مرايا –

شكل تصريح السفير الهولندي في عمان، هاري فيرفاي، بعد لقائه وزير الدولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول، تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة، وخرقا للأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة المعتمدة بهذا الإطار.
وكان السفير الهولندي، طلب ترخيص إذاعة مجتمعية لشخص غير أردني وغير هولندي، وعبر عن مخاوفه من تراجع الحريات الإعلامية في الأردن، في وقت توجد فيه أنظمة وقوانين تحكم وتنظم ترخيص أي إذاعة، وفق قوانين وأنظمة محددة لا يجوز تجاوزها و/أو الإخلال بها.
ووفقا لميثاق الأمم المتحدة، فإنه لا يحق لأي دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لأي دولة أخرى، وترى أن أي انتهاك لمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشؤون الداخلية والخارجية للدول، يشكل تهديداً لحرية الشعوب ولسيادة الدول واستقلالها السياسي ولسلامتها الإقليمية، وتهديداً لتنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويعرض أيضاً السلم والأمن الدوليين للخطر.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، من جانبها، عبرت عن رفضها لتصريح السفير وأبلغته استغرابها وتدخله في معاملة طلب ترخيص إذاعة لشخص غير أردني وغير هولندي، ويتم التعامل معها وفق القوانين والأنظمة وبشفافية مطلقة، وأنه من غير المفهوم تدخل سفير يمثل دولة صديقة في قضية تحكمها القوانين والأنظمة.
وأكدت أن الأردن منفتح دائماً على الحوار الصريح الذي يقارب كل القضايا مع كل الدول الشريكة والصديقة عبر القنوات الدبلوماسية والاتصالات المباشرة، ووفق الأعراف الدبلوماسية، لكنه لا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية، مشددة على أن الأردن وهولندا تربطهما علاقات صداقة وشراكة قوية وتاريخية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والحوار المباشر، وهناك حرص على تطوير هذه العلاقة في مختلف المجالات.
ولاقت تصريحات السفير استنكارا واستهجانا واحتجاجا من دول شقيقة؛ حيث استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفير مملكة هولندا لدى الإمارات وأبلغته احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين لتدخل سفير بلاده في عمان، بالشؤون الداخلية للأردن، وفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأكدت الوزارة، في بيان لها، تضامن الإمارات مع المملكة، واحتجاجها الشديد على التصريحات غير المسؤولة والخارجة عن الأعراف الدبلوماسية، التي أدلى بها السفير الهولندي يوم 19 تشرين الأول (اكتوبر) الحالي، وتعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة.