يشارك الأردن العالم اليوم السبت الاحتفال باليوم العالمي للطفل، والذي يصادف بتاريخ العشرين من تشرين ثاني من كل عام، وجاء هذا العام تحت شعار “مستقبل أفضل لكل طفل”، بهدف التأكيد على حقوق الأطفال وتعزيزها ولفت النظر إليها، لبناء مستقبل وعالم أفضل لجميع الأطفال حول العالم وتحسين رفاهية الأطفال.

وأكدت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي في بيان صحفي خاص بالمناسبة على أهمية هذا اليوم، والذي يأتي ضمن إطار اهتمام المجلس الأعلى للسكان في البعد السكاني كمحور هام للتنمية.

وأشارت إلى أن مؤشر حقوق الطفل لعام 2021 صنف الأردن في المرتبة الـ 73 من أصل 182 دولة حول العالم بعد حصوله على مجموع نقاط 0,771 من أصل نقطة واحدة، ويصدر هذا المؤشر سنوياُ منذ سنة 2013 عن مؤسسة حقوق الطفل بالتعاون مع جامعة إراسموس روتردام بهولندا، ويقدم لمحة عامة عن أداء الدولة في مجال حقوق الأطفال، ويضع أساسا لتحسين مختلف جوانب حقوق الطفل في 182 دولة من خلال 5 مجالات رئيسة، وقد حل الأردن في المركز 50 عالمياُ بـ 0,947 نقطة في مجال الحق في الحماية، وفي المركز 70 فيما يخص الحق في الصحة، بمجموع بلغ 0,924 نقطة، وفي المرتبة 80 في مجال الحق في الحياة بعد حصوله على 0,839 من أصل نقطة واحدة، وبخصوص الحق في التعليم فقد حل الأردن في المرتبة 126 عالميا بمجموع 0,636 ، وبخصوص المؤشر الفرعي المتعلق بالبيئة التمكينية لحقوق الطفل حصل الأردن على علامة 0,583 وجاء ترتيبه ما بين الرتبة 77-86.

وبينت أن عدد الأطفال في الأردن ممن هم دون سن 18 سنة بلغ (4344515) نسمة يشكلون ما نسبته (40,2%) من إجمالي عدد السكان عام 2020 ويتوزعون حسب الجنس بما نسته (51,4%) ذكور و (48,6%) إناث، وأن تحليل نتائج الإسقاطات السكانية للأردنيين يبين أن نسبة الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر ستنخفض خلال السنوات القادمة نتيجة للانخفاض المتوقع في مستويات الإنجاب، حيث ستنخفض من (33,1%) في عام 2020 إلى (23,8%) عام 2040 حسب السيناريو المنخفض، حيث يعتبر ذلك مؤشرات هامة على انخفاض معدلات الإعالة في الأسرة الأردنية ومؤشراُ هاماُ على الاتجاه إلى انخفاض نفقات التعليم والصحة والخدمات الأخرى على ميزانية الأسرة والدولة والتي يمكن أن يوظف الوفر فيها إلى زيادة الاستثمار في خدمات ذات جودة أفضل للأطفال.

وبينت الأمينة العامة للمجلس أن الأردن قطع شوطاُ كبيراُ في مسيرة تعزيز حقوق الطفل وتنمية الطفولة، وأبرزت العديد من المؤشرات على هذه الإنجازات والتحديات، ومن أبرز مؤشرات ذلك ارتفاع معدل الالتحاق الإجمالي بمراحل التعليم المختلفة، فقد بلغ للعام الدراسي (2019/2020) للالتحاق برياض الأطفال ما نسبته 41,1% (41,7% ذكور و40,5% إناث)، وللمرحلة الأساسية 97,9% (97,8% ذكور و97,9% إناث)، وللمرحلة الثانوية 77,5% (70,8% ذكور و84,9% إناث)، كما حافظ الأردن على المساواة بين الجنسين في التعليم حيث تتقارب معدلات الالتحاق بين الجنسين في المرحلة الأساسية بينما تظهر في المرحلة الثانوية أن نسبة الملتحقين بالمدرسة اقل من نسبة الإناث الملتحقات.

وأشارت إلى دراسة أصدرتها وزارة التربية والتعليم واليونيسف عام 2020 بعنوان “دراسة الأردن حول الأطفال خارج المدرسة”، والتي كشفت نتائجها أن عدد الأطفال خارج المدرسة للفئة العمرية ( 6-15 سنة) في العام الدراسي (2017/2018) بلغ (112016) طفل يشكلون 6,2% من مجمل الأطفال في الفئة العمرية (6-15 سنة) ، وعلى الصعيد الوطني ترتفع نسبة الذكور خارج المدرسة مقارنة بنسب الإناث باستثناء الأطفال الأردنيين من الفئة العمرية (6-11 سنة)، حيث ترتفع نسب الإناث مقارنة بالذكور (2,3% مقابل 1,6%)، كما بينت الأمينة العامة للمجلس أن أثار الأعداد التراكمية للمتسربين تظهر بشكل واضح على المستوى التعليمي للمشتغلين في الاقتصاد الأردني والذي شكل فيه 50% منهم بمستوى تعليمي اقل من الثانوي، بالإضافة إلى أثار ذلك على العديد من المشاكل الاجتماعية مثل عمالة الأطفال وزواج دون سن 18 سنة وجنوح الأحداث وتعزيز دائرة الفقر.

وأكدت عماوي أن الأردن قطع شوطاً كبيراً في مجال تلبية الحقوق الصحية للأطفال، وأبرزت أهم المؤشرات على هذه الإنجازات من واقع مسوح السكان والصحة الأسرية ومن بينها؛ انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة م كما انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع كما ارتفعت نسبة الأطفال الذين أعمارهم (12-23 شهراُ) وتلقوا جميع المطاعيم الأساسية مبينة أن من أبرز التحديات في مجال الرعاية الصحية للأطفال، انتشار فقر الدم بين الأطفال الأردنيين حيث يعاني طفل واحد من كل ثلاثة أطفال (32%) الذين أعمارهم (6-59 شهراُ) من فقر الدم، ويعتبر فقر الدم أكثر انتشاراُ في إقليم الشمال بنسبة (38%) مقارنة بالأطفال في إقليمي الوسط والجنوب (29%) لكل منهما، وأن ممارسات التغذية ل 23% فقط من الأطفال في الأردن الذين أعمارهم (6-23 شهراُ) تلبي الحد الأدنى من المعايير، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفاة بشكل عام بين الأطفال الذين ولدوا لأمهات سوريات فقد بلغ معدل الوفيات الأطفال دون سن الخامسة 25 حالة وفاة لكل ألف مولود حي.

وبين المجلس الأعلى للسكان في البيان انه على الرغم من انخفاض نسبة الإصابة بفيروس كورونا بين الأطفال في الأردن (اقل من سن 18) مقارنة بباقي الفئات العمرية والبالغة 17,7% (محدث لغاية 16/11/2021)؛ إلا أن الأثار غير المباشرة كانت كبيرة على الأطفال، فقد أشارت دراسة لليونيسف بعنوان ” التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأطفال والشباب الأكثر هشاشة وأولياء أمورهم في الأردن خلال جائحة (كوفيد-19)” ، إلى أن 23% من الأطفال المرضى خلال جائحة (كوفيد-19) لم يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة، وأن 25% من العائلات لم يتمكن أطفالها من الوصول إلى منصات التعليم الوطنية عبر الإنترنت، وتمكنت 31% من العائلات فقط من الحصول على خدمة الإنترنت المنزلي، كما أفاد 56% منهم أنهم لجأوا إلى استخدام أساليب التعنيف النفسي ضد أطفالهم أثناء حظر التجول، وبالمقابل لجأ أكثر من ثُلث الآباء والأمهات إلى استخدام العنف الجسدي.