اختتام مشروع صوتك هويتك
أكد مدير عام هيئة الإعلام طارق أبو الراغب أن الإعلام المجتمعي، وبشكل خاص الإذاعات، يشكل مكوناً مهماً في المشهد الإعلامي المحلي، كونه يعمل على أسس غير تجارية وغير ربحية، وينتصر لمجتمعات وقضايا لم تنصف في الأجندة الإعلامية.

وأضاف أن هذا الإعلام يسهم في اللامركزية بالإعلام ويزيد من انخراط المجتمعات المحلية في نقاشات بناءة حول واقع ومستقبل هذه المجتمعات، ليصبح أحد أهم أدوات تنمية الإعلام، والتنمية عبر الإعلام.

وأشار أبو الراغب في كلمته التي ألقاها مندوبا عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة المهندس صخر دودين، اليوم الأربعاء، ضمن الحفل الختامي لمشروع “تمكين المجتمع المدني عبر الإعلام المجتمعي” (صوتك هويتك)، إلى أن برنامج “صوتك هويتك” يتلاقى مع احدى أهم أولويات العمل الوطنية، والمتمثلة بتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وصناعة محتوى إعلامي محلي أفضل تمثيلا وتعبيرا عن المرأة الأردنية في مختلف مواقعها في المجتمع.

وأكد الحرص على متابعة الملاحظات والمقترحات لتطوير التشريعات الناظمة للعمل الإعلامي لتكون ممكنة للإعلام المجتمعي بما فيه الإذاعات المحلية ، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود جهود حقيقية لإنضاج مقاربات تحقق هذه المطالب من جهة وتستشرف مستقبل التطور التقني في مجال الإعلام المجتمعي، والذي يتوقع أن لا تقتصر فيه أشكال النشاط الإعلامي المجتمعي على الإذاعات فقط.

وأعرب أبو الراغب عن شكره للاتحاد الأوروبي ممثلا ببعثته في الأردن، على دعمهم الموصول لجملة من القضايا والتحديات المهمة للأردن، ومن بينها دعم وسائل الإعلام، خاصة المستقلة، وتمكين النساء على مختلف الصعد، حيث كان للاتحاد الأوروبي جهد مؤسسي كبير في إعداد تقرير “تقييم تنمية الإعلام في الأردن بناء على مؤشرات اليونيسكو لتنمية الإعلام”، إذ يعتبر هذا التقرير الشمولي خارطة طريق حقيقية لإصلاح وتطوير الإعلام في الأردن، وما يتضمنه من توصيات تشكل مرجعية لصناع السياسات الإعلامية فيما يتعلق بأي جهد للإصلاح والتطوير في المجال الإعلامي.

وقال مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي داود كتاب: إن كلمة “صوتك” هنا ليست محصورة بإعطاء فرص لأصوات نسائية أن تتحدث عبر الإذاعة، لكن “صوت” المرأة يشمل تأثيرها وصوتها الانتخابي وكل ما في الكلمة من معنى، أما موضوع الهوية فهنا أيضا لا نتحدث عن هوية سياسية أو قومية، لكننا نتحدث عن هوية إنسانية بحيث تستطيع المرأة أن تشارك في مناحي الحياة كافة”. وأضاف أن المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الشركاء المحليين سعى لإدخال عناصر جديدة في مجال الإعلام، منها إدخال مفهوم صحافة الحلول وهو لون جديد من العمل الصحفي لا يكتفي بالكشف عن المستور لكنه يدخل في مجال تحليل ما يمكن عمله لمعالجة المشكلة المشار إليها.

وأكدت نائبة رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن مرينا رافتي، بدورها، حرص الاتحاد على دعم مثل هذه المشاريع المميزة.

وأضافت: “نتطلع لاستمرار العمل معكم بروح الشراكة والتعاون لتعزيز حضور المرأة في المشهد الإعلامي من حيث نوعية المحتوى المنتج عنها ومنها”.

وقالت مديرة المشروع عطاف الروضان إن تمكين النساء بالمجمل يتطلب أن نتيح لهن مجالا وفضاء واسعا عاما وبيئة داعمة منفتحة تجاه مشاركتهن بشكل حقيقي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، “وهذا لا يجري إلا بتوفير تعليم جيد وفرص عادلة ومساواة حقيقية وإعلام مهني وداعم”.

وأضافت أن المشروع استطاع خلق عشر تجارب إبداعية لمشاريع خلاقة داعمة للنساء في 10 مناطق على امتداد المملكة تنوعت بين تدريبات حقوقية وإعلامية وأدوات فنية إبداعية، مشيرة إلى أن الهدف الرئيس للمشروع هو تمكين نساء المحافظات والمؤسسات المدنية الحقوقية هناك عبر الإعلام وتعزيز حقوق النساء ومساعدة المستفيدين والمستفيدات على امتلاك الخبرة واكتشاف مكامن القوة لديهم لتحقيق أحلام كانت مستحيلة أو صعبة وخاصة لفتيات لا يجدن أمامهن الحد الأدنى من الفرص.

ويعد مشروع “صوتك هويتك” الذي استفادت منه نحو 100 فتاة من مختلف محافظات المملكة من المشاريع الإعلامية النوعية التي تسهم بشكل كبير في تعددية وتنوع المشهد الإعلامي المحلي، إضافة إلى المساهمة الإيجابية في صناعة المحتوى الإعلامي ليكون أقرب إلى المجتمعات المحلية في مختلف مناطق المملكة.