مرايا –

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، تعبئة جزئية للجيش الروسي، ردود أفعال عالمية واسعة، امتدّت لتداعيات اقتصادية إثر مخاوف من تصعيد الحرب في أوكرانيا، ونقص المعروض من النفط والغاز، ما أدى إلى ارتفاع أسعارهما، وهبوط الأسهم الأوروبية وتراجع الروبل الروسي مقابل ارتفاع الدولار الأميركي.

وأكد بوتين تأييده لانضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزاباروجيه إلى روسيا، وأعلن التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط.

وقال إن روسيا ستتخذ كل الخطوات الضرورية للدفاع عن سيادتها وأراضيها بكل الوسائل المتاحة.

الأسهم الأوروبية
تراجعت الأسهم الأوروبية عند الافتتاح، اليوم، مع تعبئة روسيا جزئياً لمزيد من القوات، ومخاوف المستثمرين بشأن رفع سعر الفائدة الثالث على التوالي من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في وقت لاحق اليوم.

وانخفض مؤشر STOXX 600 على مستوى القارة بنسبة 0.3%، مع تراجع معظم قطاعاته الفرعية.

وانخفض مؤشر قطاع التكنولوجيا الحساس لسعر الفائدة بنسبة 1.2%، فيما ارتفعت أسهم شركات الطاقة بنسبة 1% وسط قفزة في أسعار النفط عقب أنباء التعبئة.

ومن المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الإقراض القياسي بمقدار 75 نقطة أساس في وقت لاحق من اليوم، مواصلاً حربه الشرسة ضد التضخم المرتفع.

ويتوقع بعض المتداولين أيضًا أن يقوم البنك المركزي الأميركي بزيادة الأسعار بنقطة مئوية كاملة.

الدولار الأميركي
قفز الدولار اليوم لأعلى مستوى له في عقدين، إذ هزت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التعبئة العسكرية واتهاماته للغرب الأسواق قبل رفع مرجح حاد في أسعار الفائدة من المركزي الأميركي.

وأمر بوتين اليوم بأول تعبئة للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، وأنذر الغرب من أنه إذا واصل ما وصفه بأنه “ابتزاز نووي” فإن موسكو سترد بقوة كل ترسانتها الضخمة.

وقدمت تلك الأنباء لمؤشر الدولار دفعة قوية، وهو المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من كبرى العملات المنافسة، إذ ارتفع بأكثر من 0.5 %، إلى 110.87 وهو أعلى مستوى منذ 2002.

ووقع عبء البيع بسبب تلك الأنباء على العملات الأوروبية، إذ فاقمت تصريحات بوتين من المخاوف المتعلقة بآفاق الاقتصاد بالنسبة لمنطقة تعاني بالفعل من تبعات تقليص روسيا لإمدادات الغاز.

وتراجع اليورو لأدنى مستوى في أسبوعين مسجلا 0.9885 دولار على مقربة من أدنى مستوى في عقدين الذي وصل له في وقت سابق هذا الشهر، وهبط اليورو في أحدث تداولات بنسبة 0.6 %، مسجلا 0.9912 دولار.

ونزل الإسترليني 0.4%، مسجلا مستوى منخفضا جديدا هو الأدنى في 37 عاما عند 1.1304 دولار حتى قبل تصريحات بوتين.

وارتفع مؤشر الدولار حتى الآن هذا العام 16%، وفي طريقه لتسجيل أكبر زيادة سنوية منذ عام 1981.

ويقول محللون إن أجواء الغموض الجيوسياسي المتنامي تزيد من قوة الدولار.

الروبل الروسي وبورصة موسكو
تراجع مؤشرا بورصة موسكو والروبل الروسي، اليوم، بعد إعلان الرئيس الروسي التعبئة الجزئية في البلاد.

وبحلول الساعة 10:11 بتوقيت موسكو، تراجع مؤشر البورصة الروسية للأسهم المقومة بالروبل MICEX بنسبة 2.64% إلى 2157.30 نقطة.

في حين انخفض مؤشر البورصة للأسهم المقومة بالدولار RTS بنسبة 3.85% إلى 1115.64 نقطة، وفقا لبيانات بورصة موسكو.

كما تعرضت العملة الروسية الروبل لضغوطات، إذ ارتفع سعر صرف الدولار بواقع 60 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيك) إلى 61.19 روبل، فيما صعد اليورو بنحو طفيف بواقع 3 كوبيكات إلى 60.48 روبل.

النفط
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في بداية تعاملات اليوم، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للقوات المسلحة للحرب في أوكرانيا، في تصعيد يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاضطراب في إمدادات الطاقة.

وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأميركي اليوم إلى أكثر من 85 دولارا للبرميل، بعد تذبذب السعر في بداية التعاملات.

وارتفع سعر النفط بنسبة 2% إلى 58ر85 دولار للبرميل من خام غرب تكساس الوسيط تسليم تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في حين ارتفع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي بنسبة 8ر1% إلى 24ر92 دولار للبرميل تسليم تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

الغاز الأوروبي
قفزت أسعار الغاز الأوروبي بسبب مخاطر الشتاء مع تصعيد بوتين حرب أوكرانيا حيث بإعلان تعبئة جزئية للقوات العسكرية.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا مع تقييم التجار لأمن إمدادات الشتاء مع تصعيد روسيا لحربها في أوكرانيا، حتى مع تكثيف الدول لجهودها لمنع أزمة الطاقة من التزايد، وإعلان ألمانيا تأميم شركة Uniper في محاولة لتجنب انهيار الطاقة.

وتمثل التعبئة الجزئية للجيش تصعيداً خطيراً للصراع في أوكرانيا، لكن كييف التي تمكنت من استعادة بعض المناطق خلال الأيام الماضية، قالت إن خطوة موسكو كانت “متوقعة”، وفقاً لمستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك، الذي أفاد أن إعلان بوتين يُظهر أن الحرب “لا تسير وفقاً لخطته”.