قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن تركيا صادقت على اتفاقية التعاون الاقتصادي مع الأردن.

وأضاف، خلال تصريحات صحفية مع وزير خارجية جمهورية تركيا مولود جاويش أوغلو في عمّان، أن “اتفاقية التعاون الاقتصادي مع تركيا ستفتح آفاق جديدة من التعاون الاقتصادي بين البلدين”.

وأكد الصفدي تضامن الأردن مع الأشقاء في تركيا في مواجهة الحرائق التي اندلعت فيها.

وأضاف “عقدنا اجتماعات موسعة ركزت أساسا على العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها، واتفقنا على أن يقوم المختصون في وزارة الخارجية في البلدين وفي الوزارات المعنية على وضع خارطة طريق لتحديد أولويات التعاون الاقتصادي في المرحلة المقبلة”.

“على مستوى العلاقات الثنائية، نتحدث عن تعاون اقتصادي وتعاون ثقافي وآخر في مجال التعليم، وفي مجال مكافحة كورونا، وكل هذه القضايا ستكون محل بحث موسع خلال هذه زيارة الوزير التركي للأردن، وهناك لقاءات ستتبع بين المسؤولين المعنيين من البلدين”، بحسب الصفدي.

وتحدث الصفدي عن مناقشة الشأن الإقليمي مع أوغلو، وخاصة “القضية الفلسطينية هي القضية الأساس بالنسبة لنا ومتفقان على أن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر وأنه لا بد من تحقيق اختراق باتجاه إيجاد أفق سياسي يتيح العودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق القانون الدولي ووفق قرارات الشرعية الدولية سبيلا لتحقيق السلام العادل الذي نريده جميعا خيارا استراتيجيا لنا”.

وتطرق لقاء الوزيرين إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية سبيلا وحيدا لحل الأزمة في قضايا اللاجئين.

“الأردن وتركيا من أكبر الدول المستضيفة للاجئين، وأكدنا أن عبء اللجوء لا يجب أن تتحمله الدول المستضيفة فقط هو مسؤولية دولية وعلى الكل أن يقوم بدوره حتى نستطيع أن نستمر بتقديم العيش الكريم وتلبية احتياجات اللاجئين”، وفق الصفدي.

وأكد الصفدي الموقف المشترك بين الأردن وتركيا في دعم أمن واستقرار العراق، ودعم جهود الحكومة العراقية الحالية في تثبيت الاستقرار وتحسين ظروف العيش للشعب العراقي.

وأشار إلى قناعة مشتركة بأنه “كلما كان هناك تنسيق وتعاون أكثر كلما استطعنا أن نخدم مصالحنا المشتركة وكلما استطعنا أن نسهم بشكل كبير في حل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار الذي نسعى له”.

أوغلو من جانبه، أكد أن تركيا تتابع بتقدير الدور الذي يلعبه الأردن كـ “عنصر استقرار مهم في الجغرافية الصعبة والتطور الازدهار التي تتمتع به في كافة المجالات”.

وأوضح أن اللقاء تطرق إلى الخطوات الواجب اتباعها بخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن الحجم التبادل التجاري بين البلدين يجب أن يكون متوازنا، و”نهدف الوصول إلى هدفنا التجاري المليار دولار في وقت قصير”.

وشكر أوغلو جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني على دعم تركيا بعد كارثة الحريق والسيول والفيضانات التي ضربت البلاد خلال الأسبوع الماضي.

ورأى أن الحوار والعلاقة بين تركيا والأردن وتطويرها “يعد مهما من ناحية استقرار وأمن منطقتنا”.

وعبر عن دعم تركيا لاستقرار العراق ووحدة أراضيه.

وناقش اللقاء “موضوع النازحين وموجات النازحين، والإرهاب والتشدد، والجفاف، ومواضيع أخرى في كيفية مواجهتها وقمنا بتقييمها، إضافة إلى ذلك الوضع ليبيا وأفغانستان، والتطورات في الخليج والعلاقات مع دول الخليج”، وفق أوغلو.

وثمن دور الأردن في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وهو ذو قيمة كبيرة بالنسبة لتركيا، وقال إن بلاده “ستقدم كافة أشكال الدعم بأن تستمر هذه الوصاية من قبل العائلة الهاشمية”.

وجدد التأكيد على دعم تركيا لحل الدولتين، وقال إن بلاده ستقوم “بزيادة جهودنا في الوصول إلى حل الدولتين في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وتناول اللقاء، وفق أوغلو، “الثقل الكبير الذي يقع على عاتق تركيا والأردن فهناك 1.3 مليون لاجئ سوري في الأردن وحوالي 6 ملايين في تركيا وهؤلاء اللاجئين لا يريدون العودة لبلدهم”.

وأكد أن “هناك مبادرة رباعية، وعلينا أن نبذل جهودنا في هذا الإطار ليعودوا (اللاجئين السوريين) لأماكنهم بشكل طوعي وقد توقفت هذه النشاطات بسبب الجائحة”. وقال إن تركيا “تود أن تكون عودتهم بشكل آمن وطوعي ومشرف وسنعمل سويا في هذا الإطار”.