مرايا –

قال نشطاء إنَّ شركة ميتا العملاقة للتواصل الاجتماعي “فيسبوك” فرضت رقابة على المنشورات التي تشير إلى استشهاد المقاوم الفلسطيني البارز الشاب إبراهيم النابلسي، مستهدفة بالأساس الصحفيين المقيمين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 11 أغسطس/آب 2022.
وانتشرت صور النابلسي على الشبكات الاجتماعية بعد أنباء استشهاده. ومع ذلك، قال عدد من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين الذين شاركوا صوراً ومقاطع فيديو للنابلسي، إنَّ منشوراتهم محظورة على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لـ”ميتا”، وهي فيسبوك وواتساب وإنستغرام.
يُذكر أن إبراهيم النابلسي، وهو قيادي بارز في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، استشهد الثلاثاء 9 أغسطس/آب على يد القوات الإسرائيلية خلال غارة للجيش على مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة وما تلاها من تبادل لإطلاق النار، إلى جانب إسلام صبحي وحسين جمال طه.
في السياق، لفت النشطاء إلى أنَّ منصتي إنستغرام وفيسبوك بدأتا في حذف ورقابة صور الشهداء وعائلاتهم عقب عمليات القتل.
كما حجبت التدوينات التي ذكرت النابلسي وصبحي وطه وأي محتوى ينعى استشهادهم. كما فرضت ميتا الرقابة على مقاطع فيديو لوالدة النابلسي وهي تتحدث إلى الحشود وتحمل جثة ابنها خلال جنازته.
بحسب “صدى سوشال”، وهي مبادرة تسجل وترصد تعليق المحتوى الفلسطيني والحسابات الفلسطينية على الشبكات الاجتماعية، فإن حملة “ميتا” تستهدف بشكل أساسي الصحفيين والنشطاء المقيمين في الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وأظهرت بيانات المبادرة أنه في غضون 24 ساعة من استشهاد النابلسي، تعرض ما لا يقل عن 75 حساباً مملوكاً لنشطاء وصحفيين على المنصات الاجتماعية المختلفة للتقييد أو الحذف، بما في ذلك على فيسبوك وتويتر وإنستغرام وتيك توك.
معايير مزدوجة: تؤكد “صدى سوشال” أيضاً أنَّ “ميتا” تطبق “معايير مزدوجة” عندما يتعلق الأمر بمراقبة المحتوى.
بدورها، قالت نداء بسومي، المنسقة الإعلامية في صدى سوشال، لموقع ميدل إيست آي: “شنّت [ميتا] حملة مكثفة ضد الصحفيين الفلسطينيين من خلال تقييد المنشورات التي تنقل الأخبار العاجلة من فلسطين، لكنها لم تقيد فيديو القوات الإسرائيلية الذي يظهر فيه اقتحامهم لنابلس وقتلهم فلسطينيين”.
وبحسب بسومي، تقيد ميتا الإشارات إلى الشخصيات والمفاهيم المختلفة المرتبطة بالمقاومة الفلسطينية وتعتبرها أنها “تنتهك معايير المجتمع”، بما في ذلك الأسرى الفلسطينيين الذين فروا من سجن جلبوع الإسرائيلي عام 2021 والآن النابلسي.
وأشارت بسومي إلى أنَّ هذه الممارسة ليست جديدة؛ إذ أُبرِم اتفاق منذ عام 2016 بين الحكومة الإسرائيلية ومنصات التواصل الاجتماعي الكبرى، بما في ذلك فيسبوك؛ للسيطرة على المحتوى الفلسطيني.
ويخضع أيضاً المحتوى الفلسطيني على الشبكات الاجتماعية لرقابة دقيقة داخل إسرائيل. ومنذ أبريل/نيسان 2022، تلقت الوحدة الإلكترونية الإسرائيلية شكاوى بشأن 5815 منشوراً على الشبكات الاجتماعية لمستخدمين فلسطينيين اتُّهموا بالتحريض على الإنترنت أو دعم “الإرهاب”.
كذلك قالت بسومي: “هل تصدق أنَّ إنستغرام حذف حساب صحفية؛ لأنها نشرت صورة لفلسطيني قُتِل على يد القوات الإسرائيلية”.
مذبحة رقمية: تحت رقابة ميتا، لا يحمل حساب عبد العفو بسام على إنستغرام، الذي يبلغ عدد متابعيه 436 ألفاً، سوى القليل من القيمة هذه الأيام. يقول بسام، أحد أبرز النشطاء من القدس خلال عدوان الشيخ جراح وغزة 2021، لموقع ميدل إيست آي: “أنا أحد ضحايا مذبحة ميتا الرقمية”. وقال “هذا عدوان إسرائيلي رقمي.
وبينما يصاب فلسطينيون على الأرض بالرصاص والشظايا، نُصَاب على الإنترنت بتقييد أصواتنا وإسكاتها”. وثّق مركز “صدى سوشال”، خلال النصف الأول من عام 2022، نحو 425 انتهاكاً رقمياً ضد المحتوى الفلسطيني على الشبكات الاجتماعية.

وأنفقت Mind Force، وهي شركة علاقات عامة إسرائيلية ممنوعة الآن من منصات “ميتا”، نحو 12000 دولار على إعلانات فيسبوك وإنستغرام، وقيل إنها شنت حملات سياسية مناهضة لحماس في قطاع غزة. كما قدَّمت بعض حساباتها على أنها لصحفيين محليين مستقلين، واستخدمت الغالبية العظمى من الملفات الشخصية صوراً مسروقة من مواقع أخرى، وبدا أنَّ القليل منها نتج باستخدام الذكاء الاصطناعي. واشترت هذه الصفحات والحسابات “إبداءات الإعجاب” الوهمية لجعل محتواها يبدو رائجاً ويحظى بمتابعة عالية. وحدد تقرير التهديد المناوئ الفصلي على فيسبوك (Facebook Quarterly Adversarial Threat)، الذي صدر في آب 2022، هذه المجموعة على أنها جزء من شبكة “نشأت في إسرائيل واستهدفت أنغولا ونيجيريا ومنطقة غزة في فلسطين”.
بينما قالت شركة فيسبوك إنها أزالت أكثر من 250 حساباً على منصتها، وأكثر من 100 حساب على إنستغرام ذات صلة لانتهاكها سياسات الشركة ضد “السلوك الممنهج غير الأصيل”.