الرزاز يؤكد الحرص على النهوض بعلاقات الصداقة التي تجمع البلدين اللذين يشهدان مرور خمسين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما .
الرزاز: النرويج شريك مهم للاردن خاصة خلال العقد الاخير حيث ساعدت الاردن على تحمل تبعات ازمات المنطقة .
الرزاز: الاردن بوابة للمنطقة وهو بلد امن ومستقر ولديه طاقات وكفاءات بشرية مؤهلة
سولبيرغ : يجب أن لا يترك الأردن وحيدا في تحمل اعباء اللاجئين .

مرايا – بحث رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، خلال استقباله اليوم الأحد في رئاسة الوزراء، رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ، سبل تعزيز آفاق التعاون بين الأردن والنرويج في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأكد الرزاز، خلال لقاء ثنائي تبعه جلسة مباحثات موسعة مع رئيسة وزراء النرويج التي تقوم بزيارة رسمية إلى المملكة تستمر يومين، حرص الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، على النهوض بعلاقات الصداقة التي تجمع البلدين، خصوصا وأنهما يشهدان مرور خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وتم استعراض أوجه التعاون المشترك، والمجالات التي يمكن البناء عليها في تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً الفرص التي يقدمها الاقتصاد الأردني، وما تتمتع به المملكة من موقع جغرافي متميز وترتبط به من اتفاقيات تجارية مع مختلف الدول وكبريات الأسواق الاقتصادية العالمية، ولا سيما اتفاقيات التجارة مع الاتحاد الأوروبي وإمكانية استفادة الأردن والنرويج منها، وبما يخدم مصالحهما المشتركة.

وعلى الصعيد السياسي، تم تناول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والجهود الداعمة لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين، مؤكداً رئيس الوزراء على موقف الأردن الداعم والمتمسك بحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب الرزاز عن تقدير الأردن للدعم والجهود الكبيرة التي قامت بها النرويج إلى جانب العديد من الدول في المجتمع الدولي لتعزيز قدرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، لتتمكن من الاستمرار بأداء دورها والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في قطاعات التعليم والصحة والمعونات الإغاثية. وفيما يتصل بالأزمة السورية، تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لها يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين، فيما تم استعراض الجهود التي يبذلها الأردن في التعامل مع أزمة اللجوء وما يترتب عليها من تحديات اقتصادية وضغوط متفاقمة على قطاعات خدماتية حيوية. وأعرب الرزاز ، خلال المباحثات الموسعة التي حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين في كلا البلدين، عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه النرويج للعديد من البرامج والمشاريع، خصوصا المتعلقة بتعزيز قدرات المجتمعات المحلية في التعامل مع أزمة اللجوء السوري. من جهتها أكدت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ أهمية زيارتها للأردن في ظل الجهود المشتركة بين البلدين للارتقاء بمستوى العلاقات في مختلف المجالات وحرص بلادها على إدامة وتعزيز التعاون والتنسيق مع الأردن حيال مختلف القضايا، لافتةً إلى الجهود التي تقوم بها النرويج لدعم الأردن وقدراته في التعامل مع التحديات المختلفة، وفي مقدمتها أزمة اللجوء السوري. وشددت على استعداد بلادها لتقديم الدعم لقدرات الأردن في مختلف المجالات، وبما يساهم في تحقيق تعزيز الاقتصاد الوطني، وتمكينه من تحقيق النمو وتوفير فرص العمل.

وأعربت عن تقدير النرويج للجهود الكبيرة والمستمرة التي يقوم بها الأردن بجميع مؤسساته وشعبه تجاه اللاجئين المتواجدين على أراضيه، رغم محدودية الموارد والتحديات التي تواجه الاقتصاد الأردني. وأكدت استمرار النرويج، عبر المنظمات التابعة لها وبرامج الأمم المتحدة، في دعم قدرات الأردن وتعزيز إمكانياته في المجال الإغاثي وتقديم الخدمات للاجئين، الأمر الذي يتطلب دعم العديد من القطاعات الحيوية في المملكة، في مقدمتها التعليم والصحة. وكانت وزير الدولة لشؤون الإعلام، رئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، جمانة غنيمات استعرضت، خلال اللقاء، جهود الأردن في تمكين المرأة وتعزيز قدراتها عبر العديد من البرامج التي تنفذها الحكومة، وفي مقدمتها التمكين الاجتماعي والاقتصادي وتوسيع مشاركتها في سوق العمل. وأكدت التزام الأردن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والأمن والسلام، حيث تم أقرت الحكومة الخطة الوطنية الأردنية لتفعيل القرار، وبدأت بتنفيذها مع العديد من الشركاء، من ضمنهم السفراء الممثلين لتحالف المانحين “صندوق الدعم المشترك”، والذي يضم النرويج إلى جانب العديد من الدول الصديقة. وأشارت غنيمات إلى الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن 2020-2025، والتي ستكون بمثابة مرجعية لتحديد أولويات تمكين المرأة، وبما يتوافق مع منظومة الاستراتيجيات والخطط الوطنية المرتبطة بحقوق الإنسان والخطة الوطنية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325 وخطة الاستجابة للأزمة السورية، والتي من المتوقع أن يتم إطلاقها مع مطلع العام المقبل، بعد أن يتم التوافق عليها مع مختلف الشركاء والجهات المعنية.

وتطرقت المباحثات إلى التحديات والضغوط التي تتسبب بها أزمة اللجوء السوري على قطاعات عديدة، في مقدمتها قطاع التعليم، حيث تم تقديم إيجاز حول الأثار التي يعانيها هذا القطاع ومتطلبات دعمه، إلى جانب خطة استجابة الأردن للأزمة السورية، والتي لا زالت تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لضمان تمكين الأردن من الاستمرار بدوره الإنساني والإغاثي والخدماتي للاجئين السوريين على أراضيه.

ورحب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز خلال تصريحات مشتركة بزيارة رئيسة وزراء النرويج والوفد المرافق للاردن مؤكدا على العلاقات المتميزة التي تربط البلدين اللذين يحتفلان هذا العام بمرور 50 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما ” ونحن نتطلع الى 50 سنة اخرى من العلاقات الدبلوماسية البناءة بين البلدين الصديقين .

وقال ” اجرينا مباحثات مثمرة وبناءة للغاية ونحن نتشارك برؤية موحدة تجاه الاوضاع في الاردن والمنطقة والعالم واليات التعامل معها ” مؤكدا ان زيارة رئيسة وزراء النرويج تشكل فرصة عظيمة للحديث حول ما انجزناه سويا وما علينا تحقيقه مستقبلا . واكد الرزاز ان النرويج كانت على الدوام شريكا مهما للاردن خاصة خلال العقد الاخير حيث ساعدت الاردن على تحمل تبعات ازمات المنطقة والاعباء التي يتحملها الاردن نتيجة لذلك سيما ما يتعلق بازمة اللجوء السوري ومساعدة المجتمعات المستضيفة للتأقلم مع حجم الضغوطات على الخدمات خاصة التعليم والصحة والمياه وغيرها .

كما لفت الى وقوف النرويج الى جانب الاردن في المحافل الدولية ودعوتها للمجتمع الدولي لتحمل هذه الاعباء . وقال ” يجب ان نذكر الجميع بان الاردن رحب باللاجئين بناء على وعي المجتمع الدولي بان اللاجئين القادمين للمملكة لنواح انسانية يحتاجون لاستضافة وتحمل اعباء هذه الاستضافة بالشراكة مع المجتمع الدولي ” مؤكدا ان دعم النرويج بهذا الصدد مقدر.

وثمن رئيس الوزراء موقف النرويج الداعم للانروا وضرورة استمرارها للقيام بدورها في دعم اللاجئين الفلسطينيين . وقال ” هناك الكثير الذي يمكننا العمل سويا على انجازه على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فعلى المستوى الاجتماعي تبرز الحاجة لبناء مجتمع مدني يتعايش ويتقبل الاخر ويتجنب نتائج العنف الذي تشهده المنطقة وبناء ثقافة التسامح بين وفي المجتمعات . .وعلى الصعيد السياسي لا زلنا نشهد نزاعات قائمة في المنطقة وخاصة النزاع الذي لا زال دون حل وهو النزاع الفلسطيني الاسرائيلي والوضع في سوريا . وعلى الصعيد الاقتصادي اكد رئيس الوزراء ان الاردن لديه كفاءات بشرية وشبابا مبدعين وموهوبين كان لهم اسهامات متميزة على المستوى المحلي والاقليمي لافتا الى ان دعم الصادرات الاردنية لاوروبا يحظى باولوية . واكد رئيس الوزراء ان هناك المزيد مما يمكن عمله للبدء بشراكات اقتصادية بين البلدين معربا عن سعادته لتاسيس مجلس اعمال اردني نرويجي مشترك . وقال الرزاز ان جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد دوما ان الاردن يجب ان ينتهج سياسة تجاه اللاجئين بان لا يترك اي طفل خارج المدرسة ونحن ملتزمون بذلك فضلا عن سياسة للتعايش السلمي وايجاد حل سياسي للازمات في المنطقة .

وردا على سؤال اكد رئيس الوزراء انه لا توجد دولة في العالم بامكانها ان تستضيف ما يقارب من 20 بالمئة من عدد سكانها بالاعتماد على نفسها ومواردها فقط ” فهذه مسؤولية المجتمع الدولي باكمله ويجب التشارك في تحملها ” لافتا الى ان المجتمعات المحلية المستضيفة فتحت ابوابها امام اللاجئين لقناعتهم بان المجتمع الدولي سيتحمل مسؤولياته في هذا الصدد .

وقال لغايات التاريخ فان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ارساء نموذج للتعامل مع الدول التي تستضيف اللاجئين وتتحمل الاعباء نيابة عن المجتمع الدولي متسائلا هل يتم معاقبة هذه الدول ام مكافاتها ؟ لافتا الى ان هذا سيؤثر على ما ستفعله دول اخرى اذا ظهرت ازمات مماثلة والحاجة لاستقبال لاجئين .

واضاف معلقا على الحالة الاردنية باستقبال اللاجئين ” ماذا تفعل عندما يصل مئات الالاف من الناس عل حدودك ، هل تغلق الحدود وتعتذر عن استقبالهم او تفتح الحدود وترحب بهم وتتوقع من المجتمع الدولي تقديم الدعم والمساعدة لتحمل اعباء استضافتهم . وحول العودة البطيئة للاجئين السوريين قال ” اذا آمنا بهذه المسؤولية الاخلاقية فلا يمكن ان ندفع الناس للعودة بعكس رغبتهم وارادتهم ” مضيفا نحن نرغب ان نرى مسيرة سلمية تؤدي الى حل سياسي في سوريا تكفل حل جميع القضايا والمحافظة على وحدة اراضيها وتهيئة الظروف التي تكفل عودة اللاجئين الى بلدهم للعيش كمواطنين مؤكدا اننا لن نقوم بدفع الناس عبر الحدود .

وردا على سؤال حول رسالته للمستثمرين النرويجيين اكد الرزاز ان الاردن بوابة للمنطقة وهو بلد آمن ومستقر ولديه طاقات وكفاءات بشرية .. ولفت الى ان قوة النرويج في قطاع الطاقة يمكن الاستفادة منها سواء في مجال الطاقة الشمسية او تحلية المياه ” ونحن لدينا مشروع قيد التحضير ونامل ان نراه يتقدم في المستقبل القريب”.