شدد بزشكيان، السبت، على أن حق بلاده في برنامج نووي سلمي “لا يمكن أن يُنتزع… بالتهديدات أو الحرب”.

 

وزار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إسطنبول، السبت، لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة النزاع.

 

وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد التقوا عراقجي في جنيف، الجمعة، وحثوه على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، التي توقفت مع بدء الحرب.

 

وأدانت حركة حماس الفلسطينية “العدوان الغاشم” على إيران، محملةً واشنطن وتل أبيب “المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة” له.

 

كما دان المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” في اليمن “العدوان الأميركي الغاشم والجبان الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية”.

 

وقال الحوثيون في بيان إن الهجوم يمثل “عدوانا سافرا على دولة ذات سيادة، وانتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية، وتصعيدا خطيرا، وتهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي”.

 

وكان الحوثيون قد هددوا، عشية الهجمات الأميركية، باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، في حال تدخلت واشنطن إلى جانب إسرائيل.

 

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجمات الأميركية “تصعيدا خطيرا في منطقة على حافة الهاوية”.

 

وقال في بيان: “في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى”، مضيفا: “لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام”.