مرايا – أعادت أزمة جائحة كوفيد 19 التذكير بضرورة منح دول الشرق الأوسط، ومن ضمنها الأردن، الأهمية الحيوية واللازمة للأمن المائي، وسط مؤشرات ارتفاع الطلب على المياه بحلول العام 2025.
وأكد تقرير دولي متخصص في قطاع المياه نشره الموقع الإلكتروني العالمي “MEED”، ضرورة تركيز أولويات منطقة الشرق الأوسط على المضي بمشاريع المياه والصرف الصحي والاستثمار فيها.
وقال التقرير الذي جاء بعنوان “كوفيد19 يدفع أجندة المياه في الشرق الأوسط”، إنه فيما ألحقت جائحة كورونا أضرارا كبيرة بالعديد من قطاعات الأعمال التقليدية في المنطقة، إلا أنها عززت توقعات الاستثمار في المياه والصرف الصحي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعززت مؤشرات التقرير ذاته من مخاوف تقارير عالمية أخرى أدرجت الأردن من بين الدول التي يتوقع أن تواجه عجزا خطيرا بوضع المياه حتى العام 2025، وسط مخاوف من حرمان نصف سكان العالم من الحصول على وصول موثوق للمياه النظيفة والآمنة.
وحذرت معظم المؤشرات من خطورة مواجهة الأردن عجزا خطيرا خلال الأعوام الخمسة المقبلة، في حين تسعى وزارة المياه والري الأردنية لتوفير كميات كبيرة من المياه لمحاولة تغطية العجز المائي.
وبحسب تصريحات سابقة لأمين عام وزارة المياه بالوكالة م. محمد ارشيد، فإنه نظرا لزيادة الطلب على المياه، ومحدودية المصادر المائية في الأردن، لاسيما في ظل الاعتماد الرئيس على مصادر المياه الجوفية، “تسعى الوزارة الى تأمين كل المصادر المتاحة سواء بالتحلية أو المعالجة أو الحصاد المائي.
وتقوم خطط واستراتيجيات الوزارة الحالية على التخفيف من الضغط على المياه الجوفية، إلا أن الدراسات والخطط الاستراتيجية تُشير في الوقت ذاته الى ضرورة توفير كميات كبيرة لتغطية العجز المائي.
ويعد العمل على تنفيذ أكبر مشروع تحلية للمياه، خيارا استراتيجيا لتوفير 150 مليون متر مكعب بالمرحلة الأولى، و100 مليون في المرحلة الثانية، ليصبح الإجمالي 250 مليونا.
وفيما أشارت تقديرات تقرير “MEED” الى ارتفاع الطلب على المياه في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 62 % بحلول العام 2025، أكد التقرير “ضرورة الاستجابة لنمو الطلب عبر استثمارات رأسمالية كبيرة”.
وقال، إن الحكومات في دول الشرق الأوسط تدعم برامج استثمار استراتيجية واسعة النطاق لزيادة إنتاج المياه وقدرات التخزين، وتوسيع قدرة معالجة مياه الصرف الصحي، وتحديث شبكات نقل وتوزيع المياه المتداعية.
وأشار التقرير الى سعي حكومات الشرق الأوسط إلى إدخال تقنيات جديدة، مشددا على أهمية إدارة الاستهلاك، وزيادة كفاءة الأصول، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي واستخدامها، وتقليل التسرب.
ودعا التقرير الى بناء محطات جديدة لتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، موضحا أن الحكومات تسعى لتسريع الجهود بهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في قطاعي المياه والصرف الصحي من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص والخصخصة.