مرايا – كتب : انس صويلح – “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ”، آية قرآنية تحمل دلالات ومعان زاخرة، اعتلت جدار قاعة احتضنت الحفل الذي رعى فيه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد إطلاق دورة القيادات الأمنية المستقبلية الواعدة في مديرية الأمن العام.

سمو ولي العهد لفت خلال حفل الافتتاح إلى أهمية الدورة في إعداد قيادات أمنية مستقبلية قادرة على مواجهة التحديات والظروف الأمنية المستجدة، وهو الأمر المنسجم مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، في إعداد جيل من الشباب المؤهلين لقيادة العمل العام باقتدار وبرؤى حديثة قادرة على خدمة الوطن والنهوض به.

مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة والذي عرف عنه سعيه الحثيث لفسح المجال أمام الكفاءات والقيادات الشابة من خلال تجربته الناجحة في قوات الدرك، أشار إلى نظرة مستقبلية لمديرية الأمن العام مستمدة من التوجيهات الملكية السامية، تعتمد التأهيل والتدريب للعنصر البشري كسبيل لتطوير الخدمة الأمنية .

الحديث عن بناء قدرات الشباب يطول، وهو أمر حاسم لنهضة أي مؤسسة، بل هو حاسم لنهضة الوطن، وبالطبع هو أمر ليس بالهين، ولا هو كذلك بالصعب إن وجد الاهتمام والمتابعة وحسن التنفيذ، خاصة في ظل توجيهات ملكية ورعاية، وفي ظل توافر القيادات القادرة على التقاط هذه التوجيهات والعمل بها بإخلاص، كما هو حال مديرية الأمن العام ومديرها اللواء الحواتمة.

ولعل أهم ما ميز عمل الحواتمة هو ارتكازه على ترسيخ قيم العمل الأمني، القائمة على أسس العدالة والشفافية، بدون ظلم وافتئات للحقوق، وتركيزه على أنسنة العمل الأمني في برامج وإجراءات إنسانية ترسخ المبادئ المستمدة من الموروث الوطني، وتمضي جنباً إلى جنب مع العمل المحترف، الأمر الذي أوصل الأمن ومن قبله الدرك إلى ذروة التأثير الإيجابي نحو تحقيق الأمن المستدام.

ومن هنا نعود مجددا إلى ما بدأنا به في هذا المقال، وهو الآية الكريمة التي تظهر قيمة الأمن المتحقق بالابتعاد عن الظلم، كقيمة دينية راسخة، وكقيمة إنسانية تقود إلى عموم الأمن وامتداده، وكحقيقة علمية أكيدة لترسيخ الأمن كواقع على الأرض، وشعور بالاطمئنان في القلوب.

ولعله أمر يقودنا للتعليق على اعتذار تقدم به أحد المواطنين، إلى مديرية الأمن العام ومديرها الحواتمة، بعد قول وادعاء صدر من ابنه سابقاً وتبين فيما بعد مجانبته للصواب، فوجب الاعتذار عليه، وأحسن إذ فعل، كما وجب الشكر لمؤسسة أمنية وطنية انتهجت أخلاق الأردنيين كوسيلة لتحقيق غاية الأمن.

جملة القول، أردننا بلد الأمن والسلام، بني على الخير والتراحم، واستمد أمنه ومنعته من قيم توارثتها الأجيال، وحكمة حملتها قيادته الهاشمية، وتعززت بها الأركان، مثله كمثل شجرة طيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء، بيتاً للعز مدافعاً عن قيم العروبة والإسلام.