مرايا – قدم “معلم الفقراء” عمر البدور استقالته من وزارة التربية والتعليم، والذي انتشرت قصته بتعليمه أطفال قرية البربيطة بمحافظة الطفيلة خلال توقف المدارس بسبب أزمة كورونا داخل خيمة.
وبدأ البدور عمله في وزارة التربية والتعليم عام 2010 كحارس مدرسة باحدى مدارس محافظة الطفيلة، وفور تسلمه وظيفته بدأ بتلقي الدراسة الجامعية فتخرج الاول على دفعته بتخصص “معلم صف”، ليتابع عمله بوزارة التربية والتعليم لكن بوظيفة معلم في العام 2015.

 

 

وفيما يلي نص الاستقالة:

لطالما ظننت ان اخلاصي بعملي الذي وفقني الله اليه سيلقى اعجاب الجميع ولا سيما زملائي بل ويكون منارة خير وبداية لطريق نصنع فيه مستقبلا جديدا لأبناءنا الذين طمس الزمان اقل حقوقهم وتركهم مهمشين على قارعة الطريق بانتظار رحمة مسوؤل او رأفة إعلام يشكو حالهم بل وكان جل عزمي ان ننهض نهضة رجل واحد ونكون على قلب مخلص صادق تجاه هؤلاء بعيدا كل البعد عن الهراءات والأمجاد الكاذبة او حتى بحث عن منصب يشغل تفكيري عن حبي لهؤلاء فلا والف لا لمكان ينفيني عن قلوب أصبحت جزء مني تعلقت بها تعلق الطفل بأمه.

اعتقدت انني وبرفقة زملائي ومديري ووزارتي الحبيبة سننجز ماتبقى ونرتقي بمستوى التعليم الى الاعلى ونسدد تلك الديون التي تقع على عاتقنا اتجاه وطننا الحبيب، لكن وللأسف حدث عكس ذلك تماما فبدلًا من ذلك الهدف السامي حدث ما يحدث مع كل متميز وهو الاحباط والمحاربة حتى ضاقت بي الأرض بما رحبت فقد تعرضت للإساءة ممن كنت انتظرهم للوقوف بجانبي.

وهنا آخر زميل في المدرسة ذهب بين طلابي ناشرا الاكاذيب والافتراءات بأنني حصلت على مبالغ طائلة جراء ما قمت به من تقديم واجبي حتى اخذ الجميع يرمقني بنظرات الكراهية والتوبيخ وأصبح وجودي عبئا بينهم. بكل امتنان تلقيت الدعم المعنوي من جلالة الملك قائد النهضة وفرسان التغيير باستثناء من هم الاولى بدعمي وتقديم الارشادات وهم زملائي ووزارتي التي انتظرت جاهدا وقوفها بجانب هذا الهدف النبيل لو باقل السبل وهو الدعم المعنوي بدلا عن التغاضي والتهميش أين انت يا وزارة التربية من خطى سيد البلاد وإرشاداته المتفانية نحو الشباب وهمم الوطن كيف ستكوني قدوة لأبناءك ومنهجا حياتيًا ينير طريقهم نحو القمم اذا انت نفسك لم تعرفي طريق الحق ومبدأ التقدير

لذا وأنني اليوم ارفع بين ايديكم استقالتي، لانني ابن هذا الوطن وما قمت به اتجاه طلابي ما كان الا واجبي وساتابع طريقي سواء أبقيت موظفا ام لا فهذا ما يمليه علي ديني وحبي لوطني ولا حديث بعد ذلك…