أكّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، السبت، أن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب دبلوماسية عربية مُبادرة تقود جهود حل الأزمات الإقليمية، وتأخذ المنطقة نحو مستقبلٍ يسوده الأمن والاستقرار والإنجاز.

وأشار الصفدي في بيان، إلى ضرورة تفعيل الدور العربي الجماعي في جهود حل الأزمات الإقليمية، وذلك في كلمة ألقاها بصفة متحدث رئيس في جلسة حوارية بعنوان “الدبلوماسية والردع”، والتي عُقدت ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة لقمة الأمن الإقليمي “حوار المنامة”، وشارك فيها وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني ووزير خارجية العراق فؤاد حسين.

وأكّد الصفدي أن “السلام والاستقرار في المنطقة لا يُمكن أن يتحققا من دون حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

وقال الصفدي إن “المنهجيات التي ترتكز إلى سياسية التعايش مع الأمر الواقع في مقاربات التعامل مع أزمات المنطقة، غير مقبولة؛ ذلك أنها لن تنتج الحلول التي تحتاج إليها المنطقة”.

وأضاف الصفدي أنّه “لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، وألّا بديل عن حل الدولتين”، مُحذرا من أن “تقويض حل الدولتين سيقود إلى تكريس، حقيقة الدولة الواحدة، وهذه ستكون حقيقة بشعة تكرس التمييز العنصري، والتي لن يتحقق السلام في ظلها”.

وشدّد الصفدي أيضا على أن “المقاربات المبنية على التعايش مع الأمر الواقع غير مقبولة فيما يتعلق بالأزمة السورية التي يجب أن تنتهي عبر حل سياسي يكون للدول العربية دور رئيسي في الوصول إليه”.

وحذّر الصفدي من “الانعكاسات الخطيرة لتراجع الاهتمام الدولي بقضية اللاجئين، وانخفاض الدعم المقدم لهم”، مؤكدا أن “عبء اللجوء هو مسؤولية دولية لا يجوز أن تتحمله الدول المستضيفة وحدها”.

وأكّد الصفدي، “ضرورة دعم العراق واستقراره”، لافتا إلى “أهمية حماية النصر الكبير الذي حققه العراق الشقيق على الإرهاب بتضحيات كبيرة”.

وقال الصفدي إن “الوضع الطبيعي هو مواجهة الأزمات الإقليمية وانعكاساتها السلبية”، مشيرا إلى أن “الأردن سيظل يبذل كل جهد ممكن من أجل حل هذه الأزمات وتحقيق السلام العادل والشامل والاستقرار في المنطقة”.

كما شدّد على “أهمية تفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، من خلال تفعيل آليات التعاون في مختلف المجالات”.

إلى ذلك، التقى الصفدي على هامش أعمال مؤتمر حوار المنامة، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، حيث جرى استعراض آفاق التعاون مع إقليم كردستان العراق. وأكّد الصفدي وقوف المملكة الكامل إلى جانب العراق والشعب العراقي في تحقيق تطلعاته بمستقبل مزدهر.

كما التقى الصفدي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في اجتماع، أكّد الصفدي خلاله الحرص المشترك على تعزيز العلاقات ثنائيا، وعلى مستوى آلية التعاون الثلاثي مع جمهورية مصر العربية. وشدّد الوزيران على أهمية متابعة مشاريع التعاون والتكامل في المجالات المختلفة، عبر البناء على ما تم الاتفاق عليه في القمم السابقة لقادة الدول الثلاث.

وجدّد الصفدي، “وقوف المملكة مع الأشقاء في العراق في مواجهة التحديات كافة، ودعم جهود الحكومة العراقية لتعزيز الأمن والاستقرار”، مُشددا على أن أمن العراق واستقراره يمثل ركيزةً للأمن الإقليمي.

وأكّد وزير الخارجية العراقي على أهمية البناء على ما تم الاتفاق عليه لتعزيز التعاون والتكامل الثنائي بين البلدين، وعبر آلية التعاون الثلاثي مع جمهورية مصر العربية.

واستعرض الصفدي ووزير الدولة الأقدم لشؤون الدفاع السنغافوري زكي محمد، آفاق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاسيما في المجالات الدفاعية والعسكرية، والجهود المبذولة لتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الصفدي ومحمد، استمرار التعاون والتنسيق بما يشمل جهود مكافحة الإرهاب، خصوصا في إطار اجتماعات العقبة التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني منبرا لتكريس نهج شمولي في مكافحة الإرهاب وظلاميته.

والدورة السابعة عشرة لقمة حوار المنامة، التي تُعقد على مدار ثلاثة أيام، تناقش موضوع “التعددية والشرق الأوسط”، والتحديات الأمنية الأكثر إلحاحا التي تواجه المنطقة.

وتستضيف البحرين أعمال قمة الأمن الإقليمي (حوار المنامة) منذ العام 2004، حيث يجري تنظيمها بشكل مشترك بين وزارة الخارجية البحرينية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ويحظى حوار المنامة في نسخته لهذا العام بمشاركة واسعة من رؤساء وزراء، ووزراء الدفاع والخارجية ومستشاري الأمن القومي، إضافة إلى نخبة من الخبراء، وأصحاب الرأي. كما يُمثل المؤتمر فرصةً هامةً لعقد اللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف بين مسؤولي الدول المشاركة لدفع المبادرات السياسية وتعزيزها ولبحث سبل التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.