مرايا – قال الخبير العسكري الأردني، مأمون أبو نوار، إن مناورة “سيوف الكرامة” التي أجراها الجيش الأردني، غربي البلاد، الأسبوع الماضي “رسالة للاحتلال الصهيوني ” ترفض أي إجراءات تمس السيادة الأردنية.

جاء ذلك في حديثه لوكالة الأناضول، عقب تقارير إعلامية إسرائيلية، تحدثت عن أن قيام المناورة المذكورة مقصودة وتهدف “الاحتلال الصهيوني “.

ونفذ الجيش الأردني الأسبوع الماضي مناورة عسكرية أطلق عليها اسم “سيوف الكرامة”، وأقيمت للمرة الـ 19على اللتوالي.

ووصف أبو نوار، المناورة بأنها “رسالة غضب أردنية، إلى الإجراءات الصهيونية العدائية تجاه الأردن”، ومن ضمنها إعلان رئيس وزراء تصريف الاعمال بنيامين نتياهو ضم أراضي غور الأردن والمرتفعات الغربية تحت السيادة الإسرائيلية.

و”غور الأردن”، أو الأغوار الفلسطينية، هي أراض فلسطينية محتلة، تقع شرقي الضفة الغربية، وتمتدّ على مساحة 1.6 مليون دونم (الدونم ألف متر مربع)، وتشكّل ما يقارب 30% من مساحة الضفة.

وتابع: “كما أن الأردن يريد أن يمنع أي شيء يقطع حدوده وبأن يكون وطن بديل، والتصدي لمحاولة التهجير إليه”.

وأضاف: “الأردن يعي تماماً أن اختلال موازين القوى لن يؤدي إلى سلام شامل وإنما هش، وهذا نابع من سياسة الاحتلال العدائية تجاه المملكة”.

ولفت المحلل العسكري الأردني إلى أن “الاحتلال يشن حرب غير معلنة على الأردن بالتعاون مع بعض دول المنطقة (لم يسمها)، انطلاقاً من موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية”.

وأعاد أبو نوار التأكيد على أن “مناورات الجيش الأردني مستمرة وروتينية، ولكن أعتقد أن هذه المرة هي مقصودة ورسالة للاحتلال الصهيوني، والمملكة لا تستطيع تجاهل أي تهديد يمس سيادتها وأمنها”.

ولم يعلق الأردن الرسمي على ما جاء في التقارير الإعلامية الصهيونية .

وكان الملك عبد الله الثاني قد وصف مؤخرا، علاقة بلاد مع “الاحتلال ” بأنها في أسوأ حالاتها حاليا.

وانتهت، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، فترة تأجير منطقتي “الباقورة” و”الغمر” الأردنيتين لـلاحتلال التي نص عليها الملحقان 1/ب و1/ج ضمن اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها البلدان عام 1994.

وينص الملحقان على تأجير المنطقتين لمدة 25 سنة من تاريخ دخول معاهدة السلام حيز التنفيذ، مع تجديد التأجير تلقائيًا لمدد مماثلة، ما لم يُخطر أي الطرفين الآخر بإنهاء العمل بالملحقين قبل سنة من تاريخ التجديد.
وتقع “الباقورة” شمالي الأردن، بينما توجد “الغمر” جنوبه، وتحاذيان الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهما من أراضي “وادي عربة” (صحراء أردنية محاذية لفلسطين).

وكان الأردن قد وجّه خلال العامين الماضيين انتقادات حادة إلى الحكومة الصهيونية بسبب سياساتها في مدينة القدس الشرقية بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص، إضافة إلى الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

ويعتبر الأردن الوصي، على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، حيث تتبع دائرة الأوقاف الإسلامية بالمدينة، له.

وكثيرا ما ساد التوتر العلاقات بين البلدين على خلفية السياسات الصهيونية تجاه الفلسطينيين.