مرايا – في ظل الانتشار الواسع للاعلانات وطلب المساعدات المالية لحفر بئر ماء او مساعدة الفقراء في دول بعيدة، يرى اخرون ان الفقراء بالأردن، اولى من هؤلاء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر فيها البلاد.
وتجتاح مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية اعلانات متواصلة ومكثفة لجذب المحسنين من اجل جمع التبرعات وحفر الابار الارتوازية.
رئيس جمعية عين الباشا الخيرية عبد الحميد ابو حطب قال: إن الاردن وشعبه الطيب كان سباقا في تقديم المساعدات لدول الجوار والدول الفقيرة والاسلامية والمنكوبة والى الشعب الفلسطيني المحاصر وغيرها من هذه البلدان نظرا للاوضاع الاقتصادية المريحة التي كان تمر فيها المملكة.
وأضاف: ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي ادت إلى اتساع رقعة الفقر والبطالة، تستدعي تكافل جميع الجهات والشركات والجمعيات والنقابات في مساعدة الفقراء والمحتاجين.
وبين ابو حطب ان الماضي اختلف عن الحاضر وعلينا جميعا ضبط المساعدات الخيرية وتوجيهها نحو حالات الفقر المدقع وليس ارسالها لدول آسيوية وافريقية.
واضاف ابو حطب ان المساعدات التي كانت تأتي للجمعيات الخيرية قد تقلصت بنسبة ٨٠% عما كانت ترد في السابق وسط ارتفاع كبير في عدد المحتاجين وهذا تسبب لنا ولاكثر من سبعة الاف جمعية خيرية مشاكل وصعوبات واتهامات لنا بالتقصير، داعيا اهالي الخير إلى دعم لجان الزكاة وتكية ام علي والجهات الرسمية التي تدقق في حالات الفقر واولوية منحها وايصالها بطريقة كريمة تحفظ هيبة الفقير ووضعه الانساني الصعب.
من جانبه، بين احد العاملين السابقين في هذه المؤسسات الخيرية فضل عدم ذكر اسمه، ان هناك مساعدات من اصحاب الخير والاثرياء كانت تصل لدول إسلامية بهدف حفر بئر لقرية او تجمعات نائية كصدقة جارية عن أشخاص متوفين.
واضاف انه حاليا يوجد العشرات بل المئات من هذه الشركات والجمعيات والمؤسسات التي تتسابق في اعلاناتها كأنها في حرب تنافسية، لجمع المبالغ المالية الهائلة من خلال اغراء المواطنين والاشخاص بانها صدقة جارية عن روح والده او والدته او ابنه.
واوضح انه في السابق كانت الدعاية دينية في دعم فقراء دول اسلامية بالاضاحي والاموال والملابس والطعام مثل الصومال وفلسطين وبورما ومسلمي الصين وغيرها، بينما الآن يتم اللعب على العواطف والاحاسيس باساليب اعلانية وانسانية تغري المحسنين وحتى الفقراء للتبرع والمساهمة.
واكد ان هنالك مؤسسات تحولت الى شركات كبرى تستهلك جزءا كبيرا من هذه التبرعات بسبب كثرة الموظفين لديها متسائلا هل يعقل ان يتم حفر بئر بـ ١٥٠ دينارا فقط، وهناك اعلانات باقل من هذا المبلغ، اضافة الى ان المناطق المستهدفة تهطل عليها امطار غزيرة جدا وغنية بالانهار ومنها بنجلاديش التي تشهد على مدار العام امطارا استوائية، بينما نيبال ففيها قمة افرست وسدود وانهر وبحيرات، والهند بنت اباراً عميقة ولديها العديد من الانهر والسدود، في الوقت الذي تعتبر فيه الاردن من البلدان الاشد فقرا بالمياه.
وبحسبه فإن هناك رسوما اضافية غير المعلن عنها للملعنين، مبينا ان من هذه الشركات تكتفي بتغيير اليافطة ووضع اسم المتبرع عليها ونقلها من بئر محفورة الى بئر اخرى، وتشهد تناحرا من اجل جمع اكبر مبلغ من المال.
من جانبه، قال المفتي احمد ابو حسين: ان الاقربين اولى بالمعروف في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها بلدنا، وعلى الجهات الخيرية جميعها توجيه أموالهم في مكانها الصحيح، وليس صرفها على جهات تدعي حفر ابار عن روح أقربائهم.
وقال مسؤول حكومي متخصص في اعمال الخير والمساعدات فضل عدم ذكر اسمه:» انه يجب ضبط هذه الجهات ومعرفة حقيقة هذه الشركات والمؤسسات وترخيصها وموقعها ومصدرها داخليا او خارجيا.
واضاف ان الجهات الرسمية والحكومية تعاني من ضغوط كبيرة في تلبية حاجة العائلات والاسر الفقيرة التي تزداد يوميا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء والالتزامات العديدة الملقاة على عاتق هذه الجهات، لذلك يجب توجيه المساعدات للداخل الاردني، مبينا اننا لسنا ضد عمل الخير لاي انسان على هذا الكوكب الا ان توجيه المساعدات للفقراء الاقربين اصبح ضرورة ملحة وعاجلة للمتبرعين واهالي الخير في التكافل والتضامن لوقاية هذه العائلات من الانهيار المجتمعي بسبب الفقر.

الراي