مرايا – قال وزير خارجية الجمهورية اليمنية أحمد عوض بن مبارك، الاثنين، إن العلاقات الأردنية اليمنية تاريخية وبين البلدين مصالح مشتركة، معربا عن شكره للأردن لدعمه اليمن.

وأضاف بن مبارك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية أيمن الصفدي أن الأردن وقف دائما إلى جانب اليمن ولعب دور مهما باستضافة حوارات داخلية يمنية سواء بما يتعلق بفتح الطرق أو التنمية أو ملف الأسرى.

“نحن على تنسيق دائم مع الأردن الذي يدعم الحل السياسي في اليمن وهذا ما نريده لأن الحرب فرضت علينا” وفق بن مبارك

وأعلن وزير الخارجية اليمني الذي يزور الأردن لثلاثة أيام عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى الأردن، مشيرا لتوقيع بروتوكول للتعاون والتنسيق السياسي مع الأردن.

وشدد بن مبارك على دعم أي حوار لتمديد الهدنة طالما سيقود إلى سلام مستدام، مشيرا بذات الوقت إلى أن هجمات الحوثيين لم تتوقف خلال الهدنة على القوات الحكومية.

أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الاثنين، مباحثات موسعة مع وزير خارجية الجمهورية اليمنية أحمد عوض بن مبارك تتناول سبل تعزيز آفاق التعاون بين البلدين، والجهود المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، والمستجدات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي رده على سؤال “المملكة” خلال المؤتمر قال “نحن لم ندخر جهدا في يوم من الأيام منذ بدء الحرب لأي فرصة ولأي هدنة إلا وتعاملنا معها إيجابيا في كل محطات المبادرات (…) قبل سنتين كان هناك مبادرة سعودية على الطاولة وكانت هذه المبادرة ستجنب اليمنيين مزيدا من الدم وإراقة الدماء وكانت تعالج كثيرا من القضايا التي نحن اليوم فيها وظلت هذه الميليشيات تتهرب من استحقاقاتها لأكثر من عامين ثم أتت هذه الهدنة وتعاطينا معها بمسؤولية كاملة وكحكومة يمنية طبقنا كل عناصرها كل ما يجب علينا أن نطبقه لكن كانت دائما هذه الميليشيات هي من يتهرب من هذه الالتزامات ، في هذه الهدنة”.

وفي حديثه عن مطار صنعاء قال الوزير اليمني: ” فتح مطار صنعاء قضية نحن طرحناها بإلحاح في كل مفاوضات السلام طرحناها في فيينا وطرحناها في ستوكهولم في أكثر من محطة وكانت هذه الميليشيات تتاجر بمعاناة أبناء شعبنا في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي وتتهرب لاستخدام هذه الورقة للمزيد من التجييش والتحشيد. “

“الميليشيا تسيطر على عدد كبير من الموارد ليس فقط الموارد المحصلة من ميناء الحديدة لكن موارد كثيرة أخرى، تصل إلى أكثر من مليار و350 مليون دولار وفي المقابل لا تدفع أي التزامات لا في النفقات التشغيلية للمستشفيات والمؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها ولا في دفع الرواتب” بحسب بن مبارك

وأضاف بن مبارك أن أي إجراءات أو نقاشات ستؤدي إلى التخفيف عن اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين سنكون معها لكن يجب أن تكون على الأسس المتفق عليها.

ويدعم الأردن جهود إنهاء الأزمة اليمنية عِبر حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وبما يُفضي إلى إنهاء الأزمة في اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ويرفع المعاناة عن شعبه ويُلبي تطلعاته في الأمن والسلام.

ويُشيد الأردن بالجهود كافة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، ويؤكد مواصلته تقديم الدعم للبعثة الأممية لليمن التي تتخذ من العاصمة عمّان مقراً لها.

ورحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، الأربعاء الماضي، بالاتفاق على تمديد الهدنة في اليمن، وتجديد الالتزام بها.

وأعلنت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء، تمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، مشيرة إلى أن الاتفاق يتضمن التزاماً من طرفي النزاع الدامي في البلد الفقير بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.

وسبق أن وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون مطلع حزيران/يونيو على التمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقد أتاحت الهدنة استئناف رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، إلى عمّان والقاهرة، كما مكّنت ناقلات النفط من الرسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، في مسعى لتخفيف حدة النقص الحاد في الوقود.

ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.