مرايا – نصب لاعبو برشلونة السيرك ولقنوا الغريم التقليدي ريال مدريد درسا في فنون اللعبة، ليقودوا الفريق الكتالوني للفوز 4 / صفر على الفريق الملكي، اليوم الأحد، في قمة مباريات المرحلة التاسعة والعشرين لبطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.
وارتفع رصيد برشلونة، الذي حافظ على سجله خاليا من الهزائم للمباراة الـ12 على التوالي في مختلف المسابقات إلى 54 نقطة في المركز الثالث، متفوقا بفارق المواجهات المباشرة على أتلتيكو مدريد، صاحب المركز الرابع، المتساوي معه في نفس الرصيد، علما بأن برشلونة مازال يمتلك مباراة مؤجلة.
في المقابل، توقف رصيد الريال، الذي تلقى خسارته الثالثة في البطولة هذا الموسم عند 66 نقطة، لكنه بقي في الصدارة، بفارق 9 نقاط أمام أقرب ملاحقيه أشبيلية، قبل 9 مراحل على نهاية الموسم.
وبينما خاض الريال اللقاء بدون هدافه الفرنسي كريم بنزيمه بداعي الإصابة، فرض برشلونة سيطرته المطلقة على مجريات الأمور وكان بإمكان نجومه الذين صالوا وجالوا في جميع أرجاء ملعب (سانتياجو برنابيو) بالعاصمة الإسبانية مدريد، إضافة المزيد من الأهداف، لولا تألق البلجيكي تيبو كورتوا، الذي أنقذ العديد من الفرص المؤكدة للنادي الكتالوني كانت كفيلة بتدوين فوز تاريخي لفريق المدرب الشاب تشافي هيرنانديز في الكلاسيكو.
وكانت للصفقات التي أبرمها برشلونة في فترة الانتقالات الشتوية فعل السحر في المباراة، حيث افتتح الجابوني بيير ايميريك أوباميانج، المنتقل للفريق في كانون الثاني/يناير الماضي قادما من أرسنال الإنجليزي، التسجيل للفريق الضيف في الدقيقة 29، بعدما تابع تمريرة من عثمان ديمبيلي.
وأضاف رولاند أراوخو الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 38 من صناعة ديمبيلي أيضا، فيما تكفل فيران توريس، المنضم لبرشلونة هذا الشتاء قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي، بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 47، بعد تمريرة بارعة من أوباميانج، الذي أضاف الهدف الرابع للضيوف في الدقيقة .51
وبذلك، حقق برشلونة انتصاره السابع والتسعين في تاريخ مواجهاته مع الريال، الذي حقق 100 فوز، فيما فرض التعادل نفسه على 52 مواجهة بين الفريقين.
بهذا الانتصار الكبير والمستحق، وضع برشلونة حدا لتفوق الريال في لقاءات الكلاسيكو، والذي استمر في المواجهات الخمس الأخيرة بينهما بمختلف المسابقات، ليثبت عن قدومه بقوة للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية في الفترة المقبلة
وبات هذا هو الفوز الأول لبرشلونة على الريال منذ أكثر من 3 أعوام، حيث يرجع آخر فوز للفريق الكتالوني على نظيره الملكي إلى الثاني من آذار/مارس 2019 على نفس الملعب ببطولة الدوري.
وأصبح هذا الفوز هو الأكبر لبرشلونة على الريال في هذا الملعب منذ أن تغلب بالنتيجة ذاتها في 21 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2015 ببطولة الدوري.
بدأت المباراة بهجوم من جانب الريال، المدعم بعاملي الأرض والجمهور، وقاد فيديريكو فالفيردي هجمة للفريق الملكي في الدقيقة الخامسة، ليمرر الكرة إلى رودريجو، الذي سدد من على يمين منطقة الجزاء، لكنه وضع الكرة بجوار القائم الأيسر.
وقاد فينيسيوس جونيور هجمة أخرى للريال من الناحية اليسرى، ليرسل الكرة إلى فالفيردي، المنطلق من الخلف دون رقابة، ليسدد مباشرة قذيفة زاحفة على يسار الألماني مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة، الذي أبعد الكرة لركنية لم تستغل.
بمرور الوقت، بدأ برشلونة الدخول لأجواء المباراة، وتابع بيير ايميريك أوباميانج كرة عرضية زاحفة من الجانب الأيسر عبر فيران توريس في الدقيقة 12، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، دون مضايقة من أحد، لكن كورتوا تصدى للكرة، لتصل إلى عثمان ديمبيلي، الذي سدد من على يمين المنطقة، لكن حارس الريال واصل تألقه وتصدى للكرة بنجاح.
وجاء رد الريال سريعا على هجمة برشلونة، حيث سدد فينيسيوس من يسار المنطقة في الدقيقة 14، لكنه وضع الكرة في منتصف المرمى، ليمسكها تير شتيجن بثبات.
في المقابل، سدد توريس من خارج المنطقة في الدقيقة 18، لكن الكرة مرت بمحاذاة القائم الأيسر لمرمى الريال، قبل أن يسدد اللاعب ذاته من خارج المنطقة في الدقيقة 24، لكن الكرة اصطدمت في الدفاع.
وحملت الدقيقة 29 البشرى لبرشلونة، بعدما افتتح أوباميانج التسجيل للفريق الكتالوني، حيث تابع النجم الجابوني تمريرة عرضية متقنة من الناحية اليمنى من ديمبيلي، ليسدد ضربة رأس رائعة، واضعا الكرة على يمين كورتوا، الذي اكتفى بالنظر لها بحسرة وهي تعانق شباكه.
وأضاع أوباميانج فرصة أخرى لبرشلونة في الدقيقة 36، بعدما سدد قذيفة من داخل المنطقة تصدى لها كورتوا، الذي ارتدت الكرة منه لتصل إلى اللاعب الجابوني، الذي أرسل تمريرة عرضية أبعدها الدفاع لركنية لم يستغلها الفريق الضيف، وتحولت إلى هجمة مرتدة انفرد على إثرها فينيسوس بتير شتجين، لكنه فشل في ترجمتها إلى هدف التعادل.
وجاء عقاب برشلونة سريعا على ضياع فرصة فينيسيوس بعدما أضاف رولاند أراوخو الهدف الثاني في الدقيقة 38، بعدما تابع ركلة ركنية من الجانب الأيمن نفذها ديمبيلي، ليرتقي فوق الجميع ويسدد ضربة رأس متقنة، واضعا الكرة على يسار كورتوا، وتعانق الشباك.
أحكم برشلونة قبضته على مجريات الأمور، وفرض سيطرته الكاملة على اللقاء خلال الوقت المتبقي من الشوط الأول، فيما اكتفى لاعبو الريال بالمشاهدة، لينتهي الشوط بفوز مستحق لبرشلونة 2 / صفر.
أضاع توريس فرصة مؤكدة لتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة في الثواني الأولى من الشوط الثاني، حيث تلقى تمريرة أمامية انفرد على إثرها بالمرمى مستغلا سوء تمركز دفاع الريال، لكنه وضع الكرة بغرابة شديدة بجوار القائم الأيسر.
ولم تمر سوى دقيقتين حتى تمكن توريس من تعويض تلك الفرصة، عقب تسجيله الهدف الثالث لبرشلونة.
وبعد سلسلة من التمريرات المتقنة والسريعة بين لاعبي برشلونة، وصلت الكرة إلى أوباميانج، الذي مرر الكرة بـ(عقب القدم) لتوريس، الذي سدد مباشرة دون أدنى صعوبة، واضعا الكرة على يسار كورتوا داخل المرمى.
واستغل برشلونة حالة الانهيار التي بدا عليها لاعبو الريال، ليضيف أوباميانج الهدف الرابع في الدقيقة .51
وتلقى توريس كرة أمامية، لينطلق بها قبل أن يرسلها إلى أوباميانج، الذي وجد نفسه منفردا بالمرمى، ليضع الكرة بكل هدوء على يسار كورتوا وتسكن الشباك.
وألغى حكم المباراة الهدف في البداية بناء على إشارة من مساعده الذي أشار لتسلل توريس قبل تمريره الكرة لأوباميانج، لكن تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) أثبتت صحة الهدف، لتتضاعف معاناة الريال في اللقاء.
وأهدر أوباميانج فرصة تسجيل الهدف الخامس لبرشلونة في الدقيقة 58، بعدما تلقى كرة عرضية أرضية من الناحية اليسرى عن طريق خوردي ألبا، لكنه سدد برعونة، ليضع الكرة بعيدة عن القائم الأيسر.
وعاد أوباميانج ليهدر فرصة أخرى محققة في الدقيقة 61، لكنه وضع الكرة ضعيفة في يد كورتوا، قبل أن يهدر توريس فرصة أخرى في الدقيقة 63 عبر تسديدة من داخل المنطقة، أبعدها كورتوا بصعوبة بالغة.
هدأ إيقاع المباراة نسبيا، وإن ظل برشلونة الأكثر استحواذا على الكرة، وأضاع ديمبيلي فرصة مؤكدة في الدقيقة 73، عندما تلقى تمريرة خاطئة من إيدير ميليتاو، لكنه سدد كرة افتقدت للدقة لتخرج بجوار القائم الأيمن.
ووقف كورتوا حائلا أمام تلقي مرماه هدفا آخر في الدقيقة 77، بعدما تصدى لقذيفة من داخل المنطقة عن طريق الهولندي ممفيس ديباي، الذي حل بديلا لأوباميانج، فيما سدد ديفيد ألابا قذيفة مماثلة في الدقيقة التالية، كان لها تير شتيجن بالمرصاد.
وشهدت الدقائق المتبقية هدوءا في أحداث اللقاء، حيث حاول الريال تقليص الفارق دون جدوى، لتنتهي المباراة بفوز مستحق لبرشلونة.