الملك والرئيس المصري يبحثان العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة

بحث جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في القاهرة اليوم الخميس، العلاقات المتينة التي تجمع البلدين، مؤكدين أهمية مواصلة العمل على تعزيزها.

وعقد الزعيمان لقاء قبيل بدء أعمال القمة الأردنية المصرية الفلسطينية، بحثا خلاله سبل توسيع آفاق التعاون بين الأردن ومصر في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما المشتركة.

وتطرق الزعيمان إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، حيث تم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأعرب جلالة الملك عن التقدير العميق الذي يكنه الأردن لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازه بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وكذلك مسيرة العلاقات على مستوى آلية التعاون الثلاثي مع العراق الشقيق.

وأكد جلالته حرص الأردن على الاستفادة من جهود مصر التنموية في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك، وذلك في ضوء مسيرة التنمية الشاملة والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر.

وأشاد الملك بالجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين والكيان الصهيوني  والفلسطينيين، وكذلك مبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.

من ناحيته، أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالعلاقات الأخوية المتينة بين مصر والأردن، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة، معرباً عن التطلع لتعزيزها بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع العراق الشقيق، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري.

وثمن السيسي الجهود التي تبذلها الحكومة الأردنية فى إطار رعاية الجالية المصرية المتواجدة في الأردن.

وشهد اللقاء استعراضاً لمجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى بما يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية والروابط التاريخية التى تجمع الشعبين الشقيقين، فضلاً عن دفع التعاون بين الجهات المختصة في البلدين فيما يتعلق بمواجهة تداعيات جائحة كورونا.

كما شهدت المباحثات كذلك استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصةً الوضع في لبنان، فضلاً عن تبادل الرؤى فيما يخص تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين في هذا الإطار.

وأكد الجانبان على أهمية العمل على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعياً نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استناداً لقرارات الشرعية الدولية.

وحضر جانبا من اللقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ورئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي.

وكان جلالة الملك قد وصل إلى العاصمة المصرية صباح اليوم، للمشاركة في القمة الثلاثية الأردنية المصرية الفلسطينية، وكان في مقدمة مستقبليه بمطار القاهرة، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

 

“موقف جيد”

وانعقاد القمة الثلاثية يأتي بهدف حث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على “الوفاء بوعودها بالحفاظ على حل الدولتين” للصراع الفلسطيني الصهيوني، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية “وفا”.

والأردن الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، يؤكد باستمرار مركزية القضية الفلسطينية وتمسكه بحل الدولتين.

جلالة الملك عبد الله الثاني أول زعيم عربي يلتقي بايدن، أكد ضرورة العمل على إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والصهاينة، لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. 

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل إلى القاهرة الأربعاء، وفق السفير الفلسطيني لدى مصر، دياب اللوح. 

وأكد عباس، مساء الأربعاء، أن “موقف الإدارة الأميركية الحالية جيد، وهي مع حل الدولتين وعدم التوسع الاستيطاني، وضد الأعمال أحادية الجانب”، مشيرا إلى إعلانها عن “قرارها بإعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية”.

وأضاف خلال لقائه صحافيين مصريين في القاهرة قبيل القمة الثلاثية، “نحن في اتصالات مستمرة مع الإدارة الأميركية”، موضحا: “الرأي العام في الولايات المتحدة حدث به تغير نوعي وهذا ليس في الشارع الأميركي فقط بل داخل الدولة العميقة، حيث بدأ المزاج العام الأميركي يصف الكيان بأنه عنصرية ومعتدية وترتكب جرائم حرب، بما فيهم اليهود الأميركيين، وهناك عدد كبير من الكنائس الأميركية أصدرت بيانات تدين الاحتلال”.

والقمة الأردنية الفلسطينية المصرية المرتقبة “ستناقش الاستراتيجية الدولية وكيفية التحرك في العالم والمجتمع العربي أيضا، لأن مصر والأردن لهما تأثير على المستوى الإقليمي والدولي”، وفق عباس الذي شدد على “ضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية”.

وجدد عباس تأكيده أن “السبيل الوحيد للأمن والسلام للجميع هو فقط بإنهاء الاحتلال الصهيوني لأراضي دولة فلسطين المحتلة”، وكذلك “الإسراع بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، عبر عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة ومشاركة الرباعية الدولية وتوسيع هذه المشاركة عربيا ودوليا من قبل أطراف أخرى، ووضع حد للغطرسة الصهيوني التي تتصرف وكأنها فوق القانون والمواثيق الدولية”.

شارك على الشبكات الإجتماعية !
مواضيع مشابهة