مرايا – وقع وزير الزراعة خالد الحنيفات وممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في الأردن، نبيل عساف، اتفاقية لتحويل النظم الغذائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وبينها الأردن، لتحسين الأمن الغذائي والدخل والحالة التغذوية للسكان، إضافة إلى الاستدامة البيئية في المنطقة.

الاتفاقية، التي حضرتها سمو الأميرة بسمة بنت علي، من المقرر أن تنفذ من خلال تطوير أنظمة غذائية أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، إضافة إلى عمل المشروع على تطوير نهج نظامي عالمي لنظام الأمن الغذائي، والذي يمكن تكراره ويكون له تأثيرات مماثلة في بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى.

وجاءت الاتفاقية على هامش احتفالية “فاو” برعاية الوزير الحنيفات، احتفالا بيوم الشجرة الذي يصادف الخامس عشر من كانون الثاني/يناير من كل عام، من خلال تنفيذ نشاط غراس الأشجار، للمساهمة في جهود التشجير وزيارة في بنك البذور والمشاتل والأعشاب في الحديقة النباتية الملكية.

وشارك في الفعالية حوالي 80 طالبًا من مدرستين مختلفتين، حيث غرسوا الأشجار وزاروا بنك البذور والمشاتل، كما جرى إطلاعهم على تعريف نظم الأغذية الزراعية وأنواع النباتات المختلفة.

وأكد وزير الزراعة خلال كلمته على مساهمة وزارة الزراعة من خلال خططها في زيادة الغطاء الحرجي في المملكة، وتحدث عن مشروع القطرانة الممتد على 2200 دونم جرى المباشرة بزراعة 35 ألف شجرة خلال هذا الموسم والعمل جار لاستكمال المشروع وأن طرق الري المستخدمة ستكون من خلال استغلال المياه المعالجة من الشركة الوطنية للدواجن وحفيرتين وخمس برك.

وأضاف أن من ضمن الخطط أيضا مشروع الأبيض، الذي سيتم خلاله زراعة حوالي ألف دونم ستروى من مياه شركة مناجم الفوسفات، ومن ضمن المشاريع أيضا مشروع زراعة ألفي دونم في منطقة عنيزة، حيث سيتم استغلال المياه الكبريتية من بئر ارتوازي غير صالح للاستخدام البشري.

وأشار الحنيفات إلى أنه “سيتم أيضا تنفيذ عدة مشاريع مع مديرية الأمن العام لزراعة غابة سواقة، وأيضا زراعة غابة أخرى على مدخل سطح معان، إضافة إلى الطريق الصحراوي بمسافة تمتد 150 كم، جرى زراعتها خلال عام 2022”.

وبين أنه “في المناطق الشمالية هناك تعاونا مع منظمة العمل الدولية لزراعة ألف دونم بتقنية الشرنقة وألف دونم في بليلة بتقنية الشرنقة أيضا، أما في عجلون فمن ضمن الخطة تأهيل غابات طبيعية لتكون مهيئة كمتنزهات للمواطنين، وضمن احتفالات يوم الشجرة سيتم توزيع قرابة 2 مليون غرسة حرجية على كافة المؤسسات المدنية والعسكرية والجمعيات الأهلية والمواطنين لزراعتها”.

وقالت سمو الأميرة بسمة بنت علي إن هذه الفعالية تجسد الشراكة القائمة بين الحديقة والمؤسسات المعنية بشأن الزراعة واستدامتها، ممثلة بوزارة الزراعة وفاو والهيئات الأكاديمية والتربوية لضمان الوصول إلى الارتقاء بقطاع الزراعة والتشجير.

وأضافت أن مشاركة طلبة المدارس في التشجير لترسيخ مفاهيم الانتماء إلى الأرض وزيادة المساحات الخضراء ليكونوا بمثابة رسل الزراعة والاهتمام بالبيئة والتنوع الحيوي.

وقال عساف إنه من المقرر أن يسهم المشروع الذي جرى توقيع اتفاقيته الأحد، في تسريع التقدم في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في منطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلال تطوير إطار عمل قائم على الأدلة للإجراءات التعاونية المحددة السياق لدعم تحويل النظم الغذائية، مما يجعلها مستدامة اجتماعيا واقتصاديا وبينيا.

ومن المتوقع القيام بأنشطة على المستوى القطري تتماشى مع مخرجات المشروع في ألبانيا والأردن والمغرب سيعزز الدعم القطري قدرات أصحاب المصلحة الوطنيين وغيرهم لتعزيز نهج منهجي لسياسات واستراتيجيات وتدخلات الأغذية الزراعية، وصياغة مقترحات المشاريع والاستثمار، وكذلك تسهيل حشد الموارد.

وفي الأردن، يسترشد التحول في النظام الغذائي بالأهداف الاستراتيجية والمبادئ التوجيهية لاستراتيجية الأمن الغذائي، مع إشراك العديد من أصحاب المصلحة على المستويين المركزي والمحلي، بما في ذلك المزارعين والقطاع الخاص وممثلي الحكومة والنساء والمجتمع المدني.

عساف قال إن الغابات تلعب دورًا رئيسيًا في استعادة النظم البيئية بهدف حياة أفضل للجميع، وأن الغابات شريك رئيسي للمنظمة لتحقيق أهداف خطة عام 2030 ومكافحة التصحر وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش.

ويتمثل دعم منظمة الأغذية والزراعة للحكومة الأردنية من خلال تعزيز إنتاج الشتلات في المشاتل وزيادة كثافة الرقعة الزراعية بأشجار الغابات في شمال ووسط الأردن سواء من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات مع الشركاء أو من خلال أنشطة المشاريع الجارية مثل المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي-صندوق مدد؛ والذي ساهم في إنتاج 3000000 شتلة خلال عامي 2021 و 2022، وزرع 100000 شتلة من الأنواع المحلية وإعادة تأهيل 11100 دونم من مناطق الغابات والمراعي.