عقدت رابطة خريجي الجامعات والمعاهد الالمانيه في الاردن ( JADU ) بالتعاون مع مؤسسة التبادل الاكاديمي الالمانية ( DAAD ) ورشة عمل يعنوان ( واقع المياه بالاردن.
وشارك في الورشة أمين عام وزارة المياه والري الدكتور جهاد المحاميد ورئيس الرابطة المهندس توفيق ابو ارشيد ومدير مؤسسة الداد بالاردن بنيامين شميلنج.
وعرض الدكتور المحاميد جهود وزارة المياه والمؤسسات المائيه في معالجة شح المياه في المملكة والحفاظ على استمرار تدفق المياه الى بيوت الاردنيين وتأمين المياه الى المزارعين والمواظبه على وضع السياسات المائيه وتنفيذها لتأمين المياه في المستقبل المنظور والبعيد عبر سياسات الحصاد المائي والسدود وادارة الضخ من المياه الجوفيه والعمل على اقامة المشاريع الكبيره مثل الناقل الوطني لتعزيز الامن المائي للاردن.
وأشاد الدكتور المحاميد بالتعاون مع المؤسسات الدوليه وخاصة الالمانيه التي تعمل على مساعدة الاردن بوضع الخطط الاستراتيجيه لمشاريع المياه للاردن الذي يعاني من شح المياه وضعف مواسم الامطار في ظل الضغط الشديد على مصادر مياهه نتيجة تغيير المناخ وازدياد سكانه بشكل كبير في السنوات الاخيرة
واستعرض شميلنج اواصر التعاون بين الاردن والمانيا وخاصة في المجال الاكاديمي والتعاون مع الجامعات الاردنيه وكذلك حرص المانيا على دعم الاردن في مختلف المجالات ودعمها لقطاع المياه سيما ان الاردن يحتاج لجهود كبيره لتأمين أمنه المائي في المستقبل.
و أشار المهندس توفيق ابو ارشيد في الافتتاح الى القلق الذي ينتاب المواطنين حول موضوع المياه، حيث لا تتجاوز حصة الفرد فيه 60 متر مكعب بالسنه مقارنه بالمعدل العالمي السنوي لاستهلاك الفرد الذي يتجاوز 500 متر مكعب.
وأكد ان المواطنون يقدرون جهد الوزاره والمؤسسات الماليه الاردنيه على تأمين إمدادهم بالمياه حسب البرنامج الاسبوعي دون إنقطاع .
وقدم الدكتور آرمين مارجانه من مؤسسة GIZ عرضاً عن الاستراتيجيه ( Master Plan ) التي يتم اعدادها من الخبراء الالمان بالتعاون مع وزارة المياه والري الاردنيه والتي يحتاجها الاردنومن المفترض ان تعطي هذه الدراسه فكرة وافيه عن تفاصيل تطور الواقع المائي في الاردن لغاية 2040 في ظل استمرار تراجع مستوى المياه الجوفيه والسطحيه وتراجع معدل سقوط الامطار نتيجة التغيير المناخي الذي على الاغلب سيطال الاردن مثل بقية دول العالم . وتزود هذه الاستراتيجيه صاحب القرار بالاداه العلميه التي يحتاجها وهو يستعرض الخيارات المناسبه لمواجه مشكله كبيرة مثل مشكلة المياه بالاردن .
وقدم البرفسور الدكتور رضوان الوشاح الخبير الدولي في مجال المياه من الجامعة الاردنيه محاضرة تطرق فيها الى واقع المياه السطحية والجوفيه في الاردن واوضاع السدود وأخبر الحضور ان نسبة امتلاء السدود الاردنيه لا يتعدى بعد لهذا العام 31% من سعتها الاجماليه وهذا وضع غير مريح اذ ان احتياجات الاردن لا زالت تتطلب كميات أكبر بكثير من المياه التي تدفقت هذا العام الى السدود . وركز الدكتور الوشاح على عدة خيارات للتعامل مع الشح المائي في الاردن من خلال تطوير اليات الحصاد المائي والحد من الهدر في الشبكات وكذلك تطوير مشاريع كبريى في تحلية مياه البحر الاحمر في العقبة. كما اشار الى ضرورة ان يتعامل الاردنيون كما كان شأنهم دائماً مع شح المياه بابتكار وسائل تتفادي اي هدر والحفاظ قدر المستطاع على ما تجود به السماء عليهم من المطر وذلك عبر فكرة ( الحصاد المائي المتزلي ) بحيث يتم تجميع اي كميات من مياه الامطار في خزانات وابار تجميعية والتي ينبغي ان تكون شائعه في كل مكان من المدن والارياف الاردنيه . كما أكد الدكتور الوشاح على ان الاردن ليس امامه خيارات كثيرة غير الذهاب الى مشاريع كبيره للتحليه مثل الناقل الوطني للمياه الذي سيضخ المياه المحلاه من البحر الاحمر في العقبه الى مستويات مرتفعه في محافظة العاصمة عمان وغيرها من محافظات الجنوب عبر مسار قريب من خط مياه الديسي . واوضح الدكتور الوشاح ان مصلحة الاردن كانت افضل في تنفيذ مشروع ناقل البحرين الذي تم العدول عنه من الجهات المانحة قبل عدة شهور لما له من اثار على انقاذ هبوط البحر الميت وما يتبعه من اثار مائية وبيئية واقتصادية.
وقدم المهندس حاتم رشيد من خبراء المياه في القطاع الخاص بالاردن محاضره دعا فيها الى ضرورة التعامل بحزم مع الهدر الناتج عن تسرب المياه والسطو على وصلات الشبكات لري مزارع خاصه بالاف الامتار المكعبه ما يشكل تصرفاً غير قانوني وغير أخلاقي بحق الرصيد المائي الاردني وشرح ان الامن المائي الاردني ينبغي ان ينظر اليه من منظور التنميه الشامله ما يتطلب بالضروره مشاريع مشتركه مع الدول العربيه المجاوره وخاصة مصر والعراق ولا مندوحه من الحصول على المياه عن طريقها طالما اردنا ان نطور فكرتنا باتجاه تنميه شامله , اما اذا كان المطلوب فقط توفير مياه الشرب وللاستعمال الزراعي المتواضع فلا لزوم حتى لمشاريع مكلفه مثل مشروع الناقل الوطني اذ يستطيع الاردن تامين هذه الكميات من مياهه الجوفيه وبمساعدة أمطاره السنويه. ودعا الى التفكير باتجاه تأهيل مناطق واسعه في الاردن وتكون جاذبه للخروج من مشكلة الاكتظاظ في العاصمه , واذا تم إنشاء ممر تنمويي يشمل شق قناة مكشوفه يتم ضخ المياه اليها من البحر الاحمر عبر وادي عربه الى البحر الميت مع مراعاة الشروط البيئية وكذلك ممر تنموي من الشرق الى الوسط وتتصل ببحيرات صغيره,هذا سيدفع الى تأهيل مناطق واسعه يفضي الى نشوء القرى والبلدات والتجمعات الزراعيه والاقتصاديه والاجتماعية المختلفه على طول مسار هذه الممرات. مشروع استراتيجي مثل هذا سيخفف من متطلبات العاصمه ( التي سيتراجع عدد سكانها ) من المياه ويترتب عليه واقع تنموي واعد في البلاد .
وجرى نقاش مستفيض في نهاية كل عرض شارك فيه الحضور الذي زاد عن 50 مشارك من مختلف الاختصاصات وقدم الجميع الشكر الجزيل لرابطة خريجي الجامعات والمعاهد الالمانية على هذه المبادرة وكما شكروا المتحدثين بهذه الورشة الهامة.