ماذا تريد إسرائيل من إيران

مرايا – عرض الكاتب “ميرون رفوفورت” بموقع “ميكوميت” رؤيته لكيفية التعاطي الإسرائيلي للتهديد الإيراني، إذ رأي أنه على الرغم من معاداة النظام الإيراني بالفعل إلى “النظام الصهيوني” في إسرائيل ودعمه للمقاومة المسلحة ضد إسرائيل وتوفيرها الدعم السياسي والمالي والعسكري لحزب الله، لكن من الناحية العملية لم تتصرف إيران بشكل مباشر ضد إسرائيل ولم ترتقي تهديداتها للدرجة التي تستدعى كل هذا القلق حيالها.

واستنكر الكاتب التركيز على إيران في حين يتم تجاهل أعداء آخرين “حقيقيين” مثل حزب الله والذي لم يتردد في انتهاك السيادة الإسرائيلية، إذ فعل ذلك بإطلاق الصواريخ على إسرائيل قبل الانسحاب من لبنان في عام 2000، كما أرسل مقاتلين عبر الحدود لمهاجمة دورية إسرائيلية في عام 2006، وأطلق أكثر من 4000 صاروخ على الأراضي الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية، ووفقاً لتقارير إسرائيلية فإنه يمتلك حالياً 15 ألف صاروخ ليس لها أي استخدام آخر سوى تهديد إسرائيل.

إسرائيل دولة بلا قوى معارضة

شنت صحيفة “هآرتس” في افتتاحية لها هجوماً لاذعاً على المعارضة في إسرائيل، متهمة إياها بإنعدام الدور والرؤية، ورأت الصحيفة أن ضعف المعارضة تجلى بشكل واضح أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، إذ جاءت رد فعل المعارضة باهتاً ولم يقدم أي زعيم يزعم أنه سيحل محل نتنياهو وجهة نظر متماسكة ومقنعة للعلاقة مع إيران وكيفية التعامل معها.

وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تفهم وقوف المعارضة في وجه الحكومة بشأن القضايا الداخلية والصمت المخجل إزاء قضايا أمنية هامة كالقضية الإيرانية والتحركات الإسرائيلية في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهور في حاجة إلى معارضة قوية قادرة على تقديم بدائل إيديولوجية حقيقية للقضايا الحساسة، معارضة لا تخشى الإشارة إلى الفشل وتشكك في النموذج السائد وتتحدي المفهوم، بدلاً من الاندفاع للتوافق مع
رئيس الوزراء للظهور في مظهر الوطنية.

إسرائيل تناقش خطة “مارشال” لغزة بإشراف دولي

قال خبير عسكري إسرائيلي إن “استمرار الأزمة
الإنسانية في قطاع غزة يتطلب دخول جهات إقليمية ودولية على الخط، وعدم إبقائها مقتصرة على التدخل الإسرائيلي، عبر إصدار قرار دولي للتوصل إلى صيغة تضع حدا للعنف المتجدد في غزة بين حين وآخر، دون الإصرار على تنازل حماس عن سلاحها”.

وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن “هذا التوجه قد ينجح من خلال إدارة مصرية، ومراقبين من الأمم المتحدة والجامعة العربية، يقومون بتشكيل جهاز سلطوي مدني مشترك بين حماس والسلطة الفلسطينية، على أن تكون هذه الترتيبات في غزة بعيدة عن أن تكون حصرية بالدور الإسرائيلي، ومع ذلك فإن إمكانية التوصل لتطبيق هذه الصيغة تساوي المخاطرة بها”.

وأشار بن يشاي أنه “بعد سقوط العشرات من الفلسطينيين الاثنين الماضي، والانتقادات الدولية التي تلقتها إسرائيل، تبدو أحداث غزة أبعد من نهايتها، ورغم أن حماس وإسرائيل غير راغبتين بالدخول في مواجهة ضارية، فإنهما قد تذهبان إليها، وتتسبب بدمار وخسائر لا تحصى”.

وقال الكاتب، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن “صعوبة تخيل وقوع مثل هذه المواجهة الصعبة دفعت الجيش الذي لحقت به المخابرات في إسرائيل لتقديم صيغة إنسانية لحل المشكلة القائمة في غزة، تتضمن حلولا لمشاكل المياه والصرف الصحي والصحة والكهرباء، بجانب انتعاش اقتصادي وتقليص معدلات البطالة”.

وأضاف: “كل ذلك من شأنه تهدئة السكان، وهو ما يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية، ويجعلهم لا ينضمون لسلسلة المسيرات التي يشتعل بها قطاع غزة وحده، هذا الانتعاش الاقتصادي لغزة مطلوب منه إبداء دور أكبر لمصر والسلطة الفلسطينية”.

وكشف النقاب عن أن “تفاصيل هذه الخطة ما زالت موجودة على الورق، وتمت مناقشتها خلال الأسابيع الأخيرة في واشنطن، عبر قمة دعيت إليها دول عربية وأوروبية تتبرع لغزة، بجانب إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر، وطبعا الإدارة الأمريكية، وتشمل إقامة مشاريع ومصانع لتحلية المياه، وأخرى لتوفير الطاقة والكهرباء، وقائمة طويلة من المشاريع المدنية الاقتصادية”.

وأوضح الكاتب أن الاجتماعات ناقشت توزيع حصص كل دولة بالتبرع المنوط بها، من أجل تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة، لتخفيض معدلات العنف الذي قد يشهده القطاع في أي لحظة” وفق وصفه.

لكن بن يشاي استدركت بالقول إن “هناك عقبات تعترض تنفيذ مثل هذه الخطة، أولها غياب سلطة مدنية تقوم بالإشراف على تنفيذ هذه المشاريع، وعدم وجود هدنة مستمرة بين حماس وإسرائيل، ما يهدد بتدمير تلك المشاريع من البنى التحتية كما حصل في حروب سابقة”.

وأكد الكاتب أنه “طالما أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل ترفضان أي إعمار لغزة، وتحسين لظروفها، ما لم تسلم حماس سلاحها، فإن بقاء الانسداد الإنساني والاقتصادي والإداري في غزة ليس قدرا من السماء، ما يحتم الحاجة للتوصل لخطة مارشال إنسانية واقتصادية، من خلال صيغة الهدنة التي تحدث عنها مؤخرا عدد من قادة حماس للمخابرات المصرية”.

وأضاف أن “صيغة الهدنة التي عرضتها حماس للمصريين تتعارض مع التوجهات الأمنية الإسرائيلية، التي ترى فيها فكرة خطيرة، تمنح حماس فرصة التقوي العسكري، وتجديد الحرب وقتما أرادت، وإنعاش الفلسطينيين في القطاع بمساعدة إسرائيلية”.

ولفت بن يشاي إلى أن “هناك صيغة أخرى تم تجريبها في نزاعات أخرى حول العالم، ونجحت في التطبيق، مثل ليبيريا وكوسوفو، قائمة على ترتيبات مؤقتة، ويتم تنفيذها على مراحل، من خلال إشراف قوات دولية، يتم منحها شرعية وولاية قانونية، وهي تخدم كل الأطراف، والأهم أنها تعمل على تفكيك أسباب المواجهة الوشيكة، ويمكنني التأكيد أن هذه الأفكار باتت موضوعة على طاولة الحكومة الإسرائيلية وعواصم أخرى في المنطقة”.

ماذا تريد إسرائيل من إيران
عرض الكاتب “ميرون رفوفورت” بموقع “ميكوميت” رؤيته لكيفية التعاطي الإسرائيلي للتهديد الإيراني، إذ رأي أنه على الرغم من معاداة النظام الإيراني بالفعل إلى “النظام الصهيوني” في إسرائيل ودعمه للمقاومة المسلحة ضد إسرائيل وتوفيرها الدعم السياسي والمالي والعسكري لحزب الله، لكن من الناحية العملية لم تتصرف إيران بشكل مباشر ضد إسرائيل ولم ترتقي تهديداتها للدرجة التي تستدعى كل هذا القلق حيالها.

واستنكر الكاتب التركيز على إيران في حين يتم تجاهل أعداء آخرين “حقيقيين” مثل حزب الله والذي لم يتردد في انتهاك السيادة الإسرائيلية، إذ فعل ذلك بإطلاق الصواريخ على إسرائيل قبل الانسحاب من لبنان في عام 2000، كما أرسل مقاتلين عبر الحدود لمهاجمة دورية إسرائيلية في عام 2006، وأطلق أكثر من 4000 صاروخ على الأراضي الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية، ووفقاً لتقارير إسرائيلية فإنه يمتلك حالياً 15 ألف صاروخ ليس لها أي استخدام آخر سوى تهديد إسرائيل.

إسرائيل في حاجة لقائد شجاع لتطبيق حل “دولتين لشعبين”
أكدت صحيفة هاأرتس في افتتاحية لها بعنوان: “في حاجة لسياسة شجاعة”، أن سقوط عشرات “القتلى” الفلسطينيين وإصابة الآلاف الذين سيبقى الكثير منهم في عجز حتى نهاية حياتهم، يجبر الجميع على عمل فتح حساب مع النفس بمن فيهم الجيش والساسة ورئيس الوزراء وحكومته وكذلك قطاع واسع من الجمهور الذي لم يهتم بما حدث في غزة.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الأحداث ستمر بشكل طبيعي على إسرائيل، غير أنها تُنذر بأن المصيبة التي ألمت بمليونَي فلسطيني في غزة ستُشكل بلا شك تهديدًا على أمن الإسرائيليين، مطالبة على الأقل بنقل المصابين الفلسطينيين لمستشفيات بالضفة الغربية والقدس الشرقية بل وعلاجهم في مستشفيات إسرائيلية نظرًا لعدم توافر الإمكانيات الطبية اللازمة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه على الحكومة السماح بفتح المعابر المطلة على القطاع وإلغاء الحصار.

ودعت الصحيفةُ الإدارة الأمريكية لضرورة إحياء عملية السلام بين الجانبين؛ لأن مستقبل إسرائيل مرتبط أيضًا بمستقبل ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها، متمنية أن تكون عملية نقل السفارة خطوة من شأنها المساهمة في دفع عملية السلام وليست مجرد استقواء على الجانب الفلسطيني.

نقل السفارة الأمريكية.. رسالة دعم لعمليات قتل الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم
قال الكاتب جدعون ليفي إن الأيام الجارية تعد أيام الانتصار لبنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي، موضحًا أن غزة محاصرة، وأن السفارة الأمريكية تنتقل رسميًّا للقدس، كما أن هناك الكثير من القتلى الأبرياء في قطاع غزة، متوقعًا أن يُقتل أيضا فلسطينيون من الضفة لاحقًا، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب يبدو أنه منح إسرائيل رخصة لعمل ما تريد!

وأضاف ليفي في مقال له بصحيفة هاأرتس أن “أن الشعور الإسرائيلي بالانتصار يتمثل في مشاهدة أكوام من جثث الفلسطينيين الذين توقف العالم عن الاهتمام بمصيرهم، وحصار لغزة الذي لم يعد شخصٌ يهتم بها، وكذلك قصف لقواعد إيرانية بدون رد فعل من طهران التي تقع تحت طائلة العقوبات الاقتصادية، ونقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس كهدية للاحتلال وبصقة في وجه المحتلين.

وسخر الكاتب من الأحداث الجارية، وقال إنها تثبت أن استخدام القوة والعنف، كإطلاق النيران على متظاهرين من غزة وقصف لسوريا، هو الحل المثالي، كما أثبتت أيضًا أن القانون الدولي ليس ساريًا على إسرائيل، وأن أمريكا تدعمها في كل وقت ومع أي قرار، واصفًا الجانبين الإسرائيلي والأمريكي ب”المتبجح والمدمر”، ولفت إلى أن نقل السفارة يمثل رسالة من الجانب الأمريكي لإسرائيل بمواصلة قتل الفلسطينيين وتدمير قراهم وتجاهل حقوقهم، وأضاف أن أمريكا لا تخول فقط لإسرائيل تلك الأعمال العدوانية، وإنما تُسلّح وتموّل وتشجّع ذلك.

لماذا نعادي إيران حليفنا الأهم بعد الولايات المتحدة؟!
وإلى ملف العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، تنتقل بنا صحيفة هاأرتس، حيث خالف الكاتب أوري أفيناري جميع المحللين السياسيين الذين يرون بأن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يمتثل لتوجيهات بنيامين نتنياهو؛ ففي مقال له بصحيفة هاأرتس بعنوان: “ليس نتنياهو هو من يُدير ترامب.. العكس هو الصحيح” أكد أن الرئيس الأمريكي هو من يوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو، موضحًا أن نقطة التحول في الرفض القاطع الذي أعلنته الولايات المتحدة للاتفاقية النووية مع طهران كان دونالد ترامب نفسه وليس موقف إسرائيل المعادي لإيران في الوقت الحالي، وأضاف أفيناري أن الإدارة الأمريكية تحت قيادة باراك أوباما (حتى في ظل سيطرة رأس المال اليهودي عليها) هي من بادرت ودعمت الاتفاق النووي مع طهران.

وأوضح الكاتب أن المصالح المتبادلة كانت هي العامل الرئيس الذي يشكل العلاقات بين طهران وتل أبيب كما لا يوجد أي تعارض مصالح بين الجانبين، مشيرًا إلى بعض عمليات الدعم المتبادل بين الدولتين مثل: قيام إسرائيل بنقل السلاح الأمريكي لدعم آية الله الخوميني في صفقة “إيران-الكونجرس”، موضحًا أن صديقه “الخبير الأمني حاليًا في الحكومة” عميرام نير هو من نقل الأسلحة شخصيًا لطهران، وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن الإيرانيين هم من سهلوا دخول عملاء إسرائيليين لكردستان في العراق لإشعال المظاهرات وزعزعة الدولة ضد صدام حسين، فيما ردّت إسرائيل ذلك هذا المعروف بدعم طهران خلال حربها ضد العراق..

وأكد أفيناري أن كل هذه الدلائل والعلامات السابقة تُبيِّن أن التحركات الأمريكية الأخيرة والمتهورة هي من وحي خيال دونالد ترامب “نيرون العصر الحالي” وليست بتوجيه من بنيامين نتنياهو كما يعتقد الجميع، وتساءل الكاتب: “لماذا تنتهج إسرائيل سياسة معادية لطهران رغم أنها كانت الحليف الأقوى لإسرائيل بعد الولايات المتحدة الأمريكية”.

مستقبل مدينة القدس بين الرأي العام المؤيد لفكرة التقسيم والسياسيين الذين يسعون لكامل السيطرة عليها
على خلفية نقل السفارة الأمريكية للقدس وترديد بعض الساسة الإسرائيليين لشعارات مثل: “قدس موحدة” أي لليهود فقط، رأى الباحثان أودي ديكيل وتسيبي يسرائيلي، أن هذه الخطوات من شأنها الإضرار بحظوظ السلام مع الفلسطينيين نظرًا لقدسية المدينة العتيقة في ديانات سكان المدينة الثلاثة (اليهودية – الإسلام – المسيحية)، موضحين أن هذه الشعارات لم تعد تتماشى مع الرأي العام اليهودي في إسرائيل، مستدلاً على ذلك باستطلاع الرأي الشهير “مؤشر الأمن القومي” الذي يقيس التوجهات الشعبية تجاه القضايا الأمنية والقومية، والذي بَيَّنَ أن عدد المؤيدين لفكرة تقسيم القدس لعاصمتين في تزايد مستمر.

وأوضح الباحثان بمركز أبحاث الأمن القومي أن المجتمع الدولي سيستمر على اعتقاده بأن منطقة القدس الشرقية محتلة، كما أن الدول الأوربية لن تعترف بالقطاع الغربي من القدس كعاصمة لإسرائيل في حالة عدم وصول الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتسوية بينهما، حتى وإن نقلت تلك الدول سفاراتها من تل أبيب أسوةً بالولايات المتحدة،، ودعا المحللان الحكومة الإسرائيلية لعدم الاستمرار في إهمال القدس الشرقية وتطوير البنية التحتية وظروف المعيشة بها، وذلك على الأقل امتثالاً لرغبات الجمهور الإسرائيلي الذي يرى أغلبيته طبقًا للاستطلاعات ضرورة تسوية إشكالية القدس واقتسامها مع مواطني المدينة العرب.

واعتبر الباحثان أن قرار ترامب لن يسهم في حل مشاكل المدينة العريقة مما يستدعي اللجوء إلى حلول مبتكرة للتعامل مع مشاكل المدينة المعقدة، والتفكير في الخطوات اللازمة للمستقبل والحيلولة دون إنفجار الأوضاع.

وأوجز الباحثان القول بأن القدس هي قضية معقدة وذلك بسبب أهميتها الدينية في اليهودية والمسيحية والإسلام على حد سواء، معتبراً أنه طالما ليس هناك تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين سوف تمتنع غالبية دول العالم عن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.