حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء من إجراءات وقرارات إسرائيلة “تقوض حل الدولتين”.
وقال الصفدي لتلفزيون “روسيا اليوم” على هامش أعمال المنتدى الروسي العربي في موسكو: “ثمة على الأرض قرارات وإجراءات إسرائيلية خطرة جدا تقوض حل الدولتين، وتنسف الأساس الذي قامت عليه الجهود السلمية، وهو مبدأ الأرض مقابل السلام.”
وأضاف: “إذا ما قُوض حل الدولتين فالخيار الوحيد الذي يبقى هو خيار الدولة الواحدة، بمعنى أن على إسرائيل إما أن تكون دولة ديمقراطية وتعطي حقوقا سياسية كاملة لأكثر من 50% من سكان فلسطين التاريخية، أو أن تكرس دولة التمييز العنصري التي لا يمكن أن يقبلها أو أن يعيش معها العالم”.
وحذر الوزير ان “الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطر جدا”. “غياب آفاق سلام يدفع باتجاه اليأس وتجذر اليأس سيدفع المنطقة باتجاه دوامات جديدة من العنف سيكون أثرها كارثيا ليس على المنطقة بل على العالم”.
وتابع: “القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى، ولا أمن ولا سلام أو استقرار شاملين في المنطقة دون حل الصراع على أساس حل الدولتين، يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، هذه القاعدة التي ننطلق منها”.
واكد الصفدي ان “السلام الشامل لن يكون كذلك إذا لم تقبله الشعوب التي لن ترضى بأقل من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني … “
“نؤكد ضرورة التفاعل مع كل القوى المؤثرة في المجتمع الدولي، الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وروسيا والصين واليابان، كلنا نعمل من أجل هذا الحل لأن البديل سيكون مزيدا من العنف “.
والأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
الأزمة السورية
قال الصفدي قال إن الأردن لا يزال يقدم العلاج الطبي، لقاطني مخيم الركبان الذي يعيش فيه نحو 40 ألف نازح سوري، الواقع قرب حدود الأردن الشمالية داخل سوريا.
وأضاف: “الأردن قام بدوره الإنساني كاملا وسمح بإدخال مساعدات للنازحين السوريين عبر سنوات ماضية نتيجة ظروف ميدانية، حتى اللحظة هناك عيادة أردنية تقوم بتقديم العلاج لقاطني الركبان، حتى اللحظة هناك آبار في الأراضي الأردنية تزود المخيم بالمياه رغم أننا ثاني أفقر دولة فيما يتعلق بالمياه”.
ويرى الصفدي أن “الظروف على الأرض تسمح ميدانيا بعودة النازحين السوريين إذ أن المدن التي جاءوا منها تحررت من العصابات الإرهابية”.
وأضاف: “نعمل على عقد اجتماع ثلاثي (أردني روسي أميركي) في أسرع وقت ممكن لنتوافق على خطوات عملية باتجاه السبيل الوحيد الذي يحل مشكلة مخيم الركبان عبر عودة قاطنيه”.
“من مصلحة الأردن أن يعود لسوريا أمنها واستقرارها … الأردن يعمل مع روسيا والولايات المتحدة والعالم العربي وأوروبا من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية … مقومات هذا الحل الحفاظ على وحدة سوريا وتماسكها، وأن تهيأ الظروف التي تسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم”، وفقا للصفدي.
وفي الأردن نحو 670 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما تقول الإحصائيات الحكومية إن عددهم يتجاوز 1.3 مليون.
وقال الصفدي: “أعطينا 136 ألف فرصة عمل للسوريين وهذا الرقم 3 أضعاف الرقم الذي يستطيع اقتصاد الأردن أن يوجدها بشكل سنوي، كما يدرس فيه 150 ألف طالب سوري، وأن 10% من اللاجئين السوريين في المخيمات والباقي في المدن”.
الصفدي أوضح أن “الأردن أغلق معبر جابر نصيب الحدودي، بعد أن فقدت الحكومة السورية سيطرتها على المعبر، وبالتالي كان هناك ظروف ميدانية حالت دون استمرار فتح المعبر، لكن عندما عادت القوات السورية أعدنا فتح المعبر”.