مرايا – اذا كُتب للشاب محمد النابلسي, اكمال مهمته في وزارة الشباب, فأظن بما يشبه اليقين, انه قادر على اخراج الوزارة من دائرة الاستعراض الى دائرة الفعل, فقد بدأ عمله بطريقة منهجية, من حيث ترتيب البيت الداخلي قبل الانتقال مع الكاميرات الى الميدان, على قاعدة” شوفيني يا مرة الخال”, فالبيت الداخلي لم يكن مهلهلا فقط, بل تفوح منه روائح كريهة, ولعل ما انتجته الرقابة المالية للوزارة بدعم واضح من النابلسي دليل على ذلك, فالشاب الذي عمل طويلا في المجلس الاقتصادي الاجتماعي, قد بات كهلا في المعرفة بحكم طبيعة العمل والاستفادة من نماذج تقارير حالة البلاد.
التخلص من الروائج الكريهة, ليست الفضيلة الوحيدة, فثمة جهد واضح في وقف الهدر, وتوجيه النفقات الى مواردها الحقيقية, فمشروع الطاقة الذي يشارف على الاكتمال في المدينة الاعز, مدينة الحسين على وشك الانتهاء, وهذا وفر هائل سينعكس على دعم المشاريع الشبابية الريادية بعد ان اوقف النابلسي, نموذج ” يا غلام اعطه الف درهم”, وحسم ملفات لا تقل خطورة في الاندية الشبابية التي استأثر بها جماعات “الى الابد”, وكأن النادي مزرعة او وسية, وهناك مشروع لاسترداد دور مراكز رعاية الشباب المنغلقة او المغلقة.
الخشية الاكبر على سلوك النابلسي, ليس من رحيله او مغادرة مقعد الوزارة, بل الخشية من انصار ابقاء الوضع القائم وتأبيده, الذين افتعلوا الحرب مبكرا مع النابلسي, بعد أن اوقف النابلسي الاعطيات والكرم الزائد في الهدر على حساب الخزينة, ومن يراجع عطاءات وزارة الشباب والسلوك الانفاقي في مكتب الوزير والمنح التي اضاعت عشرات الالوف على الخزينة سيعرف لماذا الهجمة التي بدأت على النابلسي, من كسره الحجر الى آخر الاتهامات.
محمد النابلسي ليس طارئا على العمل العام, كما انه لم يرتدي ثوب التوريث, بل استند الى جهده وعمله, رغم انه يملك من الارث الكثير لكي يقتحم الفضاء العام دون وجل.