مرايا – ليس جديدًا على الاحتلال أن يمنع الأهالي الفلسطينيين من الحركة ويفرض عليهم منع التجول والاحتجاز في ظروفٍ قاسية، كالبرد الشديد بدون أغطية أو في أماكن غير موائمة، لكنّ هذه المرة كان من ضمن المحتجزين سيدة أتاها “ألم المخاض”.

وكانت قوات الاحتلال أقدمت الليلة الماضية على احتجاز أكثر من 400 فلسطيني، داخل ملعب البيرة الجديد وإحدى مدارس في البيرة وسط الضفة، من بينهم سيدة بحالة ولادة وسط البرد القارس.

وذكرت مصادر محلية بالمكان، أن قوات الاحتلال حطمت أبواب مدرسة البيرة الجديدة ونوافذها قرب مخيم الأمعري، وانتشرت بكثافة في محيط مبنى الهلال الأحمر القريب من المخيم، كما لم تسمح لهم بأخذ الطعام والأغطية للوقاية من البرد القارس.

كما ماطلت قوات الاحتلال في السماح للطواقم الطبية للهلال الأحمر من ممارسة عملها، بنقل المرضى أو إدخال الأغطية للمحتجزين، لوقتٍ طويل، حتى استطاعت الطواقم نقل طفلة مريضة من بين المحتجزين إلى المشفى لتلقي العلاج، وإدخال بعض الأغطية، ولاحقًا نقل النساء والأطفال وكبار السن من مدرسة البيرة إلى مقر الجمعية القريب من المكان، فيما بقي الرجال والشباب محتجزين.

يُذكر أن “غولدا مائير” سيئة الصيت، قالت حينما سألت عن السبب الذي يمنع عنها النوم بأنه “ولادة طفل عربي”، وهو ما يجعلنا أمام حقيقة أن النساء الفلسطينيات كن يواجهن حربًا ديمغرافية في الخفاء، ويشكلن حتى لو بشكلٍ غير مباشر في إثارة القلق للذهنية الصهيونية، ولأجل ذلك كنّ مستهدفات بشكل قوي خاصة خلال فترات الحمل.

كما تسبب حقد جيش الاحتلال باستشهاد أجنة لم يروا النور بعد، وذلك جراء حالات الإجهاض، التي بلغت “1700” حالة إثر استنشاق الغازات السامة والضرب المبرح، خلال الانتفاضة الأولى وحتى أكتوبر 1988، وبقيت هذه السياسة مستمرة.