مريا – شؤون عالمية – كتب المحلل العسكري الإسرائيلي روني بن يشاي، مقالا في صحيقة “يديعوت أحرنوت” العبرية ، جاء فيه:

بشار الأسد تنفس الصعداء صباح اليوم في أعقاب انتهاء الهجوم الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا، حتى أن حلفائه في روسيا وايران يعلمون أن الهجوم كان محدودا، ولم يستهدف اسقاط نظام الحكم بسوريا. وهو يستطيع بعد ذلك استخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى.

الآن أدرك الأسد أن تهديدات المجتمع الدولي ضده، وضد استخدام السلاح الكيماوي لن تجدي نفعا، ويمكن لنا الآن أن نقدر أن نظام الأسد سيعود لاستخدام السلاح الكيماوي ضد السكان في سوريا، او ضد إسرائيل .

هدف الهجوم الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا الليلة في سوريا، كان تقديم الكرت الأحمر لبوتين، لكن بوتين اعتبر أن هذا الهجوم بمثابة كرت أصفر فقط.

بعد هذه الضربات المحدودة، أدرك نظام الأسد أن المجتمع الدولي لن يستطيع المساس به طالما انه يتمتع بالحماية الروسية، ولذلك سوف يستمر باستخدام الأسلحة الكيماوية.

الروس الذين يهددون بالرد على هذه الضربات في سوريا، لن يفعلوا شيئا، وحتى ترامب لن يستطيع تنفيذ تهديداته بحق روسيا، وفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها، ترامب يخاف من بوتين، ولن يفعل له أي شيء.

خيبة أمل إسرائيلية:

ما حدث الليلة بسوريا، كان بعيدا جدا عن التوقعات الإسرائيلية، وأقل بكثير مما كانت إسرائيل تريد، فنظام الأسد مازال موجودا، وسيتفاخر غدا بانتصاراته الجديدة على أعدائه .

والمنهزم في هذه الحالة هم الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون، الذين بالغوا جدا في تحذيراتهم للأسد وروسيا.

الهجمات الليلة كانت ثقيلة من ناحية عدد الأسلحة والصواريخ المستخدمة ضد سوريا، والتي تم بواسطتها مهاجمة 4 مراكز لتصنيع السلاح الكيماوي في دمش وحمص، ولكن نسبة الردع في هذه الهجمات كانت صفر.

وبالمحصلة النهائية، لو تم تدمير كافة معامل تصنيع الاسلحة الكيماوية بسوريا، فإن روسيا وايران سيوفرون للأسد كل ما يحتاجه، وخلال وقت قصير، وخصوصا في مجال الأسلحة الكيماوية.

وهذه الأمور تحمل بشائر غير ساراه بالنسبة لإسرائيل، فمن يستخدم السلاح الكيماوي لقتل شعبه، لن يتردد في استخدامه لقتل الإسرائيليين، وهو يتمتع بحماية روسية قوية، لذلك لم يبقى أمام إسرائيل خيارات الا الاعتماد على نفسها، وتجهيز الوسائل الهجومية والدفاعية من أجل التأكد أن سوريا لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضدها في المستقبل.