استشهد ستة فلسطينيين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مدينة جنين ومخيمها؛ مما رفع عدد الشهداء منذ بداية العام الحالي إلى 74.

وأصيب 26 آخرون بالرصاص الحي، بينهم ثلاث إصابات وصفت بالخطيرة.

وأدان الأردن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات المتواصلة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين الثلاثاء، وحملت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد “الخطير”.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن قوات الاحتلال استهدفت بصاروخ واحد على الأقل، منزلا في مخيم جنين، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه، وانتشر العشرات من القناصة على أسطح البنايات التجارية والسكنية في جنين ومخيمها.

وأشارت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية إلى أن أحد الشهداء يُشتبه في أنه أطلق النار على شقيقين من مستوطنة يهودية قريبة من قرية حوارة الأسبوع الماضي.

وأظهرت لقطات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي طائرات هليكوبتر تحلق فوق رتل آليات عسكرية تدخل المدينة، وهي أحد المراكز الرئيسية للفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة.

وصارت حوارة، وهي قرية فلسطينية قريبة من تقاطع طرق رئيسي شهد اشتباكات متكررة بين المستوطنين والفلسطينيين، أحدث بؤرة للتوتر في الضفة الغربية المحتلة.

وهاجم مستوطنون إسرائيليون سكان القرية مساء الاثنين التي كانت مسرحا لهجوم عنيف شنه عشرات المستوطنين الأسبوع الماضي؛ ردا على مقتل شقيقين إسرائيليين بالرصاص.

وفرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي وشرطة الحدود حشدا قال الجيش إنهم “عدد من مثيري الشغب الذين يشنون أعمال عنف” في حوارة.

وقال عمر خليفة، الذي كان انتهى لتوه من التسوق في متجر وركب السيارة مع عائلته عندما وقع الهجوم “كانت زوجتي جالسة في الكرسي الخلفي للسيارة، واحتضنت ابنتنا لحمايتها. كان من الممكن أن نفقدها، وكان هناك خطر حقيقي على حياتنا”.

وأظهرت لقطات أخرى جنودا إسرائيليين يرقصون مع مستوطنين يهود في البلدة؛ احتفالا بما يُسمى بعيد المساخر اليهودي، بينما يُسمع صوت يقول بالعبرية “حوارة تم غزوها يا سادة!”

ولم يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على سؤال حول لقطات الجنود الراقصين مع المستوطنين في رده على طلب للإدلاء بمعلومات عن الواقعة. ولم يرد فورا على سؤال من رويترز حول ما إذا كان قام بأي اعتقالات.

وفي الأسبوع الماضي، أضرم مستوطنون النيران في عشرات السيارات ومنازل في حوارة بعد مقتل شقيقين بالرصاص على يد ما يشتبه أنه مسلح فلسطيني بينما كانا يجلسان في سيارة عند نقطة تفتيش قريبة.

وقوبل الهجوم، الذي وصفه قائد عسكري إسرائيلي كبير بأنه “مذبحة” بغضب وتنديد من المجتمع الدولي، وزادت ردود الفعل حدة عندما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن حوارة يجب أن “تمحى”. وتراجع الوزير، المسؤول عن بعض جوانب إدارة الضفة الغربية، عن هذه التصريحات في وقت لاحق.

وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعواته للجانبين بتهدئة التوترات في الضفة الغربية. ويُتوقع أن يثير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مسألة العنف خلال زيارته للمنطقة هذا الأسبوع.