مرايا –
يواجه المنتخب الوطني لكرة القدم تحديات كبيرة في تأمين مباريات ودية عالية المستوى خلال الفترة المقبلة، ضمن تحضيراته لخوض نهائيات كأس العالم 2026، والتي ستقام للمرة الأولى في ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأميركية، كندا، والمكسيك.
ورغم الحماس الشعبي والإداري الكبير المصاحب لأول مشاركة تاريخية للنشامى في المونديال، إلا أن الواقع الفني يكشف عن صعوبات حقيقية في تنفيذ برنامج إعدادي مثالي، يتضمن مواجهات ودية قوية تليق بمكانة المنتخب الحالية وتصنيفه المتقدم آسيويا.
وبدأ اتحاد كرة القدم، بالتعاون مع الجهاز الفني بقيادة المدرب المغربي جمال سلامي، بوضع خطط وإستراتيجيات إعداد خاصة بالفترة المقبلة، تشمل إقامة وديات مع منتخبات عالمية من مدارس كروية مختلفة، تمهيدا للظهور المشرف في النهائيات.
وتتسبب ارتباطات المنتخبات العالمية في القارات المختلفة بتصفيات كأس العالم، في صعوبة إيجاد خصوم على مستوى عالٍ خلال التوقفات الدولية المقبلة. فخلال شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ستُقام الجولتان الأخيرتان من تصفيات أميركا الجنوبية، بالتزامن مع استكمال التصفيات الأوروبية والأفريقية، ما يغلق الباب أمام معظم المنتخبات الكبرى لخوض وديات.
وعليه، لن تتاح أمام “النشامى” في ذلك التوقف إلا احتمالية مواجهة منتخبات آسيوية، نظرا لعدم إقامة الملحق الآسيوي في هذا التجمع. غير أن مواجهة منتخبات من ذات القارة لا تحقق الهدف المنشود، في ظل تجنّب وقوع أكثر من منتخب آسيوي في نفس المجموعة، باستثناء المنتخبات الأوروبية.
وتستمر انشغالات القارات الأخرى بالتصفيات خلال شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)، في حين تنتهي تصفيات أميركا الجنوبية قبل توقف تشرين الثاني (نوفمبر)، ما يفتح المجال لفرصة محدودة في تلك الفترة لتنظيم ودية مع أحد المنتخبات اللاتينية المتقدمة، وهي فرصة يجب استغلالها جيدا.
وتُقام بطولة كأس العرب في كانون الأول (ديسمبر) 2024 في قطر، خارج أيام “فيفا”، ما يصعب من مهمة مشاركة المنتخب الوطني بصفوفه الكاملة، وبالتالي يُتوقع أن يشارك باللاعبين المحليين أو بمنتخب تحت 23 عامًا، الذي قد يكون منشغلًا حينها بالتحضير لنهائيات كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية.
وفي آذار (مارس) 2025، يشهد العالم آخر توقف دولي معتمد قبل انطلاق المونديال، ويُتوقع أن تُقام خلاله بطولة غرب آسيا، إلا أن الجهاز الفني للنشامى قد لا يرى فيها فائدة فنية كبيرة نظرًا لمستوى المنتخبات المشاركة، مقارنة بتلك التي سيواجهها المنتخب في مجموعته بكأس العالم.
وبالتالي، يتعين على اتحاد كرة القدم خلال هذا التوقف، العمل على تأمين مواجهات ودية مع منتخبات قوية من أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، لتكون بمثابة المحطة الأخيرة لرسم ملامح الفريق قبل خوض النهائيات.
تُقام قرعة نهائيات كأس العالم في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، والتي ستكشف عن هوية منافسي النشامى في المجموعة، ما سيحدد شكل المرحلة الأخيرة من التحضير.
وتُعد نسخة 2026 من كأس العالم فريدة من نوعها، إذ تقام لأول مرة في ثلاث دول، وتضم عددًا غير مسبوق من المنتخبات (48 منتخبًا)، يتم توزيعها على 12 مجموعة، كل مجموعة تضم 4 فرق، ويتأهل منها صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرة، إلى جانب أفضل 8 منتخبات من أصحاب المركز الثالث.
وتأهل المنتخب الوطني إلى المونديال بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية، برصيد 16 نقطة، من 4 انتصارات و4 تعادلات مقابل خسارتين، مسجلًا 16 هدفًا، فيما استقبلت شباكه 8 أهداف.
ويمتلك المنتخب الوطني سجلًا مميزًا من المباريات الودية أمام منتخبات عالمية، كان أبرزها مواجهة منتخب إسبانيا في عمان العام 2022، قبل مشاركة الأخير في مونديال قطر. كما خاض مواجهة تاريخية أمام منتخب أوروجواي، بطل العالم مرتين، في ملحق تصفيات كأس العالم 2014، وهي من أكثر المباريات التي تركت بصمة في ذاكرة الجماهير الأردنية.
ورغم كل التحديات، فإن الطموح ما يزال كبيرًا بتوفير تحضير مثالي، يليق بمشاركة “النشامى” التاريخية في المونديال، ويضمن ظهورهم بأفضل صورة في محفل عالمي يُعد الأضخم في تاريخ اللعبة.