مرايا – عمر كُلّاب

مخرجات الخلوة الاقتصادية وشكل التعديل القادم

الرزاز يسعى لانتفاضة اقتصادية مبرمجة وتعديل يمنح فريقه الامان

رهان على ارقام الموازنة وزيارة ابن سلمان

فرق الحرائق والتفجير تنتشر للاطاحة بالحكومة من بوابة قدومها

ليس المهم اصطياد الوحش في مكان اقامته , بل يجب اصطياده في المكان المفترض تواجده فيه , لانه في طريق العودة الى مكان الاقامة يكون قد استكمل مهمته واغتال الفريسة , وأظن هذه القاعدة لم يتعامل بها الدكتور عمر الرزاز في بواكير حكومته فسمح لوحوش الفئة الناجية من مخلفات الربيع العربي بالانقضاض على حكومته مبكرا اما بزرع اعوانهم فيها واما بتشكيل مزاج عام غير قابل لمنح الفرصة وغير قادر عليها ايضا , فالرهانات المتتالية على الحكومات انتهت بخسارة الشارع الاردني لرهانه ولبقايا معاشه , والآن يجرى التعميم بأن الرابع الذي أتى بالرزاز يطالب برحيله , وتلك معادلة قاسية وخطيرة , فالرابع قصة ملتبسة اولا , وثانيا , معروف من ياتي بالرئيس وقطعا ليس الرابع او غيره من الميادين , لكن المقصود تكسير شرعية الرئيس وتقليص مشروعية بقائه .

نهاية الاسبوع الفائت وتحديدا يومي الخميس والجمعة , كمَن الرئيس عمر الرزاز في المكان المفترض لاصطياد الوحش , حين جمع فريقه الحكومي في خلوة فعلية وليست خلوة كرنفالية على غرار الخلوات السابقة , التي منحت فكرة الخلوة ومصطلحها نكهة تهكمية في الشارع السياسي , لكن الرزاز كسر التنميط في الخلوة الاخيرة وانتج برنامجا سيرى الشارع السياسي مؤشراته في الاثنين القادم بعد جلسة مجلس الوزراء المقبلة حسب مصادر مطلعة في الحكومة , اكدت للانباط ان الخلوة الاخيرة كانت مثمرة وبداية طريق لتصويب اختلالات الميزانية وتقليص المديونية وتحسن الاقتصاد الكلي , فحسب المصدر , جرى لاول مرة العمل بعد التفكير الجماعي وتشبيك كل المصادر ببعضها البعض , بعد فترة طويلة من اسلوب الجزر المعزولة التي كانت تعمل بها الوزارات والمؤسسات .

التشغيل والسياحة باقانيمها الثلاثة الترفيهية والطبية والدينية كانت حاضرة والصناعة , كانت اكثر المحطات التي توقف عندها الفريق الوزاري , وكشفت المصادر ان وزراء العمل والصناعة والتجارة والمالية قدموا رؤية متقدمة في مجالاتهم وكان الرئيس حاضرا في المشهد بشكل كثيف ويؤكد المصدر ان الرئيس نجح في اعداد برنامج عمل وطني قابل للتطبيق والقياس , وليس مجرد وعودات او خطط دفترية ,وأن الكشف عن مواعيد العمل والتنفيذ ستكون في مطلع الاسبوع القادم , حيث ستبدأ الحكومة في تكسير الجمود الاقتصادي والخروج بقرارات تنعكس على الحالة الاقتصادية الشعبية .

الرئيس عليه ان يعمل على تخفيض كلف المعيشة طالما انه غير قادر على رفع الرواتب والمعاشات لجموع الموظفين الرسميين وطالما يعاني الاقتصاد الخاص من ازمته , بهذه الجملة اختصر مصدر سياسي المطلوب من الدكتور الرزاز وحكومته , مضيفا ان الرئيس قادر على ذلك ولكنه يحتاج الى فريق فاعل ومستجيب للتغيرات والمتغيرات , ويكشف المصدر ان وزارتي الطاقة والنقل ما زالتا خارج اطار التردد الصحيح لمسارات الحكومة رغم اعجاب الرزاز باداء وزيرة الطاقة حتى اللحظة , لكن قطاع النقل يحتاج الى خبير استثنائي لقيادة الوزارة وهناك الكثير من الخبراء في هذا المجال . الرزاز ينتمي الى مدرسة الفعل وليس الى مدرسة ردة الفعل ولذلك أخذ الرجل وقتا غير معتاد لكشف نواياه الاقتصادية , هكذا يقول مصدر قريب من الرئيس , مؤكدا ان الوقت الذي استهلكه الرزاز ليس طويلا قياسا بالبرناج المنتظر ولكن الظرف يحتاج الى سرعة في الاداء ليس على حساب الجودة في المخرجات والقرارات , ويؤكد المصد ان الرئيس حسم امره تقريبا في فصل الوزارات المدموجة وفي وزيري السياحة والتربية والتعليم والتعليم العالي وربما يطال التعديل اسماء دخلت حديثا الى مجلس الوزراء .

الحكومة انجزت ايضا المطلوب ملكيا من برامج وخطط لتقديمها الى مؤتمر المانحين في لندن شباط القادم وتعول الحكومة كثيرا على خططها القادمة لجذب المانحين وتوفير الدعم لمشاريعها اما من جذب الاستثمارات او بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعربي والاقليمي , وترى الحكومة ان الفرصة قائمة لاستثمار الجهد الملكي والوزن الملكي والاردني في المحافل الخارجية , لكنها بحاجة بالتوازي الى فريق سياسي قادر على التواصل مع الشارع السياسي والشعبي الغاضب بحكم تراجع الثقة التاريخي , وبحكم ادوات الاشتعال التي يقدمها فريق الحرائق السياسية الذي بدأ بالضغط على حكومة الرزاز والهاء الرئيس باطفاء حرائق مشتعلة في اكثر من جهة وجانب .

خلوة الرزاز وتعديله القادم على حكومته , هو طوق نجاة الرئيس من كمائن فرق التفجير المنتشرة في كل مكان تقريبا , ومن المتوقع ان تشهد نهاية الاسبوع او الاسبوع القادم تعديل الفريق الحكومي , فيما ستبدا مخرجات الخلوة بالظهور تباعا منذ الاثنين القادم , وتقول المصادر ان الرئيس بات مدركا لمخاطر فرق التفجير ولكنه بحاجة الى فريق اكثر تماسكا واكثر حركة وتفاعلا , تحديدا وان موازنة الدولة في العام القادم تحمل ارقاما مبشرة ويتوقع ان تسفر زيارة ولي العهد السعودي عن مبادرة اقتصادية تنعش الامل بتفعيل صندوق الاستثمار السعودي الاردني .

 

(الأنباط)