مرايا – أوصت منظمة الصحة العالمية بإلغاء بعض خطط عطلات عيد الميلاد لحماية الصحة العامة وسط انتشار سلالة أوميكرون من فيروس كورونا.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية: “إلغاء احتفال أفضل من إلغاء حياة”، مؤكدا أنه “لابد من اتخاذ قرارات صعبة”.

وأشار إلى أن تلك القرارات “قد تكون في بعض الحالات إلغاء أو تأجيل بعض الاحتفالات”، مشددا على “توافر أدلة في الوقت الراهن على أن أوميكرون ينتشر بسرعة أكبر من دلتا بكثير”.

 

وأكد غيبريسوس في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، أنه “إذا أردنا إنهاء الجائحة في العام المقبل، فيجب أن ننهي عدم المساواة (في اللقاحات)، عبر ضمان تطعيم 70 بالمئة من السكان في كل بلد بحلول منتصف العام المقبل”.

وأضاف غيبريسوس: “العام المقبل، تلتزم منظمة الصحة العالمية ببذل كلّ ما في وسعها للقضاء على الجائحة”.

تأتي تصريحات غيبريسوس وسط تشديد دول، من بينها فرنسا وألمانيا، القيود التي تستهدف الحد من فيروس كورونا وفرض المزيد من القيود على السفر للسيطرة على السلالة الجديدة. وأعلنت هولندا فرض حالة الإغلاق أثناء فترة الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة.

 

وأصبحت “أوميكرون” المتحوّرة المهيمنة إلى حدّ كبير في الولايات المتحدة وفق ما أظهرت بيانات السلطات الصحّية الأمريكيّة، فيما تتضاعف التحذيرات والقيود حول العالم لمواجهة الانتشار السريع لهذه المتحورة الشديدة العدوى.

يأتي ذك في وقت وافق فيه الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على استعمال لقاح نوفافاكس الأمريكي المضاد لكوفيد.

ورغم خطر موجة وبائية شتوية مرجحة، فقد استبعد البيت الأبيض الاثنين فرض “إغلاق” في البلاد، كاشفًا أنّ الرئيس جو بايدن سيُعلن الثلاثاء “إجراءات” جديدة تستهدف “توسيع نطاق إجراء فحوص الكشف” عن كوفيد-19، مع الإشارة إلى “الأخطار التي تهدّد غير الملقّحين”.

لكنّ دولاً أخرى أغلقت حدودها، فيما أعادت بعض البلدان فرض إغلاق، ومنعت أخرى احتفالات نهاية العام.

وقد تغلّبت المتحوّرة أوميكرون السريعة الانتشار، على المتحوّرة دلتا في غضون أسابيع، وباتت تُمثّل ما يصل إلى 96.3% من الحالات الجديدة في ثلاث ولايات في شمال غرب الولايات المتحدة (أوريغون وواشنطن وآيداهو)، حسب مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وفي مجموعة أخرى من الولايات الجنوبيّة الشرقيّة، بما في ذلك فلوريدا وألاباما وجورجيا، تُمثّل أوميكرون 95.2% من الإصابات الجديدة، وهي نسبة مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد.

وخضع الرئيس جو بايدن لاختبار لكوفيد جاءت نتيجته سلبيّة بعد أن كان على اتّصال قبل ثلاثة أيّام مع أحد أعضاء فريقه الذي ثبُتت الاثنين إصابته بالفيروس.

وبحسب المفوضية الأوروبية، فقد تصبح أوميكرون المتحورة المهيمنة بحلول منتصف كانون الثاني/ يناير في الاتحاد الأوروبي فيما لقّح 67 في المئة فقط من السكان بشكل كامل.

وفيات

في بريطانيا، توفي 12 شخصا جراء إصابتهم بأوميكرون وأدخل 104 مصابين آخرين بالمتحورة إلى المستشفى، وفق ما أعلن نائب رئيس الوزراء دومينيك راب الاثنين.

وقال راب: “إذا راقبنا أوميكرون، ندرك أنّها تنتشر بسرعة كبيرة… لا نعرف حقا إلى أي مدى سيسوء الأمر”.

ونبه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، إلى أنّه “لن يتردّد” في فرض قيود أكثر شدّة عند الضرورة لاحتواء تفشّي أوميكرون.

وفي الولايات المتحدة أفادت شبكة “إيه بي سي” نقلا عن مسؤولي الصحة بمقاطعة هاريس بأن مسؤولي الصحة بولاية تكساس أعلنوا يوم الاثنين عن تسجيل أول وفاة بمتحورة “أوميكرون”.

وأضافت الشبكة أنه يُعتقد أن هذه أول حالة وفاة مسجلة بـ”أوميكرون” في الولايات المتحدة.

إلغاء حفلات

من جانبه، أعلن رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان الاثنين، عن إلغاء الاحتفالات التي كانت مقرّرة في المدينة لمناسبة رأس السنة.

في سياق متّصل، أرجئ منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي كان مقرّرا في الفترة من 17 إلى 21 كانون الثاني/ يناير في دافوس السويسريّة بسبب مخاوف مرتبطة بانتشار أوميكرون، وفق ما أعلن المنظّمون في بيان.

أما في ألمانيا، فتستعدّ الحكومة لتشديد القيود الصحية بحلول العام الجديد، من خلال إغلاق جميع النوادي الليلية وتقليل الاتصال بين الأفراد، وبينهم الملقّحون، وفق مشروع اطّلعت عليه وكالة فرانس برس الاثنين.

في هولندا، أغلقت كل المتاجر والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح اعتبارا من الأحد حتى 14 كانون الثاني/ يناير، فيما ستغلق المدارس أبوابها على الأقل حتى 9 كانون الثاني/ يناير.

في بلجيكا، أعطت الحكومة، الاثنين، الضوء الأخضر لتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما ضد كوفيد بشكل مجاني وطوعي بموافقة الوالدين.

ووسّعت دول أوروبية عدّة، بينها الدنمارك والنمسا واليونان وإسبانيا والبرتغال، نطاق التلقيح ليشمل الأطفال.